الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في اقليم العجائب.. حرب الحزبين الكرديين الحاكمين تتقدم على حرب داعش

سامان نوح

2014 / 10 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


مع البرودة التي تشهدها جبهات الحرب على تنظيم داعش، وتوقف محاولات البيشمركة استرداد المدن الكردية المحتلة وعلى رأسها جلولاء وسنجار بمجمعاتها كما العديد من بلدات سهل نينوى، عادت السخونة الى الجبهات السياسية الداخلية، واشتعلت حرب التصريحات والاتهامات بين حزبي السلطة، الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني.
الخلافات الكامنة في الاقليم تحت عباءة اللجان المشتركة، والتي ظلت اسيرة صفحات التواصل الاجتماعي والاعلام الحزبي طوال اشهر، تفجرت أخيرا في بيانات هجومية متبادلة، بعد اتهام الديمقراطي الكردستاني "لحليفه الاستراتيجي" الاتحاد الوطني، بالوقوف وراء قرار قطع رواتب موظفي كردستان قبل تسعة أشهر والتسبب بكل المشاكل الاقتصادية الحالية التي يعاني منها شعب الاقليم.
الاتحاد رفض الاتهامات وهاجم مسؤولي الديمقراطي، متهما الحزب بالفشل في ادارة الملفين الأمني والاقتصادي وبشكل خاص ادارة الملف النفطي، وارتكاب "أخطاء قاتلة" في علاقات الاقليم مع بغداد والدول الاقليمية بعد استسلامه للارادة التركية، الى جانب اتهامه بالفشل في تأمين الواردات المالية لدفع رواتب موظفي الاقليم وتمويل المشاريع المتوقفة.
المجلس المركزي للاتحاد، دعا شريكه في الحكم، الى اعادة النظر في العلاقات مع تركيا التي "خذلت الكرد في فترة محنته عندما تقدم تنظيم داعش الى حدود اربيل". كما دعا الى التوجه نحو بغداد لحسم المشاكل معها وضمان عودة الرواتب التي قطعت بدل اتهام الآخرين بالوقوف وراء قطعها.
بينما انتقد مسؤولون بالاتحاد ما وصفوه بقرار رئيس الحكومة نيجيرفان بارزاني بتقليص صلاحيات نائبه قوباد طالباني.
الديمقراطي، بدوره رد على الاتحاد متهما اياه بمحاولة اضعافه (باقناع بغداد قطع الرواتب) لأهداف خاصة حتى ولو كان ذلك على حساب قوت الشعب الكردي ومصالحه. ويقول ان الاتحاد أثناء خسارة الكرد لسنجار وبعدها كان يحتفل بدل ان يعمل مع الديمقراطي على مواجهة داعش هناك.
في اقليم العجائب، الناس يقتلون على الجبهات الباردة مع داعش، وينتظرون بصبر انفراج ازماتهم المالية، والحزبان الحاكمان، يتبادلان الاتهامات الثورية، ويعرضان لجمهورهما العريض انجازات من سراب وبطولات من صنع الخرافة وابطالا من كارتون.
وفي الاقليم، الذي ارتكبت فيه آخر عمليات الجينوسايد الكبرى في العالم وشرد أكثر من 600 ألف من مواطنيه بسبب صولات داعش من جهة وغفوة القيادات الأمنية وفشل الرؤية السياسية من جهة ثانية... في هذا الاقليم العجب الذي صار ساحة لتدخلات القريب والبعيد، ومساعدات الغني والفقير، ولعسكر وطائرات الصديق والعدو، حتى غاب فيه القرار الكردي، مازال البعض يزايد ويهلل ان المساعدات والتدخلات والأسلحة المرسلة والعتاد تثبت حكمة القيادات الكردية وقوة الحضور الكردي في الساحة الدولية.
أمام هذه المشاهد الدرامية في اقليم العجائب، لا يملك سياسي كردي بارز كمحمود عثمان وسياسيون مستقلون آخرون، غير انتقاد مسلسل تبادل الاتهامات بين الحزبين الحاكمين، فيما تعزز ايران وتركيا والعديد من دول العالم حضورها القوي اصلا في الاقليم وتزيد تدخلاتها وتفرض قراراتها على قياداته حتى غاب تحتها القرار الكردي وصار رهنا بمصالح الآخرين.. وها هو قرار التحرك لاستعادة المناطق الكردية المحتلة من قبل داعش يصبح قرارا امريكا او اقليميا مجهول ساعة الصفر ومجهول النهايات.
سياسيون من مختلف التوجهات، دعوا خلال تصريحات متلفزة ومقالات مكتوبة، القوى الكردية الى التوحد والتركيز على تمتين الجبهة الداخلية والتوجه لحل المشاكل المتراكمة مع بغداد بدل تأجيلها والتعويل على الوعود التركية والايرانية والدولية التي قد لا تجد طريقها للتطبيق، والتي تقف خلفها مصالح قد تتقاطع في لحظة ما وجزئية ما، مع المصالح الكردية، محذرين من ان جذوة الحرب العالمية ضد مقاتلي داعش قد تخبو مع مرور الوقت.
ويبدي السياسيون الكرد في مجالسهم الخاصة، مخاوفهم من استمرار تراجع الدور الكردي في العراق "صارت التهديدات بالمقاطعة والانفصال لا تثير اي قلق او اهتمام في بغداد، كأنهم يقولون لنا افعلوا ما بدى لكم".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض ضغوط عضو مجلس الحرب بيني غانتس لتقديم خطة واضحة


.. ولي العهد السعودي يستقبل مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سو




.. جامعة أمريكية تفرض رسائل اعتذار على الطلاب الحراك المؤيد لفل


.. سعيد زياد: الخلافات الداخلية في إسرائيل تعمقها ضربات المقاوم




.. مخيم تضامني مع غزة في حرم جامعة بون الألمانية