الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار ام نزاع في ليبيا

صلاح الصادق الجهاني

2014 / 10 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


بوادر الانفراج في الأزمة الليبية التي بدأت تتبلور وتظهر معالمه بعد مؤتمر غدامس، والتي هدفه إنها النزاع وتناحر وعودت الشرعية و دولة القانون، لضمن الأمن والاستقرار لليبيا ومحيطها، فان ذلك لابد إن يبدأ من خطوتين رئيستين تتبعهم خطوات عملية، والخطوتين الرئيستين تعتبر كل منهما امتداد للآخرة وملازمة لها وهي كالتالي:
الخطوة الرئيسية الأولي : المصالحة الوطنية العامة بين كافة قبائل الليبية، بما يضمن إطلاق سراح المساجين وعودت المهجرين، والاتفاق علي الاحتكام للعرف والقانون في حل كافة الإشكاليات السابقة قبل وبعد 17 فبراير.
الخطوة الرئيسية الثانية:هي تفكيك ونزاع السلاح من كافة التشكيلات الخارج عن سلطة الأجهزة التنفيذية للدولة، المتمثلة في الجيش الوطني والأجهزة الأمنية التابعة لها.
أما الخطوات والآليات التي يتم من خلالها ذلك فلا اعتقد إلا من خلال سيناريو هو ألأوفر حظ، وخاصة لقارئ المشهد الليبي بتمعن شديد، ومن أساسيات هذا المشهد أيضاء الحاجة إلي إشراف إطراف خارجية، وخاصة إن أزمة الثقة بدأت ترخي بظلالها علي الفر قاء السياسيين في ليبيا، وتتمثل الإطراف في أطراف إقليمية عربية و دولية.
الخطوة العملية الأولي:
تبدأ الخطوة الأولي باجتماعات وتنسيق بين الإطراف للاتفاق علي الخطوتين ألرئيستي، فلإيجاز فان أول خطوات هذا السيناريو تبدأ من الاتفاق علي وقف إطلاق النار بين عمليتي «الكرامة» و«فجر ليبيا»، مع تأمين انسحاب آمن للقوات المشاركة في الحملتين، مما يوفر الثقة بين الطرفين الذين تتوفر لديهم الإرادة الحقيقية في إنهاء هذا الصراع.
الخطوة العملية الثانية:
المجتمع الدولي يطالب بوقف "عملية الكرامة" ووضع القوات التابعة لها بقيادة اللواء خليفة حفتر تحت إمرة رئيس أركان الجيش الليبي، وعلي و إن تتم هذه الخطوة كخطوة أولي او متزامنة مع الخطوة الثانية بانسحاب قوات عملية " فجر ليبيا" خارج العاصمة، مع وضع قوات «درع الوسطى» تحت قيادة رئيس أركان الجيش، ويتوجب على التصريحات والمواقف الدولية عدم الخلط بين الجيش الليبيين فصائل العملية والثوار وبين المعارضين الأكثر رجعية من جماعات دينية متشددة، ولكن يظل على قادة فجر ليبيا أن يبعدوا أنفسهم عن المجموعات التي صنفت كمنظمات إرهابية في درنة وبنغازي.هذه نقطة جوهرية لا يمكن تجاهلها من كافة الإطراف، ولا ينفصل ذلك عن تسليم قادة المجموعات المسلحة التي هاجمت المطار، واخترقت قرار صادرة من الأمم المتحدة بخصوص حظر استيراد السلاح، وكذلك تفكيك كل قوات الصواعق والقعقاع واعتبارها بقايا كتائب أمنية، وغرفة عمليات ثوار ليبيا وما في حكمها وإعادة دمج المنتسبين لها كإفراد.

