الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليالي المنسية (رواية) الجزء 26

تحسين كرمياني

2014 / 9 / 29
الادب والفن


تحكي أيمان

أن ما يميزني عنكن يا رفيقات سقوطي جاء متأخراً.
صمت.
دائماً السقوط المتأخر يعطي فرصة أكثر للمتعة.
صمت.
في طفولتي لم أشعر بهاجس الأنوثة،لي رفيقات كنّ يخضن تجربة الحب،كنت أرى الحب سفاهة،خروج من بيت الأخلاق،خيانة البنت لذويها.
صمت.
وسائل الأغواء لم تنقطع،كنّ صويحباتي يفاتحنني بعلاقات مع شبّان يطرحون بضاعة الأعجاب على مائدة أنوثتي،لم أـجد وازعاً يدفعني أن أركب موج الحب وأعيش تجارب عاطفية لإشباع غريزة المراهقة.
صمت.
عندما دخلت المعهد،جاء بناء على رفيق مسؤول التنظيم النسوي،عندما قرأ لنا بعض البيانات والتعليمات الحزبية،وجدت الفرصة حلماً هبط من غير نوم على بستان حياتي،لم أمهل نفسي وقتاً لمفاتحة البيت،كان حلمي لا ينافي رغباتهم،سجلت أسمي.
صمت.
درجاتي كانت تؤهلني للدخول إلى الكليّة،لكن ظروف البيت،وتعاسة الحياة الجامعية،حالتا دون التوجه للعاصمة من أجل شهادة لا تفرق ما بينها وبين شهادة التعليم الأبتدائي بشيء يذكر من السمعة وفرق الراتب.
صمت.
بعدما نجحت،توجهت نحو الفرقة الحزبية برفقة أمي،وجدت رفيقي يبتسم: ((كنت على يقين أنك ستنجحين من الدور الأوّل))،قالت أمي: ((أيمان جرجرتني كي تقبلوها في معهد المعلمات))،جلسنا أمامه،رغم أنه كان رفيقي المسؤول،لم يكن يتصرف كما تصرف في تلك اللحظة،كان ينظر إليّ كعاشق مراهق،يبتسم ويغمز،وجدت ذلك تصرفات حزبية أبويَّة،من باب المجاملات الوطنية،والملاطفات العقائدية للثورة.
صمت.
قال: ((يوم غد سأذهب إلى ـ بعقوبة ـ لحجز نسبة بلدتنا من المقاعد الدراسية))،توقف عن الكلام قليلاً،ثم تكلم: ((ستأتين معي ـ أيمان ـ كي أحجز لك مقعداً))،كلام يسر وليس فيه ما يريب.
صمت.
رافقته في مركبته.
صمت.
لم أجد وازعاً ما يجعلني أن أتأهب لطارئ،كنّا نتحاور عن كل شيء،عن الدراسة والمستقبل،في الطريق عرج نحو مطعم شعبي..قال: ((لم أتناول فطوري))،جلسنا وطلب نفرين كباب،شاركته بخجل.
صمت.
خرجنا وأنطلقنا.
صمت.
دخلت معه(معهد المعلمين والمعلمات)،وسارت الأمور روتين.
صمت.
أخذني إلى بيت شقيقه،طرق الباب،خرجت امرأة الجار وأعطته رزمة مفاتيح..قالت: ((ذهبوا إلى الموصل)).
صمت.
كان يجب أن أدخل معه،فهو رفيقي مثل أبي،متزوج وله نصف درزن أولاد وبنات.
صمت.
داخل البيت مسكني بشيء من الهلع..((أيمان..هذا أمر عادي،لا تعتبريه تعدي أو تجاوز،الرجل يحتاج للمرأة والمرأة خلقت للرجل))
صمت.
لم أملك كلاماً،جف حلقي،كانت الدموع تترقرق في عيني.
صمت.
بدأ يحتضنني،فمن كانت في موقفي ستكتشف لكم تبدو المرأة واهنة معدومة فرص الدفاع،كان قوياً،شعرت أنني أموع بين أحضانه،كنت أبكي بصمت،لم أجد فيه رحمة،حملني وألقاني على الفراش،وجدته يخلع ملابسه..قلت: ((رفيقي ماذا تريد منّي))،((لا شيء،عندما يتخلص الرجل من عذابه يمكنه أن يسترد رزانته ووداعته،لا تخافي فقط علينا أن نمنح أنفسنا بعض الراحة،الحزب أكل أعمارنا،لم يترك لنا فرصة للراحة والمتع الجسدية،يجب أن نسترد بعضه بالمتعة والخلوات السريّة))
صمت.
لم تنفع توسلاتي،ولا دفاعاتي،أخرجني من أسمالي وخرج من أسماله.
صمت.
ضعفت وفقدت شعوري ونمت أو خدرت.
صمت.
عندما أفقت،وجدت نفسي غارقة في الدم،كان متهالكاً،يدخن،كأنه يقف تحت المقصلة في أنتظار لحظة أعدامه.
صمت.
تكلم: ((أيمان..يمكنني أن أتزوجك في السر))،((ماذا أقول لأمي؟))،((كل شيء سيمضي بسلام،يجب أن تفاتحي أمك وتضعيه أمام الأمر الواقع،أنها ستكتم الأمر خوفاً من الفضيحة))،((لا..لا..سأحرق نفسي رفيقي،لم عملت هذا؟)).
صمت.
عدنا..بعد أيّام أخذني إلى ـ سستر ـ في المشفى وخاطت لي جلباب شرفي.
صمت.
فيما بعد ظلّ يمارس معي،لم يتجاوز الحدود كما تجاوزها في لحظة نوم،كان يفركه ويتركني في حسرة ويمضي.
هذا الرفيق،النتن،لم يكن حلمي،كان كابوساً جاء من مستنقع الرذيلة،فيما بعد عرفت أنه يشكل مع عصبة كافرة شبكة دعارة،يتوزعون في عدة دوائر،يوظفون البنات الجميلات مقابل الجنس.
صمت.
لم أحتمل نار تأججت فيّ،بدأت أميل لكل وسيم يمتلك جرأة ويرغبني.
صمت.
مجيء ـ حبيب ـ أنهض فيّ أنوثتي،بدأت أسترد شيئاً من رغبتي التي ماتت جرّاء تأخر زواجي،كنت أتحين الفرص كي أجده يميل نحوي،لكنه كان يبدد نفسه بيننا.
صمت.
آه..لو يقبل أن يتزوجني هذه الليلة،أليس من حقي أن أشارككن الرغبة،يمكننا أن نحتكم إلى القرعة،كي لا تشعر واحدتنا بالغبن.
صمت.
لنقترع فيما بيننا ومن تغدو عروس الليلة نباركها.
صمت.
أرجو أن يكون الحظ معي ولو لمرة واحدة فقط،ليلتي أنا.
صمت.
ارجو المعذرة..جلباب حديقتي مخاط وظلّ هذا السر أقفل عليه بالنواجذ،كدت أن أهدر السر..لكن هاجس الحمل ظلّ يكبسني من جهة،ومن جهة أخرى كنت أحلم أن أكون
زوجة صالحة له لو فكر يخطبني.
صمت.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل