الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لوحات جيسلاف بيكسينسكي: الكوابيس المدهشة

يحيى البوبلي

2014 / 9 / 30
الادب والفن


إذا خطر على بالك يوماً أن تتمعن في لوحات بيكسينسكي، فإنك ستلاحظ أمرين يصيبانك بالذهول. الأول، الرعب الذي تستشعره وأنت تتأمل في اللوحات، لدرجة إحساسك باقتراب الموت وأن الجحيم قادم لا محالة. والثاني، عناية الرسام الكبيرة بأدق التفاصيل، لا بد أنه كان شغوفاً جداً بالرسم لتكون لوحاته بكل هذا الإتقان. لكن، ما الذي يقوله بيكسينسكي عن لوحاته؟

جييسلاف بيكسينسكي (24 شباط 1929 – 21 شباط 2005) هو رسام بولندي مشهور، وهو مصوّر ونحات أيضاً. نفذ بيكسينسكي لوحاته بنمطين مختلفين: الباروكي (أسلوب فني يتميز بالحركية الشديدة وبوضوح التفاصيل لإحداث الدراما والشعور بغنى العمل الفني وعظمته) والقوطي. ساد النمط الأول في أعماله الأولى، من خلال الأمثلة المشهورة من لوحاته المعبرة عن فترة "الواقعية الخيالية"، عندما رسم لوحات مربكة في طبيعتها السريالية الكابوسية. النمط الثاني أكثر تجريدية، سيطر عليه الشكل، وهو معبر عنه في أعمال بيكسينسكي المتأخرة.

الواقعية الخيالية
كان نجاح بيكسينسكي الأول في معرض مرموق أقيم في وارسو عام 1964، حيث بيعت كل لوحاته. انكب بيكسينسكي على لوحاته بشغف، وعمل بشكل متواصل (دائماً وهو يستمع للموسيقى الكلاسيكية). أصبح بفترة قصيرة أهم علم في الفن البولندي المعاصر. في أواخر الستينات، دخل بيكسينسكي بما سماه هو بفترته المدهشة، التي امتدت لأواسط الثمانينات. كانت هذه أكثر فترات حياته شهرة، وفيها صمم لوحاته المربكة، التي خلق من خلالها بيئة سريالية مروعة للغاية، بمشاهد مفصلة جداً عن الموت، والاضمحلال، والطبيعة المليئة بالهياكل العظمية، والأشكال المشوهة، والصحارى. بدا واضحاً في هذه اللوحات الاهتمام الشديد بالتفاصيل، وهذه علامة مميزة للوحات بيكسينسكي. يقول بيكسينسكي عن هذه الفترة: "كنت أرجو أن أرسم بطريقة أشبه ما تكون بالتقاط صور للأحلام".
بالرغم من التجهم الواضح في اللوحات، يزعم بيكسينسكي أن بعض أعماله لم يفهم بالشكل الصحيح؛ في رأيه، لقد كانت هذه الأعمال متفائلة، بل فكاهية أحياناً. وفي معظم الوقت، كان بيكسينسكي يجادل بعناد أن المعنى في أعماله غائب حتى عنه هو، وأنه غير مهتم بأي تأويل ممكن. ولتأكيد هذا الكلام، رفض بيكسينسكي أن يعطي أسماء للوحاته. قبل أن ينتقل للعيش في وارسو عام 1977، أحرق مجموعة من أعماله في فناء منزله، دون أن يترك أي معلومات عنها. أخبر لاحقاً أن بعض هذه اللوحات كانت شديدة الخصوصية، بينما كان بعضها الآخر غير مرضٍ، ولم يشأ أن يراها الناس.

الأعمال المتأخرة
مثلت الثمانينات فترة التحول بالنسبة لبيكسينسكي. خلال هذه الفترة، أصبحت أعماله أكثر شهرة في فرنسا بسبب مساعي بيوتر موكوسكي، وقد حقق شهرة مهمة في أوروبا الغربية وأمريكا واليابان. ركز فنّه في نهاية الثمانينات وأوائل التسعينات على الرسومات الضخمة الشبيهة بالمنحوتات، والتي قُدمت بلوحات مقيدة (وغالباً باهتة) مشتملة على سلسلة من الصلبان. الرسومات بهذا النمط، والتي ظهر غالباً أنها صممت عن طريق خطوط ملونة بغزارة، كانت أقل وفرة من لوحات الفترة المدهشة، لكنها كانت بنفس قوتها. وضح بيكسينسكي عام 1994 قائلاً: "أنا متجه نحو المزيد من التبسيط للخلفيات، وفي نفس الوقت تشويه بدرجة معتبرة للأشكال، والتي ترسم دون ما يعرف بالضوء والظل الطبيعي. ما أطمح له هو أن يكون واضحاً من اللحظة الأولى أن اللوحة لي".
في آخر التسعينات، تعرف بيكسينسكي على عالم الحواسيب والانترنت والتصوير الرقمي والتلاعب بالصورة، وهذا ما ركز عليه حتى وفاته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. محمد محمود: فيلم «بنقدر ظروفك» له رسالة للمجتمع.. وأحمد الفي


.. الممثلة كايت بلانشيت تظهر بفستان يحمل ألوان العلم الفلسطيني




.. فريق الرئيس الأميركي السابق الانتخابي يعلن مقاضاة صناع فيلم


.. الممثلة الأسترالية كايت بلانشيت تظهر بفستان يتزين بألوان الع




.. هام لأولياء الأمور .. لأول مرة تدريس اللغة الثانية بالإعدادي