الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشروع ممر التنمية مشروع فاشل

حمدى السعيد سالم

2014 / 9 / 30
مواضيع وابحاث سياسية




بعد أن اِجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسي، صباح اليوم بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، بالعالم المصري الدكتور فاروق الباز، حيث شهد اللقاء استعراضاً لعدد من المقترحات التي تساهم في زيادة إنتاج الغذاء، والتعامل مع تضاريس مصر بأكملها وتعظيم الاستفادة منها، وذلك في إطار مشروع ممر التنمية.....
يا سيسى مشروع ممر التنمية فاشل ....
بل هو مشروع كارثة، لأن البنية الأساسية تحتاج إلي (141) مليار جنيه فى المياه والكهرباء والصرف الصحى فقط،....
وسعر لتر المياه سيكون 17 جنيها وهذا المشروع لمليونى نسمة ولا يبدأ بالنمو التدريجى التراكمى بل نمو بالقفز وهذا لم تعرفه مصر ولا تستطيع أن تقدم عليه... إلى جانب أن د. فاروق الباز ليس مخططا بل خبير جيولوجى....
لماذا نفكر في التنمية الزراعية فقط مع اننا نعاني من نقص المياه ونحتاج التفكير في التنمية الصناعية عن طريق انشاء مصانع صغيرة داخل الواحات مع انشاء مزرعة صغيرة يعيش عليها سكان المنطقة وهناك عدة ممرات بالواحات لاتحتاج سوي التنمية والاصلاح لاسيما أنها موجودة بها قري ونظام إداري ومتوفر بها موارد المياه وبها مناظر سياحية خلابة ولاداعي لانشاء ممر تنمية جديد يتكلف ملايين الدولارات ونستطيع الاستغناء عنه.....
الى جانب أن مشروعات عدة لتنمية الصحراء الغربية بدأت ولم تنته بعد كمشروع توشكي، الوادي الجديد، وترعة السلام وغيرها من المشروعات التي وصفها البعض بالفاشلة.... والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هل ينقصنا مشروعات أخري بالصحراء الغربية تنال نفس مصير المشروعات السابقة وتتكلف الملايين أم أنه من الأولي تقديم الرعاية واستكمال تلك المشروعات السابقة. خاصة انها ستحقق نفس الغرض المطلوب منها.....
المشروع يهدف إلي انشاء طريق بالمواصفات العالمية في صحراء مصر الغربية يمتد من ساحل البحر المتوسط شمالا حتي بحيرة ناصر جنوبا وعلي مسافة تتراوح ما بين 10 إلي 80 كيلو مترا غرب وادي النيل.....
ممر التنمية يشمل خمسة مكونات رئيسية عبارة عن محور طولي للسير السريع بالمواصفات العالمية يبدأ من غرب الاسكندرية ويستمر حتي حدود مصر الجنوبية بطول 1200كيلو متر تقريبا.....
واثنا عشر محورا من الطرق العرضية التي تربط الطريق الرئيسي بمراكز التجمع السكاني علي طول مساره بطول كلي نحو800 كيلو متر. وشريط سكة حديد للنقل السريع بموازاة الطريق الرئيسي.....
وأنبوب ماء من بحيرة ناصر جنوبا وحتي نهاية الطريق علي ساحل البحر المتوسط.....
وخط كهرباء يؤمن توفير الطاقة في مراحل المشروع الاولية...
وعن حجم تكلفة هذا المشروع أوضح الباز أن وقت اقتراح هذا المشروع عام 1982 كانت تكلفته 6 مليارات دولار في حين تصل تكلفته الآن نحو 42 مليار دولار ولهذا لن تقدر الحكومة بمفردها علي هذه التكلفة ولكن دعا الحكومة الي تبني المشروع فقط بشرط أن توجه الدعوة لرجال الاعمال والمستثمرين العرب والاجانب لتنفيذه .....

