الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليالي المنسية (رواية) الجزء 25

تحسين كرمياني

2014 / 9 / 28
الادب والفن


تحكي بدرية

أرجو أن يكون كلامي مقبولاً.
صمت.
لا لف ولا دوران.
صمت.
ليس هناك دافع يجبرني أن أكذب.
صمت.
لم أخض تجربة حب.
صمت.
حتى وقت متأخر من حياتي،ربما كنت باردة المشاعر،قلبي مفروغ من الحس العاطفي،ربما كنت بليدة،أو فتاة باردة،لكنني ما زلت أتذكر تلك التلصصات الجميلة،يوم كنت صغيرة ألعب مع بنت الجيران،بعد رجوعنا من الدوام.
صمت.
بعد الغداء،كانت أمّي تشجعني أن أذهب إلى بيت صديقتي كي نلعب،كلام كان يفرحني،نجلس أنا و(بروين)في باحة بيتهم،تحت شجرة سدر،نخرج كتبنا ودفاترنا،نكتب واجباتنا البيتية،وبعدها نمارس هوايتنا الطفولية،نرسم أشجاراً ومنازلاً وأنهاراً ووروداً وفراشات تطير وشموس مشرقة.
صمت.
ذات يوم قالت لي(بروين): ((هل أمكِ وأبوكِ يفعلان مثل أبي وأمي؟))،لم أفهم كلامها،بقيت أحدق في عينين عسليتين،فيهما حيرة وسؤال،قلت: ((ماذا يفعلان؟))،((تعالي وانظري))تبعتها،ومن خلال ثقب الباب لمحت كتل لحمية متعانقة،كانت أمها تحت وأبوها يرقد فوقها،همست: ((هل يضربها؟))، كتمت ضحكة بكفها،همست: ((أبي كل يوم يدخل خيارته في طماطة أمي))،بقيت أبحث عن معنى ذلك،من جديد أرسلت عيني،وجدت الأب راقداً على ظهره وشيء مثل الأفعى يرتخي على بطنه،كانت أمها ترتدي ملابسها،قلت لها(خيارة أبوكِ لا يشبه خيار السوق))ضحكت.
صمت.
مرت الأيّام ونحن نراقب تلك اللعبة،دون أن أشعر بشيء ينهض فيّ حماسة أو رغبة،قبل أن أنهض ذات ليلة لأجد فراش أمي وأبي خالياً منهما،تذكرت والدي(بروين)،هبطت درجات السلّم وفي غرفة المطبخ ومن خلال فتحة الباب وجدتهما عاريين،راقبتهما حتى انتهيا من لعبة ـ الزلاطة ـ الخيار في الطماطة.
صمت.
مرت أسابيع وأشهر وكبرنا.
صمت.
في السنة الأولى من دخولي معهد المعلمين والمعلمات،تعرفت على فتاة زميلة،كانت صريحة ومرحة، سكنت معي الغرفة وصارت صاحبتي.
صمت.
ذات يوم رافقتها بناء على رغبتها إلى صالون حلاقة،عرفتني على فتاة تلبس ملابس الرجال،كانت متحررة،تمتلك لباقة وخفة روح،سرعان ما أجبرتني أن تسوي شعري وتخرجني آخر ذوق كما أكدت بلسانها الساحر،جلست على الكرسي وراحت بخفة ومكر تفرك ظهري وتداعب وجنتي وأنا أعدو ذلك ملاطفة ومزحة.
صمت.
بدأت تنحدر وتفرك ثديي،بدأت أشعر بنعاس وحرارة تنهض في كل عروقي،بدأت تدنو وتقبل وجهي، ألصقت ثغرها الهاذي على ثغري،بدأت تـ مصمص شفتي،تحرك يدها إلى أسفل،بدأت تربت على ـ برمودا ـ هنا بدأت أشعر بذوبان ورغبة أن أغدو عجينة بين يديها الساحرتين،كانت تلهث وتتأوه،مسكتني وأدخلتني غرفة صغيرة في زاوية،كان حمّاماً صغيراً،بدأت تتعرى،عرتني وراحت تشبكني تارة من الخلف وتارة من الأمام،دخلت صاحبتي علينا وتعرت،كنت سكرانة وكانتا ثوريتان في الشهوة،أنامتني أم الصالون ونامت فوقي،وراحت تفعل كما فعل أبي فوق أمي أو كما كان يفعل أبو(بروين)مع أمها،لكن الفرق بيننا،طماطة على طماطة،عكس فعلهما،خيار في طماطة.
صمت.
كانت الساعة خارجة الحسابات،كل شيء يهيمن عليه فحيح الثغور وصراع الأيدي،فجأة أقشعر جسدي وارتجفت أغواري،بينما هما ظلتا تحاولان طويلاً،تعبت صاحبتي ولم تتعب أم الصالون،واصلت حربها حتى تراخت وهي تصيح،سبحنا معاً وخرجنا نجلس في حوار حول المتعة من غير السقوط بين أحضان الذكور.
صمت.
