الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صراع في دولة فاقدة للمدنية

شمخي الجابري

2014 / 10 / 2
مواضيع وابحاث سياسية



(عندما سئل مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا عن سبب نهضة ماليزيا أجاب قائلا . . وقت الصلاة نتوجه إلى مكة . . ووقت العمل نتوجه إلى اليابان )
توقفت عند هذا العملاق وماذا تعني هذه الكلمات لمهندس دولة ماليزيا الذي وفق في ترسيخ قوانين الدولة المدنية وفيها الإسلام دين الدولة الرسمي ومن خلالها توحد الشعب حين كانت ماليزيا متشابكة الأوضاع وبدأت النهضة التي اسميها ثورة الذات انطلقت حين ثار كل فرد على نفسه ضد مواقع يختزنها من مؤثرات براثين طائفية وعرقية في تأهيل الذات مع وجود القانون حتى تغيرت النفوس وتبدل الظلام وأصبح نور . . وهذا نموذج يحتذى به حين ننضر إلى حال العراق الذي يحتاج إلى قائد مفكر وليس إلى ادمي تسير في عروقه الدماء ليقف أمام دولة تخلفت بشكل كبير أثقلت من المخلفات المؤذية لشعب تعاني مكوناته من أزمات خانقة ووضع امني غير مستقر تركت فيه أفات الرشوة والفساد الإداري والمالي حتى أحرز العراق الموقع المتقدم بين دول العلم في هذا المجال وباتت أرضه مختبر لكل الانتهاكات الغير إنسانية مما أصبحت أدوات العلاج منقوصة أمام معضلات كبيرة أخذت حيزها في أشواط مرحلة انتقالية مارست فيها المذاهب أوج طاقتها لأثارت الصراع الطائفي والمذهبي لمحاصرة من ينادي بالعلمانية والدولة المدنية ويعاني من يسعى إلى الوئام والمصالحة الوطنية بين المكونات التي أصبحت بعضها حاضنات إلى الثقافات المتحجرة ثقافة ما بين القرون الوسطى في هذه المرحلة التي لا يمكن إيقافها فأيقنت أن الناس مضللة وبعضها مصابة بالشلل الدماغي لا تميز بين السفح والنفق ويزكون القتل الظلامي بالسيف والحقد الأسود بين الشرائح والمكونات حتى أنخفض الأمن والاستقرار داخل المجتمع وصدق شاعرنا معروف الرصافي حين قال ( لا يخدعنك هتاف القوم بالوطن ، فالقوم بالسر غير القوم في العلن ) وكل ما حدث ليجعل التردي في الوضع العام للبلاد ليست مفارقات صدفة أو زوبعة عابرة بل هي مؤثرات لمعطيات قديمة تحمل الأحقاد لتوسعة فجوة الخلافات وتصرفات المسؤولين لبناء تركة ضخمة من حالات عبادة التخلف والحروب المدمرة إضافة إلى أعمال المعاداة من قبل أنظمة القبائل الحاكمة في الجزيرة العربية المعلن منها والمبطن وفصائل الإرهاب كلها تلاقت كعناقيد العنب لنشر الرعب والقتل في العراق ، وهذا يتطلب من القوى الواعية لتصرخ كي تعلن أنها مازالت حيا تنادي في الحرية والسلام وهذا يتطلب تضافر الجهود وتضحيات التي تتناسب وحجم واقعية التخلف والعصيان الوثني لان الجهل حريق يجب إطفاءه وكذلك النظام والقانون لن يتحقق دون بذل الجهود والسعي لتنفيذه فلا يمكن تحدي الحقيقة أمام الاحباطات اليومية قي الحياة العامة للبلاد وتبين ان مؤسسات الدولة غير قادرة على تامين الخدمات بشكل جيد التي تحتاج إلى قوانين وسياسة الانفتاح لردم الوثنية فالقوانين المدنية هي صناعة وعمل بشري لا يمكن خلطها مع الأديان مما يستوجب إيجاد تشريعات تنسجم والمسار العام للحياة البشرية في هذا الزمان حين اثبت بشكل واقعي أن المنقذ لهذا الوضع المتردي لم يكن سوى القوانين المدنية المخرج الوحيد من أبواق الطائفية والصراعات المذهبية ويساعد من التخلص من التشرذم والانقسامات الحادة داخل المجتمع بعد وضع الخيارات أمام الشعب بعيدا عن وسائل الترغيب والترهيب السلطوي كي يزحف صوب التمدن الإنساني وفي اعتقادي أن بعض النقاط قد تساعد في أصلاح الوضع . . . * - تفعيل وإشراك القوى الوطنية النزيه ومؤسساتها الفكرية صاحبة مشروع الدولة المدنية مع تشريع القوانين للمساهمة في نسف كهف الثقافة الوثنية والتخلف والبدع والتسلط الدكتاتوري .. * - أن ينشط الإعلام الوطني في رهان نبراته الوطنية الإنسانية لمواجهة الأمراض الاجتماعية الحادة والتصدي بحزم كقوة رقابية لاجتثاث الأحقاد المذهبية والتوعية بأهمية الدولة المدنية والابتعاد عن الترويج لعبادة السلطة الحاكمة كذلك على المؤسسات الإعلامية لتحمل رسالتها في أمانة من اجل تجسيد مفاهيم الأمن والسلام والتصدي لكل مفاهيم التي تجعل من العراقي أن يصبح حاضنة ويستأجر لقتل أبناء الشعب * - تحديد مسار بناء دولة المؤسسات ودولة المواطنة حين تصبح السلطة الأساسية في أدارة البلاد هي السلطة الفيدرالية التي تعطي المكونات حقها الطبيعي وتجعلها تنعم بالسلم الاجتماعي في ظل الدولة بغض النظر عن المعتقد والانتماء السياسي وتمهد المكونات للاعتزاز بالدولة المدنية الضامنة لحق الجميع لان العراق ليس ملك لطائفة أو طرف على حساب المكونات الأصيلة الأخرى والوقوف بحزم لتحييد من يسعى لزرع ألغام الفرقة بين هذه المكونات. * - اعتناق القيم الحضارية المدنية من اجل ترويج توازن الإحساس في ثقافة التنوير وصدق الأعراف في تفاؤل وأمل باعتباره مصدر كل انبعاث للوصول إلى تغيير الذات ونبذ ثقافة التخلف ووثنية العقول وإذا كان جبل الوثنية لا يتحرك يستوجب على القوى الوطنية إعطاء المشكلة حجمها الطبيعي لضخامة الحوادث وفتح الأنفاق داخل الجبل الذي البس التأريخ الآلام والحرمان كي تبدأ الناس التزين بدين الحياة وقوانين البشر من اجل العدالة الاجتماعية والإرادة الوطنية المستقلة في دولة مدنية عادلة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالتوحد؟ • فرانس 24


.. مدير مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح: هناك تعمد باستهدافي و




.. الشرطة الفرنسية تدخل جامعة -سيانس بو- بباريس لفض اعتصام مؤيد


.. موت أسيرين فلسطينيين اثنين في سجون إسرائيل أحدهما طبيب بارز




.. رغم نفي إسرائيل.. خبير أسلحة يبت رأيه بنوع الذخيرة المستخدمة