الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أين التحالف من كوباني؟

نضال الربضي

2014 / 10 / 1
الارهاب, الحرب والسلام


تدور معارك عنيفة اليوم بين القوات الكردية و بين تنظيم داعش على مسافة تصل إلى 3 كم من بلدة كوباني، حيث يحاول الأخير السيطرة عليها وسط مقاومة شرسة من مئات مقاومين أكراد مسلحين فقط بكلاشنكوفات و بعض الأسلحة الأخرى يواجهون عتادا ً متفوقا ً و أعدادا ً مُضاعفة.

يهدف التنظيم إلى وصل مناطقه ببعضها عن طريق كوباني، و هذا يعني أنه لا يقاتل ضمن مساحة مسكونة أو بين أحياء أو مدنين، و هذا يعني أيضا ً أنه يتقدم في قوات مكشوفة جويا ً على آليات و طرق ترصدها الأقمار الصناعية، قابلة للاصطياد و الضرب و الإنهاء.

لكن الواقع يقول أنه لا إغارات أمريكية و لا حتى عراقية على هذه القوات المتحركة، و أن الأكراد يُتركون مرة أخرى ليواجهوا مصيرهم بشجاعتهم و ثباتهم و تحديهم و إصرارهم على البقاء في أرضهم.

تُرى: هل وصلت أنباء كوباني إلى حكومة بغداد؟ أو لنقل: هل تخفى كوباني عن رصد الأقمار الأمريكية؟

الجواب على السؤال الأول: نعم، و على الثاني: لا، و في الحالتين هما إجابة واحدة في مضمونها، و هي أن الأمريكان لا يرغبون في إنهاء تنظيم داعش لكن في تقليمه، و في مناطق محددة و معروفة ضمن بُعد "تقليمي" له حجم و شكل و لون و نكهة أمريكية، بحيث يتم غض النظر عن تقدمه هنا، مع ضربه هناك، و السماح له باحتلال هذه، و رفض احتلال تلك.

الأمريكان لديهم مصانع أسحة يجب أن تعمل، و تدور، و تُخرج بضاعة براقة في الأسماء و الأشكال، فتاكة في التأثير التدميري، انتقائية في اختيار ضحاياها، لكنها مُربحة في كل الحالات. و لذا يجب أن تستمر الحروب، و تنشأ الجماعات الإرهابية، و ينشق بعضها عن بعض، و يقاتل بعضُها البعض، و ينتهي بعضُها و ترثٌه أخرى، و بواسطة السلاح الأمريكي. و العربي يجب أن يشتري، ليضيف إلى قدرته السلاحية، لا النوعية أو القتالية أو الخبراتية، ثم يجب أن يُجدد ما بلى منها دون أن يكون قد استخدم القديم أو ينوي استخدام الجديد، حتى تبقى الأموال تتدفق إلى الخزائن و الجيوب.

يخبرنا الواقع أن القوات الكردية تتمتع لا فقط بالعزيمة القتالية لكن بتسليح جيد ضمن مناطق جغرافية خاصة بإقليمها و تستطيع التحرك بحرية و فاعلية، لكنها بحاجة إلى الدعم الخبراتي النوعي و السلاحي الكمي، و يبدو مما تنشره الصحف أن هناك اتجاها ً دوليا ً لتسليحها، لكنه اتجاه خجول يبقيها في دائرة المساواة مع المليشيات الشيعية و الجيش العراقي، في معادلة لا يتفوق أحد على الآخر، و يُراد منها أن يتم ضرب داعش حتى تعود القُوَّة السنية إلى معادلة القِوى التي اجترأت أن حاولت تغيرها بالخروج منها للسيطرة عليها و قلب أوزان أطرافها، طرفا ً ثالثا ً يحمل ذات الوزن الشيعي القتالي الذي هو نفس الوزن الكردي القتالي، بهدف أن يظل الجميع مضبوطين، في عراق ٍ مُتوازِن في الضعف، لا مُزدهر ٍ بالحياة.

لقد أثبت الأكراد بقوة الفعل على الأرض أنهم يستحقون الحياة و يستحقون الأرض، و أتمنى أن تصلهم التعزيزات من القوات الكردية و من تلك الدولية الطائرة و أن يتمكنوا من رد الهجوم و دحر مجاميع البرابرة الهمجين القادمين من رحم الوحشية و عطن التاريخ المُظلم، لكني أعلم أن الأمنيات لا تحكم عالم الواقع الخاضع لقانون السبب و النتيجة، هذا العالم الذي أصبحت فيه أمريكا السبب الأوحد لنتائج كثيرة.

كوباني، اصمدي!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الأستاذ عبد الرضا حمد جاسم
نضال الربضي ( 2014 / 10 / 1 - 13:34 )
كلامك صحيح أخي عبد الرضا... اعتذر عن ذلك لكن العقل يبدأ بفكرة و يخطو منها نحو فكرة أخرى و أحيانا ً يجرفه الحماس/ فخطوت من العراق إلى كوباني.

أعتقد أنني كان يجب أن أركز أكثر، لكن الروح العام للمقال يبقى صحيحا ً، مع الاعتراف بالخطأ و لا يجب أن يُفهم هنا أنني أبرر له لكنني أعرض حالتي الذهنية وقت كتابته، و هي انشغالي بالحالة العراقية.

أعتذر للقراء الكرام و أشكر لك التصحيح.


2 - القراء الكرام
نضال الربضي ( 2014 / 10 / 1 - 13:53 )
تحية طيبة للقراء الكرام،

كوباني مدينة الشمال السوري هي المنطقة التي يتم الاقتتال عندها و لا شأن لها بالعراق كما ذكرت، لكن العقل بدأ بمكان و انتهى بمكانٍ آخر، دون أن يلاحظ الفرق، مع أنه شديد الوضوح.

و إنني إذ أعتذر لهذا الخلط الغريب العجيب أتوسم أن تتم قرآة روح المقال، و النظر إليه كمرآة لواقع مختلط تتشابه فيه الظروف و تختلف الجغرافيا.

اعتذاري مرة أخرى، و يبدو أن جرعة التركيز يجب أن تكون أعلى.

مودتي و احترامي.

اخر الافلام

.. شبكات| فيديو يظهر شجاعة مقاومين فلسطينيين في مواجهة جيش الاح


.. شبكات| مغاربة يدعون لمقاطعة مهرجان موازين بسبب غزة




.. عمليات البحث عن الرئيس الإيراني والوفد المرافق له


.. خبيرة بالشأن الإيراني: الدستور الإيراني وضع حلولا لاحتواء أي




.. كتائب القسام: استهداف قوات الاحتلال المتموضعة في محور -نتسار