الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وعن ديرة الحندكوك

جبار وناس

2014 / 10 / 1
كتابات ساخرة


وحاء عن صحيفة جدتي الصافية من الشوائب ومتعلقات الشك باليقين ، أن من وجدت ندوب مائلة الى الاخضرار في تقاطيع وجهه فهو من معشر كانوا ملتزمين ومنتظمين على تناول وجبات خضراء صافية في الاخضرار من نبات الحندكوك ، وقد فاضت روح صديقي مهيار بن دلعوبه بالغيض الوفير ، وابن دلعوبه هذا يعد الناطق الرسمي لمجموعة حماة الصحراء والرابضين المرابطين حفاة على رمضاء ساخنة ، وأما وقد أخذ منه الغيض فلأن معشرهم يدمنون على تناول وجبات طاز جة من نبات العاكول وقد أشار علي بأن أبدأ بتقديم أخبار معشرهم قبل أخبار معشر الحندكوك ، وما زال يتبرم ويتأفأف حتى جاءنا صوت فيه لعلعة كبيرة : قفا ليس هكذا الامور يفرج عن أسارها ، ترنحت في مكاني وقلت : من يا ترى الصائح فينا ؟ قال : أنا ، راح يقترب منا بانت ملامح وجهه ، ضحكت أنت ؟ شدوان الليل بن طهطه الغضبري ؟ قال : نعم ها أنذا بلحمي وشحمي جئت مدافعا عن أخبار معشري ، مرحبا بك ، انتفض ابن دلعوبه وما الامر الذي حدا بك وأسرى لجوانحك ؟ لم يتمالك ابن طهطه زمام نفسه فهاج على غريمه كثور يرفس في الارض فيثير غبارا كثيفا ، قلت هي الحرب لامحالة ولا فرار من وقوعها ، أشرت على الاثنين أن يتحلا بأصول وقواعد الحوار حتى يتبين الخيط الاسود من الخيط الابيض ، فقال ابن دلعوبه : ويحك يا ابن طهطه لسنا من يسكت على حق مهضوم ، قلت يا أخوتي الامر لا يستحق هذا الصراخ والعويل ، ببسيط العبارة انتم في هذه الارض عراة حفاة وليس لكما من يساعدكما في هذه الساعة والوقت قائظ ، تنحنح ابن طهطه وقال : ماذا يظن نفسه هذا الدلعوبه ؟ وراح يلوح بعصا سميكة يقال لها ( صخريه ) في حين تحرك ابن دلعوبه ودار حول نفسه ورفع هو الاخر عصا تميل الى الاصفرار قليلا ويقال لها ( جنويه ) ، لم يهدأ لي بال ما الحل ؟ أشتبك الاثنان وبدأت أصوات التصادم الحاد ما بين الجنويه والصخريه بالارتفاع ، ابتعدت عن ساحة الاشتباك وماهي الا لحظات حتى هدأت الاصوات وحفيف الانفس ورحت أهمس مع نفسي يا ربي أين الفارسان ؟ الساحة فارغة منهما ، أمعنت في التحديق العميق فاذا كل واحد منهما يتخذ له جهة ويذهب باتجاهها ، هون عليك ورحت أقلب صفحات من صحيفة جدتي فعثرت لكم على الاصل الذي تجذر منه ابن طهطه أن هذا الاخير يعود بنسب الى جدته التاسعة والتسعين والتي تعد رأس الشجرة التي تدلت منها أغصان معشر الحندكوك ، اغلقت الصحيفة ونهضت فبدت لي السماء مغبرة وأصوات ترتفع عن قرب ، اتجهت الى تلة ترابية متماسة في الارتفاع ، صعدت الى أعلى التلة ، وأنظر الى يساري فاذا هي مجموعات من الرجال يتلفعون بلباس رمادي بعض منهم يصعد على أبقار دبساء واخرون يصعدون على ظهور خيول جامحة في حين بعضهم الاخر يسير مترجلا يحملون بأيديهم أنواعا من المحاجيل والعصي وخلفهم نسوة يعتمرن بلباس أسود وبأيديهن أحجار وصلابيخ ويهتفن بصوت واحد : ( دوكوهم - دوكوهم - هذا اليوم بعزه ) ، في الجهة المقابلة ومن اليمين ارتفعت أصوات الابل والجواميس وحتى الكلاب الصغيرة راحت ترفع من وتيرة نباحها ، ما هذا مالذي يحصل ؟ أصوات ترتفع هيا عليهم - عليهم لقد حانت الساعة ولا بد من الظفر المؤزر ، بدأت الاحجار والصلابيخ والعصي تتناثر كالمطر على الرؤوس ، نزلت من الجهة الخلفية للتلة ووضعت الصحيفة على رأسي خوفا من صلبوخ تائه يحفر لي جمجمتي فرحت أحث الخطا مسرعا وأدخل في بستان تغني أشجاره وترميني بثمر طيب ، وها أنا أشبع وأرتوي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??