يافاروق الباز يجب أن تعلم أن هناك عدة حقائق أولها أن الصحراء الغربية المصرية تعرف بأنها أكثر صحاري الارض جفافا وهذا ينسحب بالطبع علي مواردها....
حيث نجد أن المياه الجوفية بها غير متجددة وبالتالي تنحصر الموارد الزراعية في مساحة ضيقة جدا ....،
وتحتوي الصحراء الغربية علي موارد تعدينية تصلح كخامات لصناعات الاسمنت والبناء وغيرها من الصناعات رخيصة الثمن.....
فالموارد بالصحراء الغربية محدودة ولاتتحمل مشروعا بهذا الحجم....
لأن (80%) من مشروعات ممرات التعمير علي مستوي العالم فشلت، كما أن البنك الدولي لايساهم في هذه المشروعات لانها بنية أساسية وعلي الحكومة أن تتبناها بدون وجود مستثمرين....
أيهما أجدي نفكر في مشروع جديد يضاف للمشروعات التي لم تنته بعد أم نبحث عن أسباب عدم انتهاء هذه المشروعات ونحاول اتمامها؟!
هناك مشاكل أمنية تحيط بالموضوع منها أن هذا المشروع سينفذ بنظام (B.O.T) وسيدخل فيه مستثمرون عرب وأجانب وبالتالي لايخضع للسيطرة المصرية المباشرة وتكمن في هذا العنصر مشكلة أمنية تهدد مصر......
مما لا شك فيه أن أقدم طريق بالصحراء الغربية هو درب الاربعين الذي يبدأ من أسيوط ليخترق الحدود لواحة سليمة بالسودان.....
وهذا الطريق أيضا يربط بين عاصمتي محافظتين (أسيوط والخارجة) وبطول 200 كم ولايوجد عليه أي انشاءات سوي نادي بترول اسيوط وشركة بترول اسيوط علي اليمين عند الخروج من أسيوط وقيادة المنطقة العسكرية علي اليسار وحتي الخارجة لم توجد سوي اكشاك حرس الحدود فلماذا لم تحدث تنمية بهذا الطريق؟! لأن التنمية لاتحدث في منطقة ضعيفة الموارد....
كل مايحدث في مصر الآن فيما يخص التنمية الصحراوية دراسة ما قبل الجدوي وليس دراسة الجدوي....
مشروع د.فاروق الباز مجرد فكرة تحتاج لدراسة جدوي تبدأ من تحديد موارد الارض والمياه وبما أن الصحراء تفتقد وجود المياه السطحية فالاتجاه يكون دائما علي المياه الجوفية....
مشروع فاروق الباز ليس بفكرة جديدة خاصة أنه كان هناك مشروع مماثل له منذ سنوات عديدة ابتكره رئيس قسم التخطيط العمراني بجامعة الازهر سابقا وهو عبارة عن مشروع للوادي الجديد يتلخص في مرور ترعة أو مياه سطحية من توشكي للواحات الداخلة، الخارجة، الفرافرة، والبحرية وينتهي ويصب في منخفض القطارة وبطبيعة الحال كان مثل هذا المشروع يغض الطرف عن الفروق التضاريسية بين المنخفضات والطبقات وكمية المياه المستخدمة لتنمية الوادي الجديد.....
والسبب في ذلك أن الناس ينظرون لخريطة توزيع الواحات دون النظر انها منخفضات ولكنه أكد أن هذا المشروع ربما يكون أكثر جدية لوضخت المياه في أنابيب وتكلفة الأنبوب في النهاية تعادل تكلفة الترعة المفتوحة....
وهذا المشروع شبه جاهز ولاينقصه سوي التنمية لهذا الممر الغربي.....
مشروع ممر التنمية يماثل المشروع السابق الاشارة له.....
فاروق الباز تحري استخدام المياه الجوفية لكن بناء علي دراسة المتخصصين تراجعت فكرة استزراع أراضي ممر التنمية إذا لم يمكن الحصول علي المياه الجوفية اللازمة والتربة المناسبة.....