قالت أم الصالون: ((تعبنا من هذه اللعبة،يجب أن نجد شاباً مناسباً،كتوماً،وسيماً،يمكنه أن يقوم بهذا العمل من غير أن نتعب!))،قالت صاحبتي: ((وما نفع ذلك،مادمنا بنات؟))،((على أقل تقدير يتكفل بنزيف شهوتنا،ونشعر بشيئه بين أيدينا وأفخاذنا))،قالت صاحبتي: ((أخشى أن نفتضح؟))،((هناك شاب أسمر كثير التردد إلى هذا الشارع،رصدته يمطرني بنظراته،أنه يمتلك حرارة وجرأة!))،قلت: ((حين دخلنا كان واقفاً في ركن الشارع،أبتسم بوجهنا!))
صمت.
خرجنا،أشارت صاحبتي نحو شاب واقف: ((شاب ساحر وسيم رغم سمرته))،التقت نظراتي بنظراته وانفرجت شفتيه عن بسمة أنهضت في أنوثتي.صار الشاب محط اهتمامي،ظلّ وجهه يطاردني لأسبوع،قبل أن تفاتحني برغبتها لزيارة أم الصالون،وجدت الدعوة بطاقة سرور،كون جسدي أشتاق لنزيف آخر وقلبي رق لرؤية الشاب الأسمر،لم نجده،دخلنا الصالون،أغلقت الباب،وبدأت لعبتها معي،لكنها لم تسحبنِ نحو الحمّام.
صمت.
تعرينا وتمددنا.
صمت.
في غمرة الفعل وجدت ثلاثة شبّان خرجوا من داخل الحمّام،كانوا عرايا،تكهربت وخرس لساني،بينما صاحبتي كانت سعيدة وأم الصالون أكثر سعادة،عرفت في تلك اللحظة أنهما كانتا على أتفاق مسبق، حاولت أن أتخلص بأية طريقة لكن عريي بين العرايا خذلني،كل شاب عانق واحدة،بقيت جالسة أتكوم على نفسي،وشاب يقف فوقي: ((لا تخجلي المسألة طبيعية!))،كان لساني متحجراً،جلس قربي وبدأ يلاطفني وأنا شبه مائتة،لم يحتمل أكثر ضمني بعنف وغبت في غيبوبة،كنت أشعر بثقله علي،وما زال لهاثه مثل لهاث كلب يسكنني،تخلصوا من قذاراتهم،وبدءوا يداعبوننا لتخليصنا من جحيمنا.
صمت.
انتهت اللعبة.
صمت.
خرجوا وبقينا.
صمت.
كنت غارقة في مستنقع قبل أن تباغتني أم الصالون: ((خذي الأمور ببساطة،الحياة قصيرة،علينا أن نشبع من المتعة قبل أن نشيخ!))،قالت صاحبتي: ((بدرية..أنسي الصدمة كل شيء سيغدو طبيعياً،أنا متأكدة أنك ستطلبين هذا بمحض إرادتك!))لم أتكلم،وجدت في كلامهن بعض العزاء،تأملت نفسي،رحت أسرح بخيالي،كنت بحاجة إلى فترة تأمل،كي تتبلور القضية،كي أقتنع بأن جسدي ليس ملكي،وجسد كل شاب ليس ملكه،يمكننا أن نتبادل المنفعة ونتناصف المتعة،هكذا هي العواطف البشرية الثائرة.
صمت.
أكملت المعهد وأنا وصاحبتي وأم الصالون نتشارك على مائدة المتعة،الشيء الذي لم أذكره،كنّا نتبادل الأدوار،كل شاب يختار حسب مزاجه،والشبّان الثلاثة تبدلوا،شبّان يأتون ونحن نتعرى ونموت للحظات قبل أن نعود علب مليئة بالقذارة والإثم.
صمت.
بعد تعيني بقيت أحترق لكنني صامدة دون أن أنحدر للدعوات والمغازلات الكثيرة التي تحاصرني.
صمت.
فقط مرة واحدة،عندما زارنا مسئول المنطقة،رفيق وقح النظرات،يتباهى بمسدسه وهو يتأرجح على ردفي دبره،أخبرني بوصول إضبارتي الحزبية،وضرورة أن أعاود الاجتماعات الحزبية،وفي أوّل اجتماع استغربت عندما دخلت المدرسة،وجدته يجلس في الإدارة،سلمت وجلست.
صمت.
في كل لحظة أنتظر بوصول الحزبيات،بعد دقائق قام وأغلق الباب،عاد إلى الطاولة وبدأ ثرثرته الفارغة، نحن الآن في ليلة حرب ورحيل،يجب أن نحرر ألسنتنا كما يحلو لنا يا رفيقات.
صمت.
