الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مَن يصفق؟

جبار وناس

2014 / 10 / 1
الادب والفن


1 -
كان لي نهر لا يكف عن التغريد ، وكانت الوساوس لا تكف هي الاخرى عن المثول المكثف في دائرة الرأس ، بيد أن للنهر شذرات مذهبات بماء الزرقة لايكفن عن اطلاق الهلاهل ، لم أنصت جيدا لذبذبات الصوت القادمة نحوي ، فبت كمن شلت قدماه وهو في مسيرة ركض طويلة ، الوساوس تتقافز في دائرة رأسي والهلاهل تأخذ بارتفاع أعلى ، النهر راح يتبدا بطول هائل والامواج بدت عليها الحيرة ، ركضت مع النهر ، سقطت أمامي صرة طاعنة في السواد هرستها برجلي فاذا هي مجموعة من الوساوس تصرخ بي :توقف عن الركض ، لم أعبأ لصراخ الوساوس وزدت من سرعة الحركة في الركض ، اتجهت بنظري نحو اليمين وجدت الامواج تركض يسرعة الضوء ، ماذا يجري ؟ ،
- 2 -
مجموعات من الطيور وبألوان لم يستطع من ينظر لتلك المجاميع من أن يفك لغز اللون وفرزه ، تمددت مجاميع الطيور في طول هائل ، وبت أسمع رشقات الاجنحة وكأني في مضمار عرس تنادهت فيه الطبول والمزامير والارداف ورهافة الصوت الغارق في العذوبة والشجن الاصيل ، ماذا يجري ؟
- 3 -
نظرت الى الضفة المقابلة والمحاذية للنهر فوجدت مجموعة من النخلات يركضن ، في مؤخرة المجموعة وقفت نخلة تلوح بسعفاتها لكتلة من الامواج هادرة في حركة منسقة وتقول : هيا أيتها العزيزات - أمواج النهر - وملح روحه اللذيذ - أركضن - أسرعن في العوم ، رحت أركض أنا الاخر ، سقطت أمامي صرة صغيرة ركلتها برجلي فاذا بمجموعة من الوساوس تهرب من أمامي باتجاه اليابسة ، جاءني صوت النخلة مجلجلا : اركض - هيا اركض وانحدر خلف الامواج ويفضل أن تكون بمحاذاتها وهي تركض ، أخذت نفسا عميقا وطفت بنظري بعيدا الى الامام ، يا الهي مجموعات النخل راحت تشكل دائرة كبيرة وها أنذا أسمع حفيف الرقص يملأ مسامعي ، يا الهي جموع من الناس راحت تدخل في دائرة الرقص الكبير ، بدت الاصوات تتداخل ويعلو صداها أعلى فأعلى ، رجل في مقتبل العمر شوهد يرتقي أحد البنايات العالية في وسط المدينة وينادي بأعلى صوته : أيها الناس - يا أبناء هذه المدينة - أخرجوا فليس عيبا من أن تخرجوا لمهرجان الرقص الكبير - شنفوا أسماعكم بهدير الامواج وهي في حضن النهر الهادر في جريانه ، هدير الاصوات يتعالى ، الرجل يصيح من يصفق ؟ ، النخيل والاشجار راحت تركض باتجاه الجانب الشمالي من المدينة ، الرجل يصرخ بأعلى صوته : صفقوا ، من يصفق ؟ طار الرجل من أعلى البناية وهو يصفق بكلتا يديه ، النهر شوهد يتقدم مسرعا ويلتف بحركة سريعة حول المدينة ، الرجل يصفق بيديه كما الحمامة ويرمس في حضن النهر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??