الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مثلما كل مرة ..

ابراهيم البهرزي

2014 / 9 / 30
الادب والفن


مثلما كل مرة ..


حملوا قبور أجدادهم وطافوا بها .
أكثر من مدينة غريبة طوت زهورها بوجوههم
كما يُطوى سجل ٌّ سرّي ٌّ,
من المؤكّد أنهم لايقطفون الزهور لأجل موتاهم
هذا ليس من تقاليدهم
ولكن روح الموت كانت تشيع حولهم كالفضيحة .



انهم الموت , كان أمناء البلديات يهمسون .
ولم يكونوا كذلك في حقيقة الامر ,
انّما كانوا يحملون قبور أجدادهم لأن َّ هناك
في البلاد التي لم تحتمل وجودهم
كان أعداءهم ينبشون القبور َ
بحثا ً عن شبهات تبرّر اقتلاعهم .



كانوا سيُقتلَعون َ في كل ّ الأحوال
خفافا ً أو بما احتَملوا ,
غير أنّهم أرادوا ان يقولوا لأعداءهم
كنّا نريد أن نحتفظ َ بحب ِّ أجدادنا لأجدادكم
كامنا ً في العظام , بعيدا ً عن الشبهات ِ
فلا يرثها الأحفاد ُ كحقائق مؤكّدة .



هم
أو أعداءهم
أو أعداء أعداءهم
ممّن طوّفوا في مدن ٍ غريبة ٍ
أو أقاموا غرباء َ في مواطنهم ,
كانوا نُسّاج َ الكراهة ِ من رميم القبور .

30-9-2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كم أنتَ رائع وواقعي أيها البهرزي الصادق ؟
طلعت ميشو ( 2014 / 9 / 30 - 15:13 )
نعم سيدي
أحسنتَ القول في قصيدتك هذه، وكم كان مسك الختام واقعياً حين قُلتَ : أو أقاموا غرباء في مواطنهم
يقول كاتبنا العراقي الفذ الأصيل سليم مُطر في كِتابه (الذات الجريحة): أنه أمرٌ قاسٍ ومُتعب أن تشعر بالأجنبية والإغتراب عن أُناس تتعايش معهم كل يوم وتتصل معهم في كل شؤون الحياة اليومية وتُشاركهم الأرض والهواء والماء والسماء. ص 131

لهذا ... ولإسباب كثيرة عديدة أخرى، هاجرنا، نحنُ أبناء حرف ال ( ن )، حيث لم يعد هناك متسع لمزيد من الألم والمعاناة التي إستمرت لمئات السنين، والتي لها ندبات عميقة تحمِلُها عِظامُ الأجداد التي نُبشت في قبورها مرة ومرات، والتي ستُنبش طال الزمن أم قصر
شكراً لكل عراقي يؤرخ الحقيقة من موقعه الإجتماعي والحياتي، شكراً يا بهرزي يا أصيل
الحكيم البابلي - طلعت ميشو

اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا