الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشروع قانون العفو عن ضحايا السياسة بجمهورية مصر العربية

مؤمن رميح
محام ومستشار قانونى وسياسي مصري

(Moamen Romaih)

2014 / 10 / 1
حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير


ادراكا بأن الجماهير ينصهر افرادها فى روح واحدة وعاطفة مشتركة تقضى على التمايزات الشخصية وتخفض من مستوى الملكات العقلية . فهى تشبه بالمركب الكيميائى الناتج عن صهر عدة عناصر مختلفة تذوب وتفقد خصائصها الاولى نتيجة التفاعل ومن اجل تركيب المركب الجديد
واخدا فى الاعتبار ان الجمهور النفسى يختلف عن التجمع العادى او العفوى للبشر فى ساحة عامة فالجمهور النفسى يمتلك وحدة ذهنية على عكس هذه التجمعات غير المقصودة ، وان الفرد يتحرك بشكل واع ومقصود اما الجمهور فيتحرك بشكل لا واع ، ذلك ان الوعى فردى تحديدا اما اللاوعى فهو جماعى
ومع الاعتداد بان الجماهير محافظة بطبيعتها على الرغم من تظاهراتها الثورية . فهى تعيد فى نهاية المطاف ما كانت قد قلبته او دمرته ، وانها بحاجة لان تخضع لقيادة محرك ايا كانت ثقافتها او عقيدتها او مكانتها الاجتماعية ، وهو لا يقنعها بالمحاجات العقلانية والمنطقية ، وانما يفرض نفسه عليها بواسطقة القوة ، كما انه يجذبها ويسحرها بواسطة هيبته الشخصية
واعتقادا بان الجماهير غير ميالة للتامل ، وغير مؤهلة للمحاكمة العقلية ، ولكنها مؤهلة جدا للانخراط فى الممارسة والعمل
ان الفرد المنضوى فى الجمهور يكتسب بواسطة العدد شعورا عاما بالقوة . وهذا ما يتيح له الانصياع الى بعض الغرائز ، ولولا هذا الشعور لما انصاع ، وهو ينصاع لها عن طوع واختيار لان الجمهور لا يتأمل وبالتالى فهو غير مسئول . فالفرد المنخرط فى الجمهور لا يعد واعيا باعماله ، فملكاته مدمرة ، فى حين ان بعضها الآخر يستثار ويستنفر الى الحد الاقصى . وتاثير كل اقتراح يملى عليه او كل تحريض يمثل قوة طائشة لا يمكن ردها من اجل تنفيذ بعض الاعمال . وبالتالى فان مجموع الخصائص الاساسية للفرد المنخرط فى الجمهور هى تلاشى الشخصية الواعية ، هيمنة الشخصية اللاوعية ، توجه الجميع ضمن نفس الخط بواسطة التحريض والعدوى للعواطف والافكار ، والميل لتحويل الافكار المحرض عليها الى فعل وممارسة مباشرة . وهكذا لا يعود الفرد هو نفسه ، وانما يصبح عبارة عن انسان آلى ما عادت ارادته بقادرة على ان تقوده .
فالجمهور هو ادنى مرتبة من الانسان المفرد فيما يخص الناحية العقلية والفكرية . ولكن من وجهة نظر العواطف والاعمال التى تثيرها هذه العواطف فانه يمكن لهذا الجمهور ان يسير نحو الافضل او نحو الاسوأ . وكل شئ يعتمد على الطريقة التى يتم تحريضه او تحريكه بها . فمن السهل اقتيادهم الى المذبحة والقتل باسم النضال من اجل انتصار عقيدة ايمانية او فكرة ما . ومن السهل تحريكهم وبث الحماسة فى مفاصلهم من اجل الدفاع عن المجد والشرف .
وادراكا بان الجمهور مقود كليا من اللاوعى . فاعماله واقعة تحت تاثير المخ او العقل ويمكنها ان تنجز هذه الاعمال بكل دقة وتمام من حيث التنفيذ . ولكن بما انها غير موجهة من قبل المخ فان الفرد يتصرف على صدف التحريض والاثارة . ان الجمهور الذى يمثل لعبة واقعة تحت تاثير كل المحرضات الخارجية يعكس متغيراتها التى لا تتوقف وبالتالى فهو عبد للتحريضات التى يتلقاها . والفرد المعزول يمكن ان يخضع لنفس المحرضات المثيرة كالانسان المنخرط فى الجمهور ، ولكن عقله يتدخل ويبين له مساوئ الانصياع لها ، وبالتالى فلا ينصاع . فالفرد المعزول يمتلك الاهلية والكفاءة للسيطرة على ردود فعله فى حين ان الجمهور لا يمتلكها
ان الجمهور يمكنه بسهولة ان يصبح جلادا ، ولكن يمكنه بنفس السهولة ان يصبح ضحية وشهيدا . فمن اعماقه سالت جداول الدم الغزيرة الضرورية لانتصار اى عقيدة .
ان العواطف التى تعبر عنها الجماهير سواء كانت طيبة ام شريرة تتميز بطابع مزدوج بمعنى انها مضخمة جدا ومبسطة جدا ، فالفرد المنخرط فى الجمهور غير قادر على رؤية الفروقات الدقيقة بين الاشياء وبالتالى فهو ينظر للامور ككتلة واحدة ولا يعرف التدرجات الانتقالية .
