الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجنرال أحمد سليمان عبدالله2

خالد حسن يوسف

2014 / 10 / 2
سيرة ذاتية


ساهم العميد أحمد سليمان عبدالله, بدورا بارزا في دائرة القرار السياسي الصومالي والذي قرر الاصطفاف إلى جانب الموقف العربي في حرب أكتوبر 1973 والتي خاضها العرب مع إسرائيل, إذ كان الرجل يتقلد عضوية المجلس الأعلى للثورة ورئاسة جهاز خدمة الأمن الوطني(المخابرات العامة), حينما قام الصومال بإغلاق المدخل الجنوبي للبحر الأحمر وشارك اليمنيون ممثلين بدولتي عدن وصنعاء, في ذلك الجهد العسكري, في وجه السفن الإسرائيلية.

قام جهاز خدمة الأمن الوطني, بدور كبير في دراسة المعطيات وجمع المعلومات ذات الصلة بالجانب الإيثوبي, خاصة وأن العلاقات ما بين الملكية الحبشية ودولة إسرائيل كانت قوية وضمت في جزء منها علاقات عسكرية.ونظرا أن إيثوبيا كانت تسيطر على الأراضي الإريتيرية, فقد مكن لها ذلك الحصول على التواجد العسكري البحري في مدينتي مصوع وعصب, ناهيك عن وجود علاقات إيثوبية-أمريكية عسكرية وقضت بالتواجد العسكري لواشنطن في جزيرة دهلك الإريتيرية في البحر الأحمر.

وعمل الجهاز على رصد تلك الأجواء, لمنح القيادة السياسية الصومالية المعطيات لإتخاذ القرار السياسي والعسكري للمشاركة في حرب عام 1973, وكان فصائل الثورة الإريتيرية تدعم الجانب الصومالي بمجرى الأمور ولاسيما بالوقائع على الصعيد الميداني لتواجد العسكري الإيثوبي في الأراضي الإريتيرية, خاصة وأن الجهاز كان يمثل باكثر الأطراف الملتصقة بتنسيق ودعم فصائل حركة التحرر الوطني الإريتيري, والتي كان لها ممثليها ومكاتبها في الصومال.

وفي اتجاه أخر كان الجهاز يلعب دورا كبيرا في التواصل مع العديد من حركات التحرر الوطني الإفريقية مثال ثوار جنوب افريقيا,زيمبابوبي,أنجولا ودعم رئيس زامبيا كينت كواندا,والتواصل مع ملاوي والمعارضة الإيثوبية ممثلة بالجبهة الشعبية لتحرير التجراي والتي كان يقودها ميليس زيناوي,وجبهات تحرير شعوب الأورومو وسيدامو في إيثوبيا.

ناهيك عن دعم جبهة تحرير الصومال الغربي(إقليم صومالي محتل من قبل إيثوبيا),جبهة تحرير الساحل الصومالي(جيبوتي),والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بجناحيها الأم(الدكتور جورج حبش) والإتجاه الخارجي(الدكتور وديع حداد), كل تلك القوى السياسية كان الجهاز يعمل بشكل مباشر أو آخر ويسهم في التواصل والتنسيق معهم على المستوى الأمني وحماية أمن تواجدهم في الصومال وتقديم التسهيلات المطلوبة لهم والاشراف على معسكرات التدريبات التي شهدت تواجد عسكري وأمني لبعض حركات التحرر.

وقد أشرف الجهاز بصورة مباشرة على التنسيق مع الجبهة الشعبية لتحرير التجراي وفصائل ثوار الأرومو وسيدامو, حيث كان الراحل ميليس زيناوي مرتبط مباشرتا بالعميد أحمد سليمان عبدالله والذي كان يشرف ميدانيا على الملف الإيثوبي, وكان للجبهة الشعبية لتحرير التجراي, مكاتبها في كل من مدينتي مقديشو وهرجيسا,بالإضافة لمنحها معسكر في أطراف مدينة هرجيسا, وهو ما كان ماثلا بدوره مع الثوار الأورومو ممثلين بقوات العقيد واقوا والشيخ ابراهيم بليسو, والذي كان يقطن في فيلا بنيت له من قبل الحكومة الصومالية في حي جاند(Ganad), بمدينة هرجيسا, ووجود معسكر له ومخيم لأنصاره على بعد 2 كيلومتر من المدينة في محيط منطقة خزانات المياه المعروفة ب Biiyo Xiireenka .

كما لعب جهاز خدمة الأمن الوطني بدور بارز في دعم الثوار الصوماليين والعفر في ساحل جيبوتي, خلال الفترة 1972-1977 وذلك في اطار دعم الصومال لنيل إقليم ساحل الصومال الفرنسي والذي أطلق عليه ايضا إقليم العيسى والعفر, الحرية من الاستعمار الفرنسي والذي نال استقلاله تحت مسمى جمهورية جيبوتي في 27 يونيو 1977, ومن ضمن القضايا التي كانت قد تعامل معها الجهاز, كانت مقتل المناضل الصومالي الجيبوتي الشهيد محمود حربي, والذي توفي في ظل ظروف غامضة عام 1975, وذلك بعد اختطاف المخابرات الفرنسية لطائرة التي كان يستقلها والقادمة من لبنان, إذ استدرج لزيارة لبنان من قبل أحد رفاقه وهو علي هيجي(Hayge) كما أكدت الرواية الرسمية, وقد تم محاكمته من قبل محكمة الإنقاذ الوطني, وأتهم أنه كان نال أموال خارجية لغرض تصفية محمود حربي.

