الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلمات اخري للأصدقاء المتدينين

احمد داؤود

2014 / 10 / 2
حقوق الانسان


انت ملحد؛هذا مايردده أصدقائي المتدينين باستمرار. جميل ،هل الالحاد جريمة :بالتاكيد لا. طالما ان الالحاد ليس جرما فهو بالطبع لا يستحق كل هذا الجدل .

في كل المواثيق الانسانية السامية ، تعتبر حرية الضمير من الحريات والحقوق الانسانية الاصيلة .ويعد كل من يرفض الاعتراف بذلك متزمتا ،اصوليا ،متبلد الفهم والادراك .كل الدول المتحضرة ضمنت تلك الحقوق والحريات في دساتيرها وقوانينها الوطنية ،بل ويتعرض للمسآلة القانونية كل من ينتهكها او يحول دون تمتع البشر بها .

شخصيا لا ادرك مالذي يدفع الناس الي الاهتمام بحرياتي الشخصية .انا حر في تشكيل تصوري الخاص لذاتي والعالم المحيط بي .لي الحق في ان اعبد او اؤمن بالاله الذي يتماشي مع ميولي الروحية والفكرية .لي الحق في التعبير عن ارائي وقناعاتي .

هنالك قضايا اكثر اهمية من الحادي . الالحاد قضية خطيرة ،هكذا قال صديق متدين . جميل ؛ ماذا عن القتل والذبح ، التفاوت المعيشي ، البطالة ، الفقر ، ختان الاناث ، ماذا عن الفساد السياسي ، الارهاب ،والكوارث الطبيعية .

كل تلك القضايا تحتاج للاهتمام ،انها بحاجة الي نقاش جاد .هي التي قد تعيق تطور البشرية .ما كان الالحاد عائقا لبناء الحضارة . حرياتي الشخصية لا تمس الاخرين .انتقادي للاديان والالهة القزمة لا يقلل من شأنهما .

ان تطور مجتمع ما او تقدمه يرتبط ارتباطا لصيقا بنظرته لذاته والاخرين .فان كانت سلبية فهي بالتأكيد ستعوق تطوره ونموه .اما حينما تكون ايجابية فقد تساعده في الارتقاء والتقدم . كملحد او لا ديني لي الحق في رفض كل الافكار والتصورات التي قد تتعارض مع توجهي العقلي والفكري .ولكن هذا الحق لا يمنحني مشروعية تشويهها او حتي حق مصادرة تطبيقها في اطار المجتمع المؤمن بها . بذات المقياس : للمتدينين الحق في رفض الميول الالحادية والتحررية ولكن هذا لا يمنحهم الحق في مصادرة حق الايمان بها اوتطبيقها في اطار المؤمنين بها .

المتدين ينشد المجتمع الحر الديمقراطي .ولكن هذا لا يتاتي دون احترام حق الآخر في الاختلاف والاعتقاد .حق الاخر في ان يكون كما يريد . انّ الحرية هي حرية المختلِف وليس حرية المماثل (أو الممتثل)، فهذا الأخير لا يطلب حرية. لذلك حرية الأقلية هي شرط حرية الأكثرية، وحرية الفرد هي شرط حرية الجماعة” حسب تعبير محمد برهومة.

كانسان لا اطالب باحترام حقوقي فقط .بالعكس ،اطالب بتضمينها في الدستور والقوانين الوطنية . انا مواطن في هذا العالم وبالتالي لي الحق في ان اكون كما اريد ؛ القانون والدستور لابد ان يقران بذلك صراحةً .

تضمين الحقوق والحريات الشخصية في الدساتير والقوانين الوطنية بالتاكيد سيساعد في حمايتها من التغول . لو كان دستور بلادي يعترف بحق الانسان في الاعتقاد والتفكير وبحرية الضمير لما اتهمني احد بالالحاد او وصفني بصفات يستحي اللسان من ذكرها . هذا العالم ليس ملكا لاحد ،وكل انسان يمتلك حق التواجد فيه .ولكن هذا التواجد لابد ان يُنظم حتي لا يُحرم المختلفين منه .

احلم بعالم اكثر تسامحا ؛مثل هذا الامر يُعد مستحيلا في الوقت الراهن الذي تنتشر فيه ثقافة العنف والكراهية . ولكني مع ذلك متفاعلا .نعم سياتي اليوم الذي يزداد فيه هامش الحريات المتاح .في ذاك اليوم سيهتم البشر بما يساعد في بناء الحضارة بدلا من الخوض في الحريات الشخصية للاخرين ،هذا مثلي وذاك ملحد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما آخر التطورات بملف التفاوض على صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلا


.. أبرز 3 مسارات لحل أزمة اللاجئين السوريين في لبنان هل تنجح؟




.. جامعة فيرمونت تعلن إلغاء خطاب للسفيرة الأميركية بالأمم المتح


.. مسيرة إسرائيلية توثق عمليات اعتقال وتنكيل بفلسطينيين في مدين




.. لحظة استهداف الاحتلال الإسرائيلي خيام النازحين في رفح بقطاع