الخطوة العملية الثالثة:
الخطوة الثالثة تكمن في تشكيل حكومة انتقالية تحت إشراف الأمم المتحدة، وتضم إطراف الصراع مثل داعمي عملية الكرامة وعملية فجر ليبيا، مع اشتراط رفضهم التعامل أو تقديم الدعم بي شكل من الإشكال للمجموعات المتشددة أو المصنفة ضمن المجموعات الإرهابية. وقد يتطلب الأمر أن يكون ذلك بتوسط مبعوث الأمم المتحدة ودوره مع ممثلي الدول الإقليمية والدولية لما لهذا الدور من أهمية في ممارسة الضغط وإعطاء الضمانات لهذا الدور في جذب السياسيين المقاطعين من الغرب الليبي، وتمكينهم من المشاركة في المراكز الأساسية بما يحفظ ماء الوجه لهؤلاء السياسيين.
الخطوة العملية الرابعة:
ــ الخطوة التالية تمثلت إبرام اتفاقية دولية وإقليمية لعدم التدخل من كافة الإطراف في الشأن الليبي، وخاصة فيما يخص تدفق الأسلحة لإطراف الصراع، وان كان لا يري إبعاد القوي الإقليمية لحساب القوي الدولية فان من الضرورة المحافظة علي الدور العربين وخاصة من قبل مصر والجزائر والتي لا تعتبر العلاقة بها كدول جوار بل دول شقيقة، وأمنها واستقرارها مرتبط بليبيا وعلي الساسة في ليبيا رفض أي دور بديل مغاير لذلك مهما كانت المبررات. وتنسيق الجدي مع مصر والجزائر قبل تنفيذ أي خطوات،. فالدور الدولي مهم ولكن يجب الا يتم حساب الدور العربية، ومن الضروري جدا وبمجرد فرض وقف إطلاق النار اتخاذ إستراتيجية علي ألمدي القريب والبعيد في إعادة تسليح الجيش الليبي والمؤسسات الأمنية. وإعادة بنائها بشكل فعال، والبدء في دمج المجموعات المسلحة فيها بشكل فرادي ونزع الأسلحة منها بشكل ترتابي.
وكذلك فانه من الخطوات المهمة المصاحبة لذلك إيقاف كافة التعامل مع الجماعات المسلحة وعدم صرف أي أموال لها. بالإضافة إلي حل وتفكيك قوات درع ليبيا ولجان الأمن والغرف الأمنية وكافة المسميات من كل الإطراف وخارجه عن سلطة رئيس الأركان الجيش الليبية. وأي مجموعة لا تمتثل لذلك تعتبر مجموعة إرهابية وخارجة عن القانون.
الخطوة العملية الخامسة:
من ضمن الخطوات التي قد تكون ذات أهمية، إرسال قوات استقرار دولية وبتفويض محدد من الأمم المتحدة لحماية مؤسسات الدولة المهمة والحساسة، إلا إن هذا الشرط ينتفي إذا توفرت لدي الإطراف الليبية حسن النية والجدية في حل الأزمة، والوصول إلي حل إلا إن وجود إطراف ليس مصلحتها الوصول إلي حل للازمة من الجماعات المتطرفة، قد يجعل هذه الخطوة مهمة للسيطرة علي الوضع.وقد توجه هذه القوات بعض الصعوبات من أبرزها تحديد أماكن انتشارها لكبر الرقعة، الجغرافية وتعدد خطوط القتال المفتوحة في ليبيا فان هذه القوات يجب إن يكون انتشارها بعد التوصل إلي اتفاق عام لوقف إطلاق النار بين الإطراف المتنازعة، كذلك فان من الصعوبات إن المناطق النزاع تتطلب إرسال أكثر من 30 ألف جندي، وذلك نسبة وتناسب مع حجم السكان أي بمقياس عشرة جنود مقابل ألف من السكان، وهذا الرقم في اعتقادي سيجد المجتمع الدولي صعوبة في إرسالها لليبيا وخاصة في هذه الظروف.
بوادر ونتائج هذه الخطوات ستظهر قريبا وخاصة في ظل عاملين الأول: وصول الإطراف المتنازعة إلي قناعة للجلوس للحوار واقتسام السلطة وعدم جدوى الاستمرار في النزاع المسلح. والعامل الثاني: هو الضغوط الخارجي الداعمة للوصول للحل، وخاصة من الأمم المتحدة ودول المحيط والجوار الأوربية والعربية، لا يبقي ألا تسأل لا يمكن تجاهله هل الإطراف في المجتمعة للحوار هم من يملك القوة علي ارض الواقع أم هم من لديهم الرغبة للحوار فقط بدون قوة ؟؟، وكذلك جدية هذه الإطراف في وقف الاحتكام للسلاح ؟. ام ستتم محاول إفشال هذا الحوار بشروط تعجيزية . هذا ما سوف توضحه الأيام القادمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في ظل التحول الرقمي العالمي.. أي مستقبل للكتب الإلكترونية في


.. صناعة الأزياء.. ما تأثير -الموضة السريعة- على البيئة؟




.. تظاهرات طلابية واسعة تجتاح الولايات المتحدة على مستوى كبرى ا


.. تصاعد ملحوظ في وتيرة العمليات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل




.. اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة الخليل لتأمين اقتحامات