النقطة الاساسية في ممر التنمية ترتكز علي اقامة مدن وسلسلة من الاتصالات بين الوادي أو انشاء واد مواز لوادي النيل وبهذا يكون العمران مدنيا صناعيا وأنشطة خدمية بغرض استيعاب الكثافة السكانية الموجودة في الوادي والدلتا....
لماذا نركز علي الصحراء الغربية دون غيرها؟ ...
وهى تمثل 3.2مساحة مصر تقريبا وبالنظر للخريطة نجدها متدرجة وليست فجائية كالصحراء الشرقية فهي عبارة عن هضبات تتدرج من الجنوب للشمال وتوجد بها الواحات منذ العصر الفرعوني وهذا مؤشر علي امكانية التعمير بتكنولوجيا أحدث لكن مشكلتها الاساسية تكمن في نقص المياه السطحية وعدم تحديد حجم المياه الجوفية الموجودة بها ومدي تجددها بشكل دقيق.....
كل هذه الافكار جيدة كمحاولة للخروج من الوادي الضيق لكن أغلبها يعتمد علي مياه النيل مع العلم أن مياه النيل الواردة لمصر محدودة الكمية بحكم الاتفاقات الدولية والتي من الممكن أن تتأثر في المستقبل وخاصة مع اثيوبيا التي تشكل أمطارها المياه الاساسية لمصر فهي حجر الزاوية للمياه المصرية......
المشروع الافضل هو مشروع "تنمية المناطق الاولي بالرعاية" للدكتور ممدوح حمزة والذي يحاول من خلاله تنمية الواحات بمواردها المحدودة سواء في المياه أو الارض مع عمل مناطق صناعية لاستخدام الطاقات المتجددة وبخاصة الطاقة الشمسية دون تحميل الدولة اعباء مالية إلا في الحدود الدنيا والباقي يتحمله المستثمرون في كافة جوانب الحياة الاقتصادية سواء الزراعية أو الصناعية أو الإنتاج الحيواني وهذا المشروع ينتهي عند شرق مرسي مطروح. كما أنه من المجدي أن نستكمل مشروع ترعة السلام بدلا من توقفه.....
من المتوقع أن يواجه مشروع فاروق الباز مشكلتين الاولي الدراسة التفصيلية لموقع المشروع وامتداده فيجب اجراء الدراسات الطبوغرافية أو المتعلقة بشكل السطح الذي يمر به الممر والامكانيات المتاحة في المنطقة من مياه جوفية والامكانيات الخاصة بالتنمية بشكل عام فضلا عن معرفة الظروف المناخية فلا يجب الحديث عن عموميات بل يجب تقسيمها ودراسة كل منهما علي حدة قبل تنفيذ المشروع....
والمشكلة الثانية تكمن في تأثر د. الباز بالفكر الامريكي في مد الطرق.....
الى جانب اننا في أزمة أقتصادية ولانحتاج إرهاقاً لمواردنا الاقتصادية كما أننا لانرغب في سيطرة الاستثمار الاجنبي علي جزء من المشروع لانه بهذه الطريقة ستتحقق كارثة بفصل الشمال عن الجنوب.....

حمدى السعيد سالم
صحافى ومحلل سياسى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ثلاثة قتلى إثر أعمال شغب في جنوب موريتانيا • فرانس 24


.. الجزائر: مرشحون للرئاسة يشكون من عراقيل لجمع التوقيعات




.. إيطاليا تصادر طائرتين مسيرتين صنعتهما الصين في الطريق إلى لي


.. تعازي الرئيس تبون لملك المغرب: هل تعيد الدفء إلى العلاقات بي




.. إيران .. العين على إسرائيل من جبهة لبنان.|#غرفة_الأخبار