وكان من حيثيات القضية القبض عليه من قبل عنصرين في الجهاز فور خروجه من مقر السفارة الأمريكية في مقديشو, وأنتهى علي هيجي, فيما بعد في سجن لانتا بور(Laanta Buur) في محافظة شبيللي السفلى(Sahabiilada Hoose), مسجونا مع بعض قيادات مرحلة الحكم المدني وعناصر دعوية دينية تم القبض عليها في عام 1975, وذلك على خلفية احتشاد عدد من الدعاة في مسجد الشيخ عبدالقادر بمدينة مقديشو, ومعارضتهم لقوانين الأحوال الشخصية والتي أصدرتها وزارة العدل الصومالية بدعم مباشر من قبل القيادة السياسية الصومالية, وقضت على المساوأة في الميراث ما بين الذكر والأنثى, وأنتهت الأمر بإعدام عشرة من الدعاة, وكان للجهاز دور أمني في تلك القضية.

وساهم الجهاز بفعالية في عملية إختطاف ثلاميذ المدرسة الفرنسية في جيبوتي عام 1976, وذلك لضغط على الاستعمار الفرنسي, حيث تم إصطحاب حافلة كانت تقل الطلبة الفرنسيين نحو الحدود الصومالية في اتجاه منطقلا لوبا عدي Loya Cadey والمحاذية لجيبوتي من قبل عناصر صومالية من ثوار جيبوتي, وقد نقل الملف بعدها نحو العاصمة الصومالية مقديشو والتي أعادت الأطفال المخطوفين, ولم تتعرض لثوار الخاطفين.

بدوره الجهاز كان يشرف على أمن كبار الشخصيات التي كانت تزور الصومال باستمرار, ومن أبرز الشخصيات التي عمل معها الجهاز عن قرب, كان منها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح, أمير دولة الكويت حين كان وزيرا للخارجية, وكانت له زيارات متكررة على الصومال في بعض عطله الصيفية, حيث كان يقضي إجازته في مسكن له واقع في مزرعة له في محافظة شبيللي السفلى.وقد نتج من تلك الزيارات علاقات ودية ما بين الشيخ صباح والعميد أحمد سليمان عبدالله, والذي كان يشرف مباشرتا على ترتيباته الأمنية عند الحضور إلى الصومال, وقد نشأة من ذلك الارتباط علاقة ودية استمرت بينهما حتى بعد إنهيار الدولة الصومالية, ولا زالت قائمة حتى الحاضر.

وعلى صعيد آخر كان للجهاز دور هام في حسن قضية طائرة اللوفتهانزا الالمانية والتي تم إختطافها من قبل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين(الاتجاه الخارجي), في عام 1978, والتي تم إنزالها في مطارمقديشو, وساهم جهاز الخدمة الأمنية الوطنية, بدور أساسي في إحباط تلك العملية عبر التأثير على القرار السياسي الذي أتخذ تجاهها على أعلى مستوى, إذ لعب كل من العميد أحمد سليمان عبدالله,والسفير الصومالي في المانية الإتحادية السيد أحمد بوكح(Bookax), كعرابين لتلك العملية, وذلك بغية دفع العلاقات مع بون, رغم أن(الاتجاه الخارجي), كتنظيم كانت له علاقات قوية مع النظام الصومالي, وسبق حدوث التنسيق بينهما للعمل المشترك في اطار عمليات خارجية, ناهيك عن الدعم الذي يقدمه النظام الصومالي لتنظيم الفلسطيني.

وعلى صعيد القوات المسلحة الصومالية, كان الجهاز يساهم بدور كبير في تتبع تحركات بعض ضباط الجيش الصومالي, والذي كاانوا يحاولون الترتيب لأعمال إنقلابية تجاه النظام, وتحديدا من قبل مجاميع ضباط منحدرين من قبائل الاسحاق Isxaaq والمجيرتين Majerteen, وكان ذلك خلال الفترة 1973-1982, حيث كان يتم تكديس الغالبية منهم في محافظتي باي (Baay) وبنادر(Bana-dir-), وذلك رغبة من النظام في ابعادهم عن مناطق الشمال الغربي والوسط, والتي كانوا ينالون فيها تعاطف بعض سكانها المغرر بهم, وللحيلولة دون قيامهم بمحاولات إنقلابية ضد النظام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد اغتيال نصر الله، ما مستقبل ميليشيا حزب الله؟ | الأخبار


.. اختيار صعب بين نور ستارز وبنين ستارز




.. نعيم قاسم سيتولى قيادة حزب الله حسب وسائل إعلام لبنانية


.. الجيش الإسرائيلي: حسن نصر الله وباقي قادة حزب الله أهداف مشر




.. ما مستقبل المواجهة مع إسرائيل بعد مقتل حسن نصر الله؟