الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ديمقراطي ، ديمقراطيون نحو الديمقراطية

جمال الهاشمي

2005 / 8 / 20
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


يذكرني عنوان مقالتي هذه بعنوان مقالة للرفيق سفيان الفلسطيني وهو يكتب المقال الافتتاحي لمجلة الهدف في السنة الاولى لصدورها . وبروز ظاهرة اليسار في كل الاحزاب والمنظمات العربية من المحيط الى الخليج . وخصوصا" بعد هزيمة 5 حزيران عام 1967 . بل ان اغلبية التنظيمات بدأت تلبي ثوب اليسار وتطرح وتنظر وتناقش باسم اليسار . بدأ من البعث بشقيه العراقي والسوري وتوابعهما في بلدان العالم العربي ومرورا" بالحزب القومي السوري والحركات والمنظمات الفلسطينية . والتنظيمات القومية وعلى راسها حركة القوميين العرب التي تبنت الماركسية ، بل شملت كل من أنشق او ( ارتد ) عن قيادته التنظيمية . واصبحت تلك النغمة بضاعة رائجة في سوق السياسة العربية روجت لها كل الصحف والمجلات . وشارك فيها ملايين القراء بحسن نية . هذه الحالة تذكرني الان بما حدث ويحدث في العراق منذ سقوط النظام الدكتاتوري في 9 نيسان 2003 وبروز مصطلح الديمقراطية في كل خطابات الاحزاب والحركات ومنظمات المجتمع المدني من اسلامية وشيوعية ،قومية ، ناصرية ،كردستانية ، تركمانية، كلدو اشورية ومندائيين وكرد فيليين والاتحادات والنقابات المهنية للادباء والصحفيين والمهندسين والمعلمين والشعراء الشعبيين والمتقاعدين والطلبة والسجناء السياسيين والمعوقين ومئات من المنظمات والجمعيات التي تحمل اسماء رموز دينية اسلامية من الشيعة والسنة . والكل وضع الديمقراطية في نظامه الداخلي وبرنامجه السياسي باعتبارهم ابنائها والمدافعين عنها من اجل بناء العراق الجديد! باسمها ومن خلالها تشكل مجلس الحكم الانتقالي
والموافقة على قانون ادارة الدولة الانتقالي ومن رئاسته الانتقالية قدر لأحد رؤساء المجلس وبروح ديمقراطية وتماشيا" مع الوضع الديمقراطي من تمرير القرار 137 السيء الصيت والمجحف بحق المراة بشكل خاص والمجتمع العراقي عموما" . وباسم الديمقراطية أعدت قوائم الانتخابات للجمعية الوطنية التي منحت لكل من لبس ثوبها ان يعد قوائم وفق الانتماء الطائفي والقومي وهذه سابقة لامثيل لها في تاريخ العراق السياسي . هذه الديمقراطية ايها الاخوة الديمقراطيين وفرت لكم فرصة الفوز لتكونوا ممثليين للشعب ولتكتبوا دستورا" يليق بالمواطنة العراقية وبناء دولة المؤسسات المدنية ولضمان الحقوق والحريات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والدينية وحقوق المراة والطفولة مع تحريم العنف ونبذ افكار التعصب الطائفي . واعتماد مبدأ المواطنة بعيدا" عن التمييز في العرق والدين او المذهب . اما وباسمها يقسم العراق وفق فيدراليات طائفية وفق المذهب تميز العراقيين بعضهم عن بعض وفرض دستور انتخابي لا دستور المواطنة ومحاولة تمزيق النسيج الاجتماعي للعائلة للعودة الى القرار 137 بل الى اخطر منه من قرارات تعزل العراق عن محيطه العربي والاسلامي
كل هذه تحيلنا الى المثل العراقي الذي ردده المرحوم ابراهيم زاير للرفيق سفيان على اليسارية ودعاتها تنطبق اليوم على الديمقراطية ودعاتها. وقصة المثل ( ان الحاج حسين الجاسم في اوائل الاربعينات في رصافة بغداد كان يقوم باستذكار ايام عاشوراء على طريقته الخاصة وهي قراءة أي من الذكر الحكيم وسيرة واقعة الطف ودور الشهادة والعدالة والقضية التي سار فيها الامام الشهيد الحسين وآل بيته الطاهرين مع توزيع وجبة غذاء لابناء وعوائل العكد الذي يسكنه . الاان عمله لايشفع له عند ابناء منطقته مع كثرة التهكم عليه كونه لايشارك موكب اللطمية في يوم عاشوراء وتتكرر القضية كل عام والتهكم يشتد حينها في اوائل الخمسينات توجه باكرا" من صبيحة يوم عاشوراء الى موكب المحلة ليشارك ويسكت الجميع . لكن حين وصل الى الموكب تفاجىء بان من يقود ويشد لطامة الموكب هو ( ابن كظيمة ) ومن يحمل بيرغه هو (حمد ) حينها ارتد الحاج فزعا" مستغفرا" ربه ورجع الى بيته وفي الطريق التقى بمجاميع من الشباب والشيوخ متوجهين للمشاركة يؤنبونه لعدم المشاركة وهنا هتف الحاج حسين الجاسم وسط المحلة باعلى صوته ( آخ من الله وضيمه شايل البيرغ حمد واليلطم ابن كظيمه ) الذكر الطيب للرفيق الصحفي والكاتب والفنان ابراهيم زاير في مثله على دعاة اليسارية بعد هزيمة حزيران وهو ينطبق الان في عراق مابعد سقوط النظام الفاشي . واذ كان
يسارا" يسارا" نحو اليسار
وديمقراطية وديمقراطيون نحو الديمقراطية
لا يصح الا ان نقول وبالعراقي آخ ............ ............. والبقية تأتي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وقفات تضامنية بمدن مغربية عدة تطالب بوقف التطبيع ومقاطعة إسر


.. فايز الدويري: المعارك في منطقة جباليا ستكون صعبة وقاسية




.. ناشطة أمريكية تهاجم المتخاذلين عن نصرة غزة


.. تحذير من المحكمة لمايكل كوهين بسبب مقاطع فيديو على تيك توك ح




.. ميلانيا ترمب تمنع ابنها بارون من الانضمام لعالم السياسة.. فم