الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيضة القبان

خالد قنوت

2014 / 9 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


من حق كل مواطن امريكي أن يفخر بوجود رئيس للولايات المتحدة الامريكية كما هو باراك حسين أوباما و مجموعة القيادة العاملة معه, حيث يخوض حربين كبيرتين دون أن يقحم قواته العسكرية بشكل مباشر و خاصة القوات البرية و دون أن يعرض المقاتلين الأمريكيين للقتل أو الاسر كما هي كل الحروب و يحرز النجاحات الباهرة مستفيداً من تجربة حرب جورج بوش الأب في تفكيك الاتحاد السوفيتي في نهاية الثمانينيات من القرن الماضي ليقف بعدها جورج بوش أمام اعضاء مجلس الشيوخ و الكونغرس و قائلاً لهم:( أنتم زعماء العالم).
باراك حسين أوباما يخوض حربين استراتيجيتين:
الحرب الأولى التي كسب فيها دولة كبرى هي أوكرانيا خاصرة روسيا, الطامحة لامبراطورية بوتينية, لكن الخسارة الكبرى لها في أوكرانيا مقابل جزيرة القرم الروسية الأصل, قوضت أحلام زعيم المافيا الروسية كثيراً.
الحرب الثانية هي تمكين الولايات المتحدة من ربط كامل دول منطقة الشرق الأوسط بسياستها مباشرةً, حيث كانت سورية هي الأخيرة, فقد عملت الولايات المتحدة الأمريكية و استطاعت على مدى ثلاثة سنوات و نصف من تحويل الثورة الشعبية السورية المطالبة بالحرية و الكرامة و قيام نظام وطني حر يخرجها نهائياً من الدور الذي كان يتلاعب عليه نظام الأسد, الأب ثم الابن, في سياسة اللعب على التوازنات, إلى قضية أسلحة كيماوية و حرب أهلية طائفية و عملت على تهيئة الظروف و بطريقة توقع ردود أفعال النظام و المعارضة و التنظيمات المتطرفة و توجيهها باتجاه خلق تنظيم إرهابي يقنع المواطن الأمريكي أولاً ثم العالم بحتمية التدخل العسكري في المنطقة.
في نفس الوقت, يتابع الرئيس باراك أوباما تحقيق وعوده الاقتصادية في بلده بعيداً عن خوض حروب تثقل كاهل الخزينة الامريكية و كاهل المواطن الأمريكي كما فعل الرئيس السابق جورج بوش الابن, فأوباما اليوم يختبر سلاحه الجوي الجديد (طائرة إف 22) و يستخدم ذخائر من المفروض أن تنسق بعد حين (صواريخ توماهوك) و هناك من يدفع فاتورة الخلاص من أسلحته من مال النفط الخليجي و العراقي.
من يعتقد أن الرئيس باراك حسين أوباما كان متردداً و مرتبكاً, فعليه أن يحلل الاحداث منذ قيام الثورة السورية و كيف أبعدت الولايات المتحدة الأمريكية كل الدول الأخرى و ورطت الروس و الايرانيين و التنظيمات التي يعتبرها إرهابية كالقاعدة و حزب الله اللبناني في حرب على الأراضي السورية و ساهمت في تأجيج حرب طائفية سنية شيعية و تحكمت بمصادر تسليح الجيش السوري الحر لكي لا يحقق نصراً يؤدي لانهيار النظام الأسدي السريع و إفسحت المجال للتنظيمات القاعدية بالانتشار و استقطاب مؤيدين لها من أنحاء العالم للخلاص منهم و ابتزت النظام الجبان بسحب معظم الترسانة الكيماوية التي يملكها ثم تعود لفرض واقع جديد على الأرض بفرض تحالف دولي لمحاربة الارهاب في سورية بفاتورة على بياض من دول الخليج و بزمن لا حدود له.
السوريون هم من يدفعون الثمن الغالي نتيجة لذلك و من مصلحتهم أن يجدوا البراغماتية السياسية الضرورية للتعامل مع الواقع الجديد و ليس الصدام المباشر لأنهم حتى هذه اللحظة هم الحلقة الأضعف, حالياُ.
تسليمنا كسورييين بما ينفذ اليوم سيكون كارثة وطنية كبرى, و لنتعظ من دول مرت عليها السياسية الأمريكية فحولتها لدول فاشلة و لأنظمة مرتهنة بلا أي كرامة وطنية مهمتها الاساسية المحافظة على إيقاد الشروخ الاجتماعية بين مكونات شعوبها للمحافظة على بقائها و حماية الولايات المتحدة الأمريكية لها و لننظر للصومال و أفغانستان و العراق و غيرها. الولايات المتحدة الأمريكية دولة مؤسساتية تحكمها المصالح و الشركات الاقتصادية و أمن إسرائيل و هي تعمل بكل جدية و منطقية على هذا بغض النظر عن الضحايا و هي تجاهر بذلك و تعلم أن مسميات دول في العالم تحكمها نظم شمولية أو عائلية استبدادية ستلجأ لأمريكا دائماً و هذا ما عبر عنه الرئيس الأمريكي أوباما اليوم عندما قال: (سيأتون إلينا لأننا دولة عظمى و تملك من القوة ما يسمح لها بالنجاح بكل مهامها و لن يذهب أحد إلى روسيا أو الصين أبداً).
التطورات الدراماتيكية للأحداث سيفرض إقتلاع عائلة الأسد من الحكم في سورية و لكن لا تتوقعوا من البديل أن يكون ما كان يحلم به شهداء الثورة و معتقليها و نازحيها بل سيكون استنساخاً للنظام العراقي أو الافغاني أو بأحسن الظروف للنظام اللبناني طالما لم يبادر السوريين لإنقاذ وطنهم.
أعتقد أنه من واجب كل سوري حر أن يفكر بذلك و بداية طريق خلاص سورية يبدأ بالتفكير الجدي بتوحيد الأهداف الوطنية و إيجاد البدائل الجامعة للعمل السياسي و العسكري الوطني في الداخل و التحرك المباشرلإسقاط النظام الأسدي لأنه بيضة القبان الذي بتكسيرها ستميل كفة الميزان للصالح الوطني و سنستعيد زمام المبادرة و يخرج السوريين من صمت قسري بسبب استهدافهم الدائم من الجو.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القسام يعلن استهداف دبابة -ميركافا- إسرائيلية بقذيفة -الياسي


.. عبر الخريطة التفاعلية.. آخر التطورات في مناطق توغل جيش الاحت




.. كيف تؤثر تهديدات بايدن في مسار حرب غزة؟ نتنياهو إسرائيل ن


.. احذر... الاستحمام اليومي يضر بصحتك




.. مقتل 7 أشخاص في قصف أوكراني على حي سكني في بيلغورود الروسية