حسناً..بدأ يتكلم روتينياته،ثم عرج على حياتي في المعهد،وبدأ يطرح وعوده لتعيني في البلدة،فرحت لذلك، تشجع أكثر عندما وجدني أبتسم بوجهه،فاجأني: ((ست بدرية،ثمة تقارير مكتوبة عليك؟!))،((علي أنا!))،((أنت تعرفين أن مهنة التعليم من أهم المراكز الحساسة بالنسبة للحزب،كونها العمود الفقري الذي يقيم الحزب ويوصله إلى الغاية الكبيرة،وهي تحرير الأمة من فلول الاستعمار والجهل المتفشي))، ((رفيقي..اخترت التعليم بمحض إرادتي كونه يتعلق بتربية الأجيال!))،((ست بدرية..العيون الساهرة للحزب تطارد كل صغيرة وكبيرة!))،((كلنا نسهر رفيقي من أجل الحزب!))،((حقيقة من المخجل أن أقول هذا الكلام،كان من الأجدر بك عدم زج نفسك في هكذا أمور؟!))،((لا أفهم كلامك رفيقي؟))،((لأكن صريحاً معك،ثمة أفلام فديو تم ضبطها من قبل دائرة الأمن في صالون حلاقة في مركز المحافظة وتبين تواجدك في ذلك الوكر الداعر!))،تجمد لساني وبدأت أذوب،ولم أعد أعرف أو أرى،كنت فاقدة كل شعور وكل إحساس.
صمت.
أفقت على يدين كانتا تمسكاني،فتحت عيني،كانتا غارقتين بالدموع،وجدته ينظر عميقاً فيّ..قال: ((ست بدرية..يمكنني أن أساعدكِ،ويمكنني أن أنقذكِ من هذه الورطة الكبيرة!))
صمت.
تمنيت مساعدته مهما تطلب الأمر،سقطت على يديه وأنا أقبلهما،قال: ((لا تهتمي،سأكتب لهم أن تلك المتلبسة بالإثم مجرد شبيهة لا غير!))،فرحت لفكرته،لكنه بدأ يتحرش،سمحت له أن يفعل أي شيء ما دام أنقذني من قضية أخلاقية قد تسقطني في وحل الفضيحة،قبلني وفرك ثديي وقلبني على بطني ووضع شيئه بين ساقي،ثم حشره في بئر خرائي.
صمت.
أخرجه.
صمت.
((بدرية..يجب أن أفض بكارتك))،((وماذا أقول للناس؟))،((لا تهتمي،سأجلب لك حبوب منع الحمل))،((أرجوك رفيقي،أدخله في فمي،في دبري،في عيني،في عشيرتي في بلادي،في العالم،فقط لا..لا..لا هناك))،((بدرية..لن أتخلص من جحيمي ما لم أشقك الآن))،((أرجوك رفيقي))،((لا تخافي،يمكننا أن نخيطه عند ـ سستر ـ المشفى))،((لا تلجه كله،فقط ضع رأسه في الفتحة،أرجوك رفيقي))،رفع رجلي وراح يفركه حتى ـ فش ـ قبلما يلجه،ساكباً قذارته على طماطتي،((بدرية..يجب أن تتزوجي سريعاً كي تكوني لي دائماً،ضعِ في بالكِ أن حبل المشنقة قريب من رقبتك)).
صمت.
واعدني أن ينقذني من تلك القضية،لكن مقابل تواصلنا الدائم معاً في اجتماعات حزبية فردية.
صمت.
بعد تعيني في هذا المكان المنسي،لم أتصل به أو تدفعني الرغبة نحو آبار الشهوة،قبل مجيء أستاذ ـ حبيب ـ
صمت.
مذ جاء تحركت ديداني واحترقت ليالي طويلة قبل أن أهتدي لفكرة إيصال عشاؤه ودغدغة قلبه.
صمت.
آه.. منحني ما كان يشعرني بأنني كائنة تمتلك روح عاطفية وما زالت الحياة تمنحها السعادة.
صمت.
لكن يبقى المطلب من منّا يكسب الرهان،نحن تسعة وهو واحد،وأخشى ما أخشاه أنه يفوز بمعقدتنا،تلك هي نهاية أو خراب هذا العالم الذي نعيشه.
صمت.
ليتنا وهذا رجاء،أن نتفاجئ بكوكبة شبّان مختبئين،سيدخلون علينا في اللحظة القاتلة ونكسب الرهان جميعاً.
صمت.
أتوقع هذا..وليس من المستبعد ذلك،ربما(المسلحون)في الجوار،وربما مجموعة جنود جهزوا أنفسهم لتكملة فقرات حفلتنا الخالدة.
صمت.
كلي يقين هذه ليست ليلتي وحدي،هذه ليلتنا جميعاً.
صمت.
لكن لو لم أكن واهمة في توقعاتي..أرجو أن تكون ليلتي أنا،ها أنا أتهيأ لعرض بضاعتي بعدما أزحت من حولها الـ دغل المتوحش.
صمت.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية


.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي




.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب


.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?




.. قصة غريبة عن أغنية أنساك لأم كلثوم.. لحنها محمد فوزي ولا بلي