الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خالد مشعل والمقاومة العراقية

حسين ديبان

2005 / 8 / 21
الارهاب, الحرب والسلام


قبل خمسة عشر عاما وقف رجل الدين السوري محمد سعيد رمضان البوطي موجها سهام حقده باتجاه الشعب الفلسطيني من على منبر جامع الرفاعي وسط العاصمة السورية دمشق , في ذات الوقت الذي كان يخوض فيه الشعب الفلسطيني واحدة من أشرف العمليات النضالية في التاريخ عبر انتفاضة الحجارة التي أحرجت العالم أجمع وأجبرته للمرة الأولى على الاعتراف بعدالة قضية شعبنا , تلك الانتفاضة وليست انتفاضة البنادق الهوجاء وصواريخ(الخردة) هي التي أسست لبداية طريق الاستقلال الفلسطيني ,وقبل ان ينهي ذاك الحاقد(البوطي) خطبته بدأت رسائل التهديد والوعيد تصله من كل الأطراف الفلسطينية , القيادية الرسمية والفصائلية والشعبية, اضافة الى كافة وسائل الاعلام الفلسطينية بما فيها تلك التابعة لفصائل محسوبة جدا على النظام السوري (نظام الديكتاتور حافظ الاسد أنذاك)وماكانت لتتجرأ على اغضاب أحدا من المقربين لنظام حافظ الأسد, فكيف الحال والمعني هنا هو (البوطي)وهو الذي كان من أقرب المقربين لحافظ الأسد بسبب ما أضفاه البوطي على ديكتاتور سوريا السابق من ورع وتقوى وايمان رافعا إياه الى مصاف الانبياء والرسل ,مما كان له الأثر في امتداد حكمه وتوريثه لابنه من بعده,ولكن وسائل الاعلام تلك تجرأت وفعلتها ولها كل الحق في أن تفعل ذلك ردا على التدخل السافر من البوطي في أمور ومسائل تخص الشعب الفلسطيني وحده لاغير.

واليوم وبعد خمسة عشر عاما من ذاك الحدث, يقف المجاهد الصنديد خالد بن مشعل رئيس ملثمي حماس,على منبر لايبعد خطوات عن منبر البوطي, وبعد أن ساهم وملثميه في إعاقة وتأخير الأمل الفلسطيني,يقف محاولا قتل الحلم العراقي بتدخله الفج والسافر بالشؤون الداخلية للعراق وشعبه, معتبرا في خطبة خرقاء له من على منبر جامع الكويتي أن مايجري على أرض العراق من مجازر ومذابح دموية بحق الشعب العراقي هي مقاومة يجب دعمها بكافة الوسائل الممكنة على حد زعمه,فهل شعر مشعل أو أحس أن كلامه هذا ليس إلا طعنة جديدة تغرس في ظهر الشعب العراقي تضاف الى الطعنات العديدة من قبل فلول العروبيين والمتأسلمين تجار الدم والحروب,وتجار المعاناة والألم,وتجار السياسة وعهرتها,الذين أبوا إلا أن يردوا الجميل العراقي على مر التاريخ بسيوف وقنابل وأجساد عفنة تفجر نفسها في أطفال العراق ونسائه ورجاله,طمعا بما عبأ عقولهم به فقهاء الظلام والحيض والنفاس والمص واللحس بأن هناك حيث حلمهم المجهول فروجا طال انتظارها لهم ,وغلمانا جالسين على نار الشوق يرومون مقابلتهم,وأنهار خمر.. الى ماهنالك من أمور تتقزز منها النفس البشرية السوية.

