الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البوتاسيوم اكسير حياة في زمن داعش

مجيب العمري

2014 / 10 / 1
الارهاب, الحرب والسلام


سنوات الى الامام رسالتان بجيبي جثتين مختلفتين على انقاض مركزي بريد قديمين في مدينتين تونسيتين قريبتين شبه مدمرتين :
رسالة 1 :
اليك حبيبتي،
صوت المدافع قريب، المدفعية تدك الحصون دكا، انا اجهل ماتى القصف، الجميع متاهبون, اكداس الرمال امام المنازل. السلاح قليل و الجند اقل.
يبدو اننا نموت قبل ان نموت حقا.
انا اتساءل اين انت، ماذا تفعلين و هل اتى الاعداء الى اقامتك ؟ لن اعاتبك على شجارنا الاخير، اعدك بانني لن اغضب منك مجددا لو بقينا على قيد الحياة .
صوت القصف يتجدد و اظنه صوت طائرات السوخوي الجزائرية انا استطيع تفرقة اصواتها ، اصبحت خبيرا في ذلك .
اكره اصوات القصف تمنيت ان اسمع العابا نارية عوض نيران الحرب، الالعاب النارية اجمل بحضورك، هل تظنين انه بامكاننا الحصول على قطعة ايس كريم ؟
ساخبرك انني احبك، احبك منذ قابلتك في الصف الاخير لحفل البالي.
ليلتها لم اشاهد شيئا فقط رقصة التوليب في عينيك على عتبة قلبي المتهالك في ليلة متوسطية حارة، انتهت الحفلة و كنت كعادتي مرتبكا خجولا و ذاكرتي تنزف عشقا. كان علي ان اخترع قصة مرضي الفجئي في المسرح لتاخذيني الى المشفى و تطماني علي، لا اعرف كيف خطرت لي فكرة التمارض.
عندما ياتي الدواعش لن نشاهد بالي و لن نشاهد سينما، اريد ان اسميها سيما من دون نون مثلما تريدين تسميتها اعلم انك مدمنة سيما و انني لست كذلك و انك تكرهين كتب التشريح و نظارتي القديمة. حفلات المزود ايضا ستنتفي, لم اخل نفسي يوما قد اشتاقها.
هل تذكرين غضبي عندما مازحتني ؟ كيف كنت تجرئين ممازحتي بخطفك و بيعك في سوق النخاسة ؟ غضبت حينها و اخبرتك انني ساقتحم اعتى معسكراتهم من اجلك . آه تذكرت. انا احتاج سلاحا، احتاج قطعة كلاشينكوف و بعض الذخيرة يجب ان ابادل تاجر السلاح حاسوبي الجديد مقابل الكلاشينكوف و الا كيف ساقتحم المعسكر ؟
ثوبك الاحمر القصير جميل، انا احبه. كما احب نظارتك الطبية، ارجوك لا تخلعيها في الحفلات الراقصة و لنهرب قبل نهاية الحفل لنسير حافيي القدمين في الازقة و الشوارع الصغيرة, انا احب المسير معك في شوارع فاليتا الخالية و سماع معزوفات اكوورديون يعزفها البوهيميون المعدمون لاقتلع منك قبلة على الرصيف قرب البار الصغير قد يشهدها القمر.
اللعنة صوت القصف يتجدد، هذا يثير اعصابي.
تذكري ان متنا سالقاك في حفل بالي في العالم الاخر كما اتفقنا .
قبلاتي الحارة.

رسالة 2 :
حبيبي، لن اسقط بيد الدواعش و لن يستعبدني احد، مازلت احمل زجاجة كلورير البوتاسيوم التي منحتني اياها من مستشفاك الاحمق، مازلت احملها حول عنقي. ان سقطت بيدهم ساحقن نفسي بها و ساصلي من اجل حفل بالي في العالم الاخر. افعل مثلي.
احبك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أوضاع مقلقة لتونس في حرية الصحافة


.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين: ماذا حدث في جامعة كاليفورنيا الأ




.. احتجاجات طلابية مؤيدة للفلسطينيين: هل ألقت كلمة بايدن الزيت


.. بانتظار رد حماس.. استمرار ضغوط عائلات الرهائن على حكومة الحر




.. الإكوادور: غواياكيل مرتع المافيا • فرانس 24 / FRANCE 24