الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
البُنى والأزمات
عبدالله خليفة
2014 / 10 / 2مواضيع وابحاث سياسية
حين تتفتق بنية اجتماعية ضيقة وتتداخل مع تحولات مناطقية كبرى يظهر ذلك في سير الشخصيات والجماعات وتحدث تحولات غير مفهومة.
في زمن الإمبراطورية الرومانية وفي مدينة القدس بدأ مخاض لتغيير عالمي. يتمظهر ذلك في عجز النجارين عن مواصلة أعمالهم وتحولهم إلى عاطلين ومشردين. يمكن رؤية سيرة يوسف النجار هنا كمثال.
كانت أحوال الاستغلال متفاقمة والنزيف يتوجه إلى روما، وأهل المنطقة بحاجة إلى مقاومة سياسية تحررية ونظام جديد.
اليهودية هي الدين السائد غير الأممي الضيق، وتنشأ المسيحية في هذه الظروف، النشأة متداخلة مع اليهودية التي اعتبرت التكوين الجديد جزءا منها، وحاولت تهويد الجماعة الجديدة الطالعة بغموض.
أصرت على عودتها إلى الطقوس والأشكال القديمة فيما هذه تخرج منها.
النجارة حرفة تتداخل فيها هندسة ورياضيات، لكنها لا تصل إلى مستوى علم حينئذٍ، ويمكن أن ينفك النجار عن مهنته ويدخل في الوعي الديني السائد.
حاصرت اليهوديةُ المسيحيةَ الوليدة طلبت منها البقاء في طقوسها والاختتان وعدم أكل لحم الخنزير وعدم التداخل مع الشعوب الوثنية، لكن الأزمة السياسية الاجتماعية بحاجة إلى أيديولوجيا أممية، بطرس الرسول قاوم ذلك وركز جهوده في الانفصال عن اليهودية.
نزعتان سائدتان كانتا تتصارعان، نزعة صوفية ميتافيزيقية توجه فهم المشكلات نحو الغيب، فلا حاجة إلى تحليل ومعرفة قضايا الناس، ويكفي هذه المشاعر الدينية الفياضة الصاخبة ضد الامبراطورية والتي تتحول إلى معارك دموية.
ولهذا، فإن عمليات الغيب والتغييب تتكاثر، تشد الجمهور للدخول في مواجهات، وتدخل الجمهور الأممي من غير الملل المعروفة في بوتقتها.
النزعة المعرفية المتأثرة بالفلسفة الإغريقية تحاول القيام بقراءة مختلفة، لكنها نزعة مثقفين نخبويين.
المسيحية الوليدة تتمكن من الانشقاق، ينفتح الدين الجديد على الشعوب، تفك قيود عديدة، ويصبح المسيحيون أعداء يُحاربون.
تتغلب الصوفية والميتافيزيقيا على الفهم العقلاني البسيط، تغدو الشخصيات الطالعة في الخضم المضطرب تعبيراً عن اضطراب مشرقي واسع، فالشعوب فقدت قواها الانتاجية، بعد النزيف المستمر لروما وحملاتها العسكرية التي لا تتوقف، والاضطرابات تؤدي إلى انهيار الامبراطورية الرومانية في قسمها الشرقي وتحولها الى المسيحية، والتي تغدو أشكالها الرسمية والكنائسية مختلفة عن الزمن النهضوي التحولي الأول.
يستولي الأمراء والإقطاعيون على السلطة ويقننون المسيحية في مؤتمرات وعقود تاريخية.
الضباب الإيديولوجي أعقبه تغلغل الطبقات العليا في السيطرة على الطبقات السفلى، وتمت إعادة الاستغلال بأشكال دينية جديدة.
فيما بقيت اليهودية دينا منحصرا في جماعات مغلقة انفتحت المسيحية على المشرقيين والعالم وغدت ذات توجهين مشرقي وتوجه شمالي غربي راحا يتصارعان كذلك!
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. خبرني أكثر مع سعاد الشامسي أول مهندسة طيران إماراتية وأول با
.. حزب الله: سقوط صاروخ قرب مطار بن غوريون • فرانس 24 / FRANCE
.. أمريكا: هل حدث تسونامي إسمه دونالد ترامب؟ • فرانس 24
.. عودة ترامب للبيت الأبيض رغم متاعبه القضائية • فرانس 24
.. ما الذي ينتظره الأردن من ترامب في ملف الحرب في غزة؟