الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بلد النفط .. بدون نفط !!

حمزة الشمخي

2005 / 8 / 20
الادارة و الاقتصاد


من يصدق بأن العراقيين يعانون من شحة النفط والبنزين والغاز .. حتى في مثل أيام الصيف هذه ، والعراق يعتبر من البلدان التي تمتلك إحتياطي نفطي كبير قياسا للبلدان الإخرى ، بحيث كان يوصف العراق ولايزال ، بكرة تطفو فوق بحيرة كبيرة من النفط !! .
أين مكان هذا الوصف من واقع الحال ، المزري والمتردي في توفير الخدمات والإحتياجات الضرورية للعراقيين ، والذي جعلهم يقفون طوابيرا طويلة ، تأخذ من الوقت ساعات وساعات من الإنتظار الممل ، لكي يحصلوا على كمية من البنزين ، وجعل منهم كذلك يتراكضون وراء صهاريج النفط المتنقلة لكي يحصلوا على كمية من النفط .
ومن يشاهد هذه الحالات وغيرها، على شاشات التلفاز من العراقيين في الخارج وغيرهم من العرب والأجانب ، لا يصدق أبدا ، بأن هذه المشاهد تنقل له من عراق النفط والثروات الوفيرة والخيرات الهائلة ، بل كأنها لقطات ومشاهدات من أفقر بلد في العالم .
ومقابل هذا فأن العراقيين يحتجون كل يوم ، ويطالبون المسؤولين بتوفير كل أنواع الوقود والخدمات الحياتية لهم ، لأن معاناتهم لا تطاق أبدا ، حتى في فصل الصيف لا يتوفر النفط والغازوالبنزين !! ، فكيف إذا حل فصل الشتاء وهم بدون وقود وكهرباء ؟؟ .
ولكن أن هناك من المسؤولين من يقول ، أن سبب عدم توفير الوقود الكافي بكل أنواعه وإنقطاعات التيارالكهربائي ، وعدم توفير الماء الصالح للشرب ... وغيرها الكثير ، ناتج عن إستمرار العمليات الإرهابية والإجرامية التي تستهدف البنية التحتية مثلما تستهدف أرواح أبناء العراق .
هذا صحيح ولا خلاف عليه ، ولكن وبالمقابل أن هناك من يلعب دورا تخريبيا خطرا ، من خلال عمليات التهريب المنظمة المحلية والى خارج الوطن ، للنفط والوقود بكل أنواعه ، إضافة الى ذلك لا تزال زمر الفساد الإداري والمالي تتحرك وتنشط في أغلب مؤسسات ودوائر الدولة ، وفي أعلى المستويات دون رقيب ولا حسيب .
أن من أمثال هؤلاء ، لا يختلفون عن زمرالعصابات الإرهابية والإجرامية ، التي تقتل هنا وتفخخ السيارات والأجساد الجبانة هناك ، وأن المفسدين والإرهابيين هدفهم واحد ، هو قتل البشر وتدمير الإقتصاد والمؤسسات الخدمية وإشاعة الفوضى وعدم الإستقرار الدائم في البلد .
فلذلك يتطلب من الجميع ، حكومة وأحزاب ومؤسسات ومنظمات وكل المعنيين ، محاربة الفساد المالي والإداري أولا ، وفضح كل المفسدين عبر وسائل الإعلام ، مثلما تعرض عصابات الإرهاب عبر شاشات التلفاز ، لأن المفسدين إرهاهبيون أيضا ، وأعمالهم تعتبر من الجرائم الإقتصادية الكبرى ، والتي يجب أن يحاسبوا عليها كالمجرمين والإرهابيين .
وأن في حالة تحسن الوضع الإقتصادي والمعاشي والخدماتي للمواطنين ، سوف يساهم كل هذا في محاربة الإرهاب والإرهابيين والفساد والمفسدين والرشوة والمرتشيين ، ومن دون ذلك لا يمكن أن يسود الأمن والأمان وتوفير كل ما يحتاجه الإنسان في حياته اليومية وفي مقدمتها الكهرباء والنفط والبنزين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاليدونيا الجديدة: كيف ستدفع الدولة فاتورة الخسائر الاقتصادي


.. كيف تؤثر جبهة الإسناد اللبنانية على الإقتصاد الإسرائيلي؟




.. واشنطن تفرض عقوبات اقتصادية على بضائع صينية، ما القطاعات الم


.. وكالة ستاندرد آند بورز تصدر توقعاتها بشأن الاقتصاد المصرى




.. برشلونة يتراجع عن استمرار تشافى ومنافسة بين فليك وكونسيساو ل