الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا خيار وَسَطٌ إما مع المقاومة أو مع اللبرالية

بشير الحامدي

2014 / 10 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


لا خيار وَسَطٌ إما مع المقاومة أو مع اللبرالية

لم يرث من ينسبون للأنفسهم الماركسية اللينينية أو حتى التروتسكية أسوء مما ورثوا من لينين موقفه من المشاركة في البرلمانات البرجوازية .
الاصلاحية بدأت من هناك :أن يشارك ويصل الثوريون للبرلمانات البرجوازية.
روزا في وقتها ردت ليس على لينين. لينين في زمن روزا لم يكن يعنيها كثيرا لقد ردت قبله على أنجلز حول البرلمانية وبعده على أوقيست بيبل ثم بعد ذلك عل كاوتسكي وحتى على فريدريك ايبارت الذي أزهق روحها في ثورة 1919 الألمانية المجالسية المجيدة.
لم يرد مطلقا في كتابات ماركس ما يمكن أن يفهم منه مشاركة الثوريين في البرلمانات البرجوازية.
الطبقة في أطروحات ماركس طبقة لذاتها وثورتها تقلب الأمور جميعا والثوريون ثوريون إلى النهاية ولا يتعاونون مع البرجوازية ولا يرتبطون بها مطلقا .
لم يرد في أطروحات ماركس ما يمكن أن يفهم منه أن الثورة مراحل .
لم يرد في فكر ماركس ما يمكن أن يفهم منه مهادنة لمؤسسات الدولة البرجوازية.
الماركسية تقول صراحة بتدمير مؤسسات الدولة البرجوازية وتحديدا جهازي القمع الأشد والمسلحين الجيش والبوليس والاستعاضة عنهما بالإدارة الذاتية و تدبير الأمن الذاتي.
أطروحة التعاون الطبقي المعششة في رؤوس اليسار التونسي اللبرالي والمتحكمة في ذهنية شريحة كبيرة ممن يطلقون على أنفسهم مستقلين عن الأحزاب هذه منشؤها أطروحة لينين عن البرلمانات البرجوازية.
لنتحدث عن واقعنا الملموس.
ما الفائدة من تنظم انتخابات وعلى أي قاعدة قانونية تنظم ومن يحتاج برلمانا برجوازيا ؟
هل الشعب من يحتاج برلمانا برجوازيا ؟
هل الأغلبية التي لا تملك تحتاج برلمانا برجوازيا ؟
هل المعطلين يحتاجون برلمانا برجوازيا ؟
هل شباب تونس يحتاج برلمانا برجوازيا؟
هل نساء تونس تحتجن برلمانا برجوازيا؟
كفوا عن الكذب وقولوا لنا متى كان برلمان برجوازي في خدمة الشعب منذ أول جلسة للجمعية الوطنية الفرنسية سنة 1789 إلى آخر برلمان يكن أن يشكل اليوم أو غدا.
لا يحتاج برلمانا برجوازيا اليوم غير طبقة الكمبرادور وطغم رأس المال.
لنتحدث أكثر عن واقعنا.
هل الانتخابات ستنهي مسار رهن تونس للبنوك والشركات العالمية؟
ها الانتخابات ستحقق سيادتنا على ثروتنا ومواردنا وعلى التخطيط والعمل و الانتاج؟
هل بالانتخابات سنتمكن من محاسبة قتلة الشهداء؟
هل بالانتخابات سنشغل مليون عاطل ؟
هل بالانتخابات سننهي مع املاءات البنك الدولي ؟
لنتعمق أكثر في واقعنا.
هل بانتخابات سننهي مع ما يسمى إرهابا والذي تقف وراءه ـ وقد صار ذلك معلوما من القاصي والداني ـ بعض أجهزة الدولة ومراكز القوى في وزارة القمع وزارة الداخلية وبعض خلايا الحركة الاسلامية المسلحة المخترقة والمسيرة مخابراتيا .
هل بانتخابات سنكشف ملفات خمسة عشريات من القمع والترهيب والجريمة السياسية والاقتصادية في حق الشعب والبلاد؟
هل بانتخابات سنعيد فتح ملف جرحى وشهداء الثورة ونحل ونحاسب جهاز القضاء العسكري المجرم في حق هؤلاء؟
هل بانتخابات سنتمكن من اصلاح قطاعي إصلاح التعليم والصحة وكل قطاعات الخدمات ومحاسبة من باعوا القطاع العمومي ومؤسسات الشعب لرأس المال الأجنبي والمحلي ؟