ويشرد الجمهور باستمرار على حدود اللاشعور ويتلق بطيبة خاطر كل الاقتراحات والاوامر . كما انه ملئ بالمشاعر الخاصة الغير قادرة على الاحتكام للفعل ومحروم من كل روح نقدية . وبالتالى فهو لا يستطيع الا ان يبدى سذاجة وسرعة تصديق منقطعة النظير . والمستحيل غير موجود بالنسبة له ، وينبغى التذكير بذلك من اجل فهم كيف تخلق الاساطير والحكايات الاكثر غرابا وشذوذا وكيف تشيع وتنتشر بسهولة . ان خلق الاساطير التى تنتشر بمثل هذه السهولة فى اوساط الجماهير ليس فقط ناتجا عن سرعة كاملة فى التصديق ، وانما عن تشويه هائل او تضخيم للاحداث فى مخيلة الافراد المحتشدين . فالحدث الاكثر بساطة يتحول الى حدث مشوه بمجرد ان يراه الجمهور ، فالجمهور يفكر عن طريق الصور ، والصور المتشكلة فى ذهنه تثير بدورها سلسلة من الصور الاخرى بدون اى علاقة منطقية مع الاولى
ومع الاعتقاد بان هنالك فارق اساسى بين جاذبية الحركات الجماهيرية وجاذبية التنظيمات التقليدية كالاحزاب والنقابات ... وغيرها . تقدم التنظيمات التقليدية لاعضائها فرصا لتطوير الذات وتكمن جاذبيتها فى تحقيق المصلحة الذاتية لاعضائها . وعلى النقيض من ذلك ، نرى ان الحركة الجماهيرية خاصة فى مرحلتها الاولى النشطة لا تجذب اولئك الذين يحبون انفسهم ويحرصون على تطويرها ، بل تستميل اولئك الذين يودون ان يتخلصوا من انفسهم نهائيا . تستطيع الحركة الجماهيرية ان تجذب اتباعا وتحتفظ بهم لانها لا تلبى الحاجة الى تطوير الذات ، ولكن لانها تلبى الشوق الى الخلاص من الذات
وعندما يجد الفرد ان اهتماماته الذاتية واحتمالات المستقبل لا تستحق العيش من اجلها ، يصبح فى حاجة ماسة الى شئ منفصل عن نفسه يحيا له . ان الاخلاص لحركو ما واعطائها الولاء المطلق لا يعدو ان يكون محاولة للتعلق بشئ يمنح الحياة الفاشلة معنى وقيمة .
ان المحبطين احباطا شديدا تنمو لديهم على نحو عفوى الرغبة فى العمل الجماعى وفى الوقت نفسه فى التضحية بالنفس . فالذى يقلق المحبطين شعورهم بان انفسهم ميتة وميئوس منها . ان رغبة المحبطين الاساسية هى ان يهربوا من انفسهم ، وهذه الرغبة تتجسد فى النزعة الى العمل الجماعى والى التضحية بالنفس . ان الاشمئزاز من النفس غير المرغوب فيها ، وهاجس نسيانها وطمسها واخفائها هو الذى يوجد الرغبة فى التضحية بالنفس ، وفى العمل الجماعى حين تذوب النفس فى المجموع .
ان آلية غرس الاستعداد للقتال والموت تتكون من فصل الفرد عن نفسه ، عن شخصه المكون من لحم ودم ، وعن من ان يكون ما تريده نفسه الحقيقية ان يكون . ويتحقق هذا الهدف بتذويب الفرد فى المجموعة الموحدة المترابطة باعطائه نفسا جديدا متخلية بان تغرس فيه اتجاها الى احتقار الحاضر وشغفا بالاشياء القادمة التى تجئ فى المستقبل ، بان نضع حجابا بينه وبين الحقائق بان نشحنه بالحقائق المتفجرة على نحو يجعل من المستحيل عليه ان يعيش مع نفسه .
من هنا يتقرر الاعفاء من اى مسئولية جنائية
وبعد الاطلاع على دستور 2012 المعدل
وعلى قانون العقوبات الصادر فى 1937
وعلى قانون الاجراءات الجنائية
المادة (1)
يعفى كل من ارتكب عملا من الاعمال المعاقب عليها بموجب القسم الاول والثانى من الباب الثانى من قانون العقوبات من المواد (86 الى 102و ) عفوا شاملا فى الفترة من 30 يونيو 2014 حتى تاريخ صدور هذا القانون

المادة (2)
توقف ويمنع السير فى اجراءات الدعاوى الجنائية .المتهم فيها اشخاص بموجب المواد من 86 الى 102و عقوبات

المادة (3)
يمحى كل حكم صادر بالادانة بموجب المواد 86 الى 102 و عقوبات

المادة (4)
يتولى النائب العام حصر كافة القضايا المعاقب عليها فى ضوء المواد 1، 2، 3 من هذا القانون ، وانهاء كافة الاجراءات القانونية ذات الشان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طائرات بوينغ: لماذا هذه السلسلة من الحوادث؟ • فرانس 24 / FRA


.. رفح.. موجات نزوح جديدة وتحذيرات من توقف المساعدات | #غرفة_ال




.. جدل الرصيف الأميركي العائم في غزة | #غرفة_الأخبار


.. طلاب فرنسيون يطالبون بالإفراج عن زميلهم الذي اعتقلته الشرطة




.. كتائب القسام تقصف مدينة بئر السبع برشقة صاروخية