الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اوباما وحرب داعش

كور متيوك انيار

2014 / 10 / 1
السياسة والعلاقات الدولية



إن الضجة التي تثيرها إدارة اوباما حول محاربة داعش ماهي الا إستحقاقات اقليمية في منطقة الشرق الاوسط كان ينبغي لادارته إن تقوم بها ، وخاصة محاربة وإسقاط نظام الاسد في سوريا لكن اوباما لايريد إن يشهد فترة رئاسته اي تدخلات عسكرية في اي مكان في العالم ليخرج من البيت الابيض وسجله نظيف كما خطط له منذ البدء في حملاته الانتخابية وكما وعد الشعب الامريكي .
فمن يريد إن يحارب داعش يجب له إن يتساءل في البدء من اين اتى داعش ؟ قبل إن يخدع امريكا العالم مجدداً في حرب صنعتها نفسها ، فالدولة الاسلامية هي منتوج الدعم الامريكي الاوروبي السخي للمعارضة السورية ودعم خليجي وتركي لتلك الجماعات المعارضة إلا إن إطالة امد الحرب والاحساس بالعجز من قبل المعارضة السورية جعلتها تنقسم الى جماعات منها من زالوا عازمين لاسقاط نظام الاسد واخرين استسلموا للعجز ، اما داعش فلقد وسعت من رقعة اهتمامها لتتجاوز الاراضي السورية وبشار الاسد ودول جوارها وتضم الى خريطتها الاستراتيجية كل من اثيوبيا والسودان وجنوب السودان والعديد من الدول ، ولقد علمت امريكا منذ اوقات مبكرة وعندما كانت داعش تنمو وترتكب جرائم بشعة في سوريا إنها ستشكل خطورة على المنطقة لكن داعش قللت من الضغوطات الاقليمية والعربية المطالبة بتدخل عسكري في العراق ، كما إن داعش ايضاً وفرت فرصة للحكومة السورية لتؤكد صدق نداءتها المتكررة وخطاباتها الى مجلس الامن الدولي عن خطورة الجماعات الارهابية في سوريا ، كذلك بوجود داعش في الصراع السوري السوري ، الدولي والاقليمي فان جهود المعارضة السورية المسلحة تشتت بين محاربة داعش ومحاربة الحكومة السورية والاسد .
داعش غيرت اهتمامات دول الخليج وبعض الدول العربية التي كانت متشددة حول شكل الحل في سوريا فلم يعد احد اليوم يتحدث عن اهمية إسقاط الاسد بل اصبحوا يتحدثون عن كيف يتم محاربة داعش .
استراتيجية اوباما لمحاربة داعش وجدت معارضة شديدة كبيرة من قبل حلفاء امريكا في المنطقة مثل تركيا والتي رفضت المشاركة في الحرب على الداعش في البدء متحججة برهائنها المحتجزين لدى داعش ، إلا إن العدد الكبير الذي تم إخلاء سبيلهم من الاسرى الاتراك يثير شكوك حول العلاقة التركية الداعشية ، وذلك إذا اخذ في الاعتبار إن تركيا كانت المعبر الرئيسي لكافة الجماعات التي انتظمت اليوم في صفوف الجيش الداعشي رغم تاكيد تركيا مشاركتها في جهود محاربة داعش إلا إن تركيا مازالت تصر على إبقاء مشاركتها خلف الكواليس . كذلك احتجت روسيا بدعوى عدم موافقة مجلس الامن الدولي على الخطوة بالاضافة الى رفضها محاربة داعش في الاراضي السورية دون موافقة الحكومة السورية التي رفضت إستخدام اجواءها او السماح لاي نوع من انواع التدخل في اراضيها لمحاربة داعش وغيرها وهذا ما يجعل استراتيجية اوباما فاشلة قبل إن يولد . الحكومة السورية فاجات الجميع في ترحيبها بالهجمات التي تنفذها الولايات المتحدة داخل اراضيها في مواقع الدولة الاسلامية عكس كل من ايران وروسيا وحزب الله وإن كان هذا يدل على شيء فهو يدل على تقسيم للادوار بين كل من سوريا وروسيا وايران وحزب الله لممارسة المزيد من الضغوط على الولايات المتحدة حتى تقدم المزيد من التنازلات بالنظر الى التقاطعات والتداخلات الاقليمية مثل اصرار الحكومة العراقية على اهمية الدور السوري الايراني في الحرب على الدولة الاسلامية ولابد إن الولايات المتحدة قد فهمت الرسالة جيداً وابلغت ايران باهمية دورها في الحملة وكذلك ابلغت الحكومة السورية التي مانعت في البداية ورحبت عندما تم اخطارها .
لكن ربما اوباما ليس معنياً بدرجة كبيرة بمحاربة داعش وتريد إن تلفت انتباه المنطقة عن قضايا مهمة وتشغلها باخرى ، فالاقرار باهمية محاربة داعش قبل إنتهاء مهمة اسقاط الاسد يعني ضمنياً التخلي عن فكرة اسقاط الاسد وفي نفس الوقت عدم محاربة داعش فإذا اراد اوباما محاربة داعش فالدور الايراني والروسي وتاييدهم مهم جداً في مثل تلك الخطوات والاهم من كل ذلك هو الدور السوري فتلك الدول المذكورة يمكنها استخدام تلك الجماعات لتشتيت الجهود الامريكية في قضايا ثانوية .
ماهو جديد في استراتجية اوباما هو مصر الذي اصبح دوره يتصاعد يوماً بعد يوم بعد تولي السيسي الحكم فهناك غزلاً عفيفاً من الولايات المتحدة لاستمالة مصر لتعود الى حلفائها ، وهذا ربما ما جعل تركيا تتحفظ ، فمصر وتركيا اتدهورت علاقاتهم بشدة لذلك ربما يطالب الاتراك بعدم اشراك في هذه المهمة فهم اقرب الى سوريا والعراق من مصر لذلك يجب إن يكون لهم الاولوية ، وربما داعش صناعة تركية لذلك لاتريد محاربتها وهذا افتراض ضعيف .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تسعى إسرائيل لـ-محو- غزة عن الخريطة فعلا؟| مسائية


.. زيلينسكي: الغرب يخشى هزيمة روسية في الحرب ولا يريد لكييف أن




.. جيروزاليم بوست: نتنياهو المدرج الأول على قائمة مسؤولين ألحقو


.. تقارير بريطانية: هجوم بصاروخ على ناقلة نفط ترفع علم بنما جنو




.. مشاهد من وداع شهيد جنين إسلام خمايسة