الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليمن:26سبتمبر و21سبتمبر

محمد سيد رصاص

2014 / 10 / 1
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية




اليمن بلد التسويات والوسطية:انتشر فيه منذ نهاية القرن الهجري الثالث المذهب الزيدي الذي أخذ موقفاً وسطياً بين السنة والشيعة.أقام الزيديون حكمهم من صعدة منذ عام298هجرية حتى يوم26سبتمبر1962.اقترب زيديون من السنة بعيداً عن الوسطية مثل ابن الوزير اليمني(ت1436ميلادية)المتأثربابن تيمية وآراءه حول الابتعاد عن المذهبية.في يوم17فبراير1948قامت (حركة الأحرار) تحت اشراف حسن البنا،زعيم حركة الاخوان المسلمين،بانقلابها على إمام الزيدية يحيى آل حميد الدين في صنعاء وبايعت آخر من آل الوزير بدلاً منه قبل أن تفشل الحركة بعد أربعة أسابيع،وقد شارك بالحركة زيديون آخرون مثل آل الأحمر زعماء قبائل حاشد،الذين اختلفوا مع الإمام يحيى منذ صلحه مع العثمانيين عام1908.بعد الحرب الأهلية بين الجمهوريين والملكيين إثر الإطاحة بحكم الأئمة الزيديين في 26سبتمبر1962اتجه المعتدلون الجمهوريونللتخلص من متشدديهم مثل عبدالله السلال الذي جرى الاطاحة بحكمه يوم5نوفمبر1967إثر هزيمة عبدالناصر في حرب حزيران ولماقرأ متشددوا الملكيين ضعفاً في ذلك وحاصروا صنعاء كان فشلهم مدخلاً لمصالحة جدة في مارس/آذار1970بين معتدلي الجمهوريين ومعتدلي الملكيين مع استبعاد المتطرفين من الطرفين،وقد ظللت مصالحة جدة المناخ اليمني السياسي لثلاثة عقود.
في عام1994ذهب فقيه زيدي إلى طهران،هو بدرالدين الحوثي(مواليد1926)مع ابنه الأكبر حسين.كان بدر الدين الحوثي أحد أحفاد أسرة من السادة من صعدة كانت قريبة من آل حميد الدين،وقد برزت هذه الأسرة في الفقه وتزعم أحد أفرادها الفقهاء الزيدية في عصره وهو المحسن بن أحمد الحوثي(ت 1295هجرية).شعر بدرالدين الحوثي بتهميش الزيدية التقليدية عقب 26سبتمبر ومصالحة جدة ووحدة 22مايو1990مع الجنوب السني الشافعي.تأثر الحوثي في ابتعاد عن وسطية الزيدية بأحد التلاميذ المتخاصمين مع الإمام زيد (ت 122هجرية)والمقترب من الإمام جعفر الصادق(ت148هجرية) والمتتلمذ عليه أيضاً،وهو(أبو جارود)، لماقال خلافاً لزيد بتكفير الصحابة لمابايعوا غير علي بن أبي طالب فيماكان الإمام زيد يقول ب"جواز إمامة المفضول".كان حسين الحوثي معجباً بالخميني.تبلورت الحركة الحوثية منذ النصف الثاني من التسعينيات عبر اقتراب من التشيع الإثني عشري ولكن من دون مغادرة الزيدية تماماً ولكن بالتأكيد مع مغادرة وسطيتها.شجع الرئيس عبدالله صالح الحوثيين في فترة خصومته مع الرياض إثر تأييده لصدام حسين في غزو2أغسطس/آب1990للكويت وفي فترة حاجته لحلفاء في مواجهة ذيول محاولة الجنوبيين الانفصال عام1994.