ماالذي فعله شعب العراق ليستحق منك ومنهم هذا المقابل الشنيع؟..هل هو جزاء التضحيات التي قدمها العراقي في سبيل فلسطين وشعبها وقضيتها؟ان قبور العراقيين يامشعل ليست بعيدة عنك حيث المكان الذي دعوت منه لقتل وابادة العراقيين تحت مسمى المقاومة...قبور الأولين الذين شاركوا في حرب تشرين وقبور اللاحقين الذين استشهدوا دفاعا عن فلسطين وعدالة قضيتها من خلال انخراطهم في صفوف الفصائل الفلسطينية...أعرف أنك تزور مقبرة شهداء فلسطين في مخيم اليرموك بدمشق في عيدي الفطر والأضحى ,ولكني متأكد تماما أنك لم تقم ولو بجولة سريعة بين القبور الطاهرة لترى بعينك أسماء الشهداء وجنسياتهم..وأجزم تماما أنك لا تعلم أن الشهداء العراقيون يشكلون الرقم الثاني من مجمل شهداء المقبرة بعد شهداء شعبنا الفلسطيني,كما واني على ثقة تامة بأنك لاتعرف أن بعضا من هؤلاء الشهداء العراقيين
الأنقياء الأطهار الذين يشاركون شهداء شعبنا مراقدهم هم شباب ماتوا قهرا وحرمانا واغترابا في أزقة دمشق بفضل سياسات سفاح بغداد البائد من تهجير وقتل وتذبيح ,و الذي مازلت تصفق له أنت وغيرك ومازلتم تمنون أنفسكم بعودته.

أعلم أنك لست ناكر للجميل ولكن جميل صدام البائد, ذلك الجميل المشبوه لا جميل الدم الطاهر الذي قدمه الشعب العراقي لفلسطين وشعبها, انك حقا وفيا لجميل دولارات صدام التي جعلت منك ومن ملثميك سيفا مسلطا على أبناء شعبنا...وفيا لسفاح بغداد ومن بعده أسد سوريا الصغير وكلاهما لايريدان خيرا لفلسطين وشعبها ولا يضمران الا كل حقد وضغينة ولايهمها الا التشبث بالكراسي وقد يكون ثمن هذا التشبث شعارات جوفاء أو أموال مدفوعة أو مقابر جماعية لا يعلم أحد عددها وعديدها , انهم قتلة ومجرمين ليس إلا وأحوال شعوبهم تدل عليهم ومن لاخير فيه لأهله لن يكون فيه خير لفلسطين وقضيتها, وأنت يامشعل بكلامك الذي ذكرت تصبح شريكا في جريمة شعبنا بغنى أن تنسب اليه,ذلك أن التاريخ لا يرحم ومثلما سقط سفاح بغداد بطل الحفرة القومية ,فإن مصير توأمه آت لامحالة,عندها ستكون انت ومن معك ممن يسمون مجازر الإبادة اليومية المنظمة والمشرعنة بالمقاومة ستكونوا وجها لوجه أمام الشعوب حيث لا رحمة ولا غفرانا.


ان فلسطين يامشعل لن يحررها الا أبنائها ,هذا اذا كنت تؤمن بعزيمة شعبك وقدرته على استعادة وطنه وحريته وكرامته ,وكلامك الذي تحرض به على مزيد من العنف والقتل في العراق تحت شعار المقاومة لن يزيد قضيتنا إلا تعقيدا, كما وانه لن يزيد شعبنا إلا كراهية وهذا قد تستنجه ببساطة من كل ردود الفعل التي وردت في وسائل الإعلام ليس من الاخوة العراقيين فحسب بل أيضا من كثير من العرب الذين ينظروا الى العراق بعيون شعبه لا بعيون الشوفينية أو العنصرية أو دولارات السفاح البائد,إن عراقا جديدا حرا وديمقراطيا..عراقا لكل أبنائه سيكون مصدر قوة لشعبنا وقضيته وعلى العكس فان تحرير فلسطين لن يكون ولن يتم على أنقاض وخراب بابل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمات إنسانية متفاقمة وسط منع وصول المساعدات في السودان


.. جدل في وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن الخلافات العلنية داخل




.. أهالي جنود إسرائيليين: الحكومة تعيد أبناءنا إلى نفس الأحياء


.. الصين وروسيا تتفقان على تعميق الشراكة الاستراتيجية




.. حصيلة يوم دام في كاليدونيا الجديدة مع تواصل العنف بين الكانا