ولنقلها بكل وضوح على ماذا يراهن المنخرطون في مسار الانتخابات الانقلابية التي ستنظم في 26 أكتوبر؟
الصورة واضحة ولا تتطلب كثير اجتهاد للفهم والترتيب لها بدأ منذ قبلت حركة النهضة أن تخرج من الحكومة ليقول شيخها راشد الغنوشي وقد كان محقا أنهم خرجوا من الحكومة ولم يخرجوا من الحكم.
هذه الجملة تلخص كل شيء.
الوفاق كان أن يتقاسم الجميع الادوار وكل حسب قدرته .
الراعيين لمسار الانتقال الديمقراطي في تونس : الفرنسي و الأمريكي لم يرسما غير ذلك.
يعنيهما كثيرا الفرنسيين و الأمريكان أن يكون المسار في تونس غيره في مصر.
هناك بيروقراطية العسكر قوية وتقدر على إدارة المرحلة .
وهنا البيروقراطيات السياسية هي المنوط بعهدتها ذلك لسبب بسيط هو أن كلفة ذلك أقل بكثير من كلفة الانفاق على العسكر ينضاف لذلك الصراع غير المعلن بين بيروقراطيتي العسكر والبوليس.
هنا البيروقراطيات الحزبية هي الأكثر قدرة على مواصلة تنفيذ مهام الانقلاب على الحركة الثورية .
الانتخابات ليست أكثر ولا أقل من وضع هذا المخطط على أرض الواقع.
المخطط: التشريع لحركة النهضة والتجمع بإدارة المرحلة القادمة .
عودة التجمعيين لم تكن قبل أيام إنها بدأت من زمن حكومة الباجي في 2011 التخطيط كان واضحا امتصاص الغضب وقلب ميزان القوى لصالح قوى الانقلاب وتوظيف الطامعين لذلك.
اليسار اللبرالي لم يكن له من دور غير دور الطامع وفرت من ذهنيته كل قدرات الفعل جراء الطمع.
اليسار البرالي والبيروقراطية النقابية لعبا دورا خيانيا من منطق أنهما لم يتمكنا من رؤية وجودهما مستقلا عن راس المال أي مرتبطا بالأغلبية التي لاتملك بل انحازا إلى الأقلية التي بيدها السلطة والثروة والسلاح وصارا رهينة بيدها ونفذا كل مشاريعها في الانقلاب على الحركة الثورية.
ما يقارب 4 سنوات منذ 17 ديسمبر إلى اليوم بينا بلا أي مجال للشك أن ليس هناك إصلاحيين في تونس.
خارطة المكون السياسي في تونس منقسمة لطيفين لا ثالث لهما : كتلة ثورية من مجموعات ثورية متعددة ومتنوعة غير منظمة متمسكة بمسار 17 ديسمبر تحاول أن تتخطى ضعفها الذاتي ووحدها موكول لها العمل لتغيير ميزان القوى لصالح الجماهير ومواصلة تنفيذ المهام الثورية وكتلة لبرالية من حراس النظام تقولبت في ما يسمي بمسار الانتقال الديمقراطي ليس بينها فروقات كبيرة أو نوعية كل طرف فيها يقوم بدوره المنوط به حسب الوفاق ووفق قاعدة السلم الاجتماعي والتداول على السلطة وانتخابات 26 أكتوبر هي التي ستضع كل ذلك على أرض الواقع . يبقى على الحركة الثورية أن تواجه واقع الصراع هذا دون تردد حتى وإن كان ميزان القوى مختلا لصالح قوى الانقلاب وليس أمامها إلا أن تفعل مقاطعتها لهذه الانتخابات وتتوحد من أجل تجاوز ضعفها وإدارة المعركة لأن كل الأوضاع تدفع في اتجاه مواجهات جديدة على قاعدة المصالح الاقتصادية والسياسية للأغلبية.
ــــــــــــــــــــــ
بشير الحامدي
02 ـ 10 ـ 2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المدرجات تُمطر كؤوس بيرة في يورو ألمانيا.. مدرب النمسا يُحرج


.. لبنان يعيش واقعين.. الحرب في الجنوب وحياة طبيعية لا تخلو من




.. السهم الأحمر.. سلاح حماس الجديد لمواجهة دبابات إسرائيل #الق


.. تصريح روسي مقلق.. خطر وقوع صدام نووي أصبح مرتفعا! | #منصات




.. حلف شمال الأطلسي.. أمين عام جديد للناتو في مرحلة حرجة | #الت