الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رجلان وإنهيار الصومال واليمن1

خالد حسن يوسف

2014 / 10 / 3
السياسة والعلاقات الدولية


الصومال واليمن بلدان متجاورين على ضفتي خليج عدن وبربرة(تاريخيا), ويربط الشعبين المنحدرين من القوميتين الصومالية والعربية, تاريخ طويل وكم كبير من الصلة والروابط على شتى أصعدة الحياة, وأعداد كبيرة من أبناء الشعبين أنصهروا معا في جغرافيا الصومال واليمن تاريخيا, هي علاقة ممتدة ومستمرة ولا يمكن المرور لتطرق إليها وشرحها بشكل عابر, إلى أنه يمكن الإختزال الإشارة لها.

كلاى الشعبين تاريخيا كان عصيا على هجمات الغزاة الخارجيين والذين أستماتوا في السيطرة على الصومال واليمن, وأنتهىواقع كلاى الشعبين للوقوع في مراحل شتى من تاريخهما الانساني, إلى أن وجدا ذاتهما واقعين تحث قبضة قوى خارجية عملت على تشطير وتجزئة أراضيهما في القرن التاسع عشر الميلادي.

وشاء القدر في أن يأتي أثنان من أبناء الصومال واليمن من أسرتين صومالية ويمنية وكلاهما كتب مشهد سياسي يبدو شبيه بالآخر, ويتسببان بمآسي لأبناء شعبهما انطلاقا من حسابات سياسية لهما, إلى أنها كانت تشكل بضربات موجعة وقاتلة لصوماليين واليمنيين, وهي حددت وستحدد ملامح التاريخ السياسي لشعبين على المدى التاريخي الطويل.

أبن الصومال يتمثل بالسيد عمر غرتا غالب, في حين يتمثل النموذج اليمني المقابل أو المثيل له في شخص الفريق عبدربه منصور هادي, الأول قدم من محافظة الشمال الغربي في الصومال والتي تمثل مدينة هرجيسا مركزها, وتخرج من الجامعة الأمريكية في بيروت, بينما قدم الثاني من محافظة أبين في اليمن ومركزها مدينة زنجبار, وتخرج من كليات عسكرية بريطانية,مصرية وروسية.

أختلفت وظائف الرجلين الحرفية, حيث أن عمر عرتا غالب, أحترف الدبلوماسية, بينما أحترف عبدربه منصور هادي, العسكرية, إلى أن كلاى الرجلين أنتهى إلى السياسة, وبرز نجم كلاهما في ظل نظامين سياسيين ماركسي, فعمر الصومالي بزغ فجره مع حلول نظام العسكر والذي أتخذ المنحى الماركسي في الصومال في عام 1971, وبزغ فجر عبدربه اليمني, في ظل تكريس الماركسية مع تأسيس الحزب الاشتراكي اليمني في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في عام 1978, وكلاهما كان له دور في الحياة العامة لبلدهما.

عمر الصومالي كان الركيزة لدبلوماسية الصومالية وفي ظل توزيره على خارجية الصومال, أنضمت جمهورية الصومال الديمقراطية إلى الجامعة العربية في عام 1974, وكانت له مقولة مشهورة يومها "لو لم أكن عربيا لا تمنيت أن أكون عربيا", ورغم أن مقولته شدت ونالت استحسان القادة العرب يومها, إلى أنها لم تخلوا من بعد المزايدة السياسية من قبله.

خاصة وأن الصوماليين أفارقة أصولا, ولم يكونوا بعيدين عن العرب اجتماعيا وسياسيا خلال تاريخهم, ولاسيما وأن العروبة هي رابطة ثقافية وليست تحديدا بصلة عرقية, ناهيك عن أن إنضمام دولتهم إلى جامعة الدول العربية, كانت قضية مفروق منها منذ عام 1963, حيث كانت تسعى حكومة رئيس الوزراء الصومالي عبدالرشيد علي شرماركي, نحو ضم الصومال إلى الجامعة العربية, وتم تفعيل ذلك بعد إندلاع حرب أكتوبر 1973 والذي أظهر فيه الصومال رابطته العضوية مع الشعوب العربية في النضال لأجل بلوغ حقوقها المشروعة.

بينما كان عبدربه اليمني يمثل بركيزة أساسية في المؤسسة العسكرية لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية, وظل كقائد عسكري بارز وتقلد منصب نائب رئيس هيئة أركان جيش بلاده, والذي كان لعب دورا بارز في بناء قدراته العسكرية, في ظل الدعم السياسي والعسكري السوفيتي لدولة عدن في عقدي السبعينيات والثمانينات من القرن الماضي.

وقد تمرس كل من عمر وعبدربه, في ظل نظامين سياسيين ماركسيين لم يعهدان مطلقا حالة الاستقرار السياسي خلال عقدي حكمهم لمقديشو وعدن,و كانا جزء من نظامين أدمنا الصراعات السياسية الداخلية والعسكرية الداخلية في أوساط أقطابهما السياسية والعسكرية المتصارعة لطلية عقود, والتي خلفت ثركة من المآسي في الصومال وشطر الجنوبي من اليمن, وليس ذلك فحسب, بل أن كلاى النظامين قطع شوط كبير على الصعيد الإيديولوجي, حينما سار نحو إتخاذ المنحى الماركسي اللينيني, والذي لم تتبعه شعوب كانت مهيئة للمسار الماركسي اللينيني أكثر منهما, بفعل حتمية تطورها الاجتماعي التاريخي.

إلى أن الحسابات السياسية لكلاى نظامين قضت الإرتماء في أحضان موسكو, رغبة في توطيد واستمرار أنظمة قمعية غير ديمقراطية على التراب الصومالي واليمني, وظهرت في ظل مرحلة إنقلابات عسكرية تحاكي بعضها البعض من منطلق مسمى الثوراث, وبغية الحصول على ترسانات الأسلحة لتعزيز القبضة على مقديشو وعدن, ورغبتهما في إستعادة أراضي تاريخية لشعبيهما من دول الجوار, وذلك مع تشكل خرائط الجغرافيا السياسية في القرن الافريقي والمشرق العربي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد اغتيال نصر الله، ما مستقبل ميليشيا حزب الله؟ | الأخبار


.. اختيار صعب بين نور ستارز وبنين ستارز




.. نعيم قاسم سيتولى قيادة حزب الله حسب وسائل إعلام لبنانية


.. الجيش الإسرائيلي: حسن نصر الله وباقي قادة حزب الله أهداف مشر




.. ما مستقبل المواجهة مع إسرائيل بعد مقتل حسن نصر الله؟