بين عامي2004و2009حصلت ستة حروب بين الحوثيين وحكم الرئيس عبدالله صالح من دون حسم عسكري واضح ومن دون تسوية سياسية.كان التأييد الايراني واضحاً للحوثيين في الحروب الستة،وقد نقل الزعيم السابق الماركسي للحزب الاشتراكي اليمني علي سالم البيض بندقيته من الكتف اليساري إلى اليميني مقتفياً في الألفية الجديدة إثر الحوثيين في التظلل بالظلال الايرانية.كان سقوط عبدالله صالح وخروجه من السلطة بين نوفمبر2011وفبراير2012مبنياً على معادلة بين بعض بقايا نظامه ومنهم نائبه عبدربه منصور هادي والضباط والإداريين وبين (التجمع اليمني للاصلاح)الذي كان صعوده كجماعة أصولية إخوانية مترافقاً مع الصعود للاخوان المسلمين للسلطة في القاهرة وتونس.كان هذا برضا أميركي وليس برضا الرياض ولوكانت المبادرة الخليجية عنواناً للتسوية اليمنية منذ مايو2011قبل أن يتولى الأميركان ومجلس الأمن الملف اليمني وماأدى إليه الميل الأميركي إلى إصعاد (الإخوان المسلمون) للسلطة أولاشراكهم بها في طرابلس الغرب وصنعاء أولتزعم المعارضة كمافي(المجلس الوطني السوري)المعلن من اسطنبول يوم2أوكتوبر2011.
لم تنجح التسوية اليمنية.أصبح الحوثيون وعلي سالم البيض وعلي عبد الله صالح أقوياء على إثر فشلها واصطدامها بالحائط،وأصبح الرئيس هادي و(الإخوان المسلمون)ضعفاء وفي مأزق كبير مع فشلها الذي ظهرت معالمه في مجرى عام2014.كان التخلي الأميركي عن حلفهم مع (الإخوان المسلمين)،وهو ماتوضح بين صيفي2013و2014،وخصومة الرياض مع(الإخوان)،بيئة دولية- اقليمية لفشل التسوية اليمنية ساهم في مساعدة القوى الثلاثة المتضررة منها:الحوثيون،وأنصار الرئيس السابق عبدالله صالح،وانفصاليو الجنوب،على انزالها إلى القبر من خلال ماجرى في يوم21سبتمبر2014لماانهار نظام الرئيس هادي وحلفائه في (الاصلاح)أمام تقدم المسلحين الحوثيين وسيطرتهم على صنعاء ممااضطره مساء ذلك اليوم للتوقيع على(اتفاق السلم والشراكة)مع الحوثيين وقد وقعت معه باقي القوى ومنهم أصوليي(الاصلاح).
بالتأكيد ،هناك رقعة شطرنج كبرى تمتد من حلب إلى عدن ومن بيروت إلى كابول ،يلعب فيها أربعة لاعبون كبار:واشنطن،موسكو،طهران،الرياض،واضعف منهم أنقرة ولكنها في الملعب.ربما استفادت طهران من صنعاء21سبتمبر لتعويض بعض ماخسرته يوم10يونيو في الموصل،ولكن الملفت عدم انزعاج الرياض من ماحصل في صنعاء يومها،وهو مايمكن تفسيره بسعي الرياض لاستكمال مابدأته ضد (الإخوان)في قاهرة3يوليو2013لماأيدت الفريق عبدالفتاح السيسي في حركته يوم ذاك ضد الرئيس مرسي،ويبدوا أنه كماحصل لشيوعيي حلف وارسو يحصل لأصوليي الحركة الإخوانية:الصعود معاً والسقوط معاً. رغم هذا،يبقى حدث21سبتمبر 2014يمني الأبعاد أساساً،وهو رد على فقدان التوازن والوسطية في الحياة السياسية اليمنية منذ عام1994مماسمح لتنظيم سياسي عقائدي بعيد عن الوسطية اليمنية التقليدية باستغلال ابتعاد سلطة صنعاء عن الوسطية وعن روحية مصالحةمارس/ آذار1970اليمنية من أجل الإنتقام في يوم21سبتمبر2014من الذي حصل في يوم26سبتمبر1962








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الزمالك المصري ونهضة بركان المغربي في إياب نهائي كأس الاتحاد


.. كيف ستواجه الحكومة الإسرائيلية الانقسامات الداخلية؟ وما موقف




.. وسائل الإعلام الإسرائيلية تسلط الضوء على معارك جباليا وقدرات


.. الدوري الألماني.. تشابي ألونزو يقود ليفركوزن لفوز تاريخي محل




.. فرنسا.. مظاهرة في ذكرى النكبة الفلسطينية تندد بالحرب الإسرائ