الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عبد الملك الحوثي حيث ينتحر

سعادة أبو عراق

2014 / 10 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


- عبد الملك الحوثي حيث ينتحر
لا اعتقد أن عبد الملك الحوثي يملك من الحكمة اليمانية ربع قيراط ، ولا من الذكاء الفطري الذي يجعله يعيد حساباته أكثر من مرة، وليس مثقفا سياسيا يجعله يقرأ التاريخ ويتعلم من أخطاء غيره ، لذلك فإن مصيره ومصير حركته محكومتان بالفشل.
عبد الملك الحوثي تستبد به شهوة الحكم، وهذا أمر طبيعي, ولكن هذا الإلحاح المفرط الضاغط على رغبته لا يعطي لعقله الفرصة الكافية لكي يحسبها جيدا ، وأظنه كان يفكر بعلي عبد الله صالح الذي قفز من رتبة شاويش إلى سدة الحكم بلا مؤهلات سياسية أو قيادية حقيقية ، كل ما فعله هو اغتيال الرئيس الحمدي، إذن فهو يفكر أن يحاصر صنعاء ويسقط عبد ربه منصور هادي أو يغتاله ثم يمسك بالحكم بوضع اليد.
عبد الملك الحوثي لم يقرأ سيرة الدولة الحمدانية, ذلك أن المتنبي وأبا فراس الحمداني وابن فارس اللغوي وابن جني أعطوا الوجه الحضاري لهذه الدولة مما طغى على كلام المؤرخين ، فالحمدانيون كانوا شيعة مرموقين، وجدوا أنفسهم مقربين ومقبولين عند العرب السنة، حينما كان صراعهم مع الروم عملا جهاديا مشهودا, وهذه المكانة التي حظوا بها جعلتهم يفكرون بغزو بغداد والاستيلاء على الخلافة وطرد البويهيين المتسلطين على الخليفة العباسي، أي تعريب الخلافة, وكانوا يأملون أن يؤازرهم العرب، لأن هدفهم كان إزاحة البوهيين الفرس، لكن العرب خذلتهم بسبب أنهم شيعة ، هذه القصة لا يعلمها عبد الملك الحوثي فاستيلاء الشيعة على الحكم غير مقبول تاريخيا.
إن حسن نصر الله كان أوفر عقلا وتخطيطا وذكاءً ، فقد ذهب يتمثل بالحمدانيين ، فيقارع إسرائيل كما قارع الحمدانيون الروم ، فحظي بمباركة المسلمين؛ شيعة وسنة, ولم نسمع من يتهمه بكونه شيعيا, أو يتهم حركته، فمن يقاتل إسرائيل فإنه هو الذي يستحق الاحترام والتقدير والتأييد، بغض النظر عن مذهبه.
لكن عبد الملك الحوثي لم يفعل ما يجعله محط أنظار الشعب العربي في اليمن أو في غيرها ، ولم يجد في عبد ربه منصور المثالب وعدم الكفاءة، بما يجعل الشعب اليمني يرجمه بالحجارة ، وبالتالي يهيئ نفسه للحكم، لقد جاء هو وجماعته ومؤيدوه على شكل غزو قبلي, بدا فجا مثيرا للرفض من قبل كل من تابع زحفه وشروطه التي كان سقفها يرتفع كلما تقدم خطوة بسيطة.
إن عبد الملك الحوثي الذي لم يكن يعمل يوما في المجال السياسي ، ولم يشكل حزبا سياسيا له برنامجه الوطني ورؤيته المميزة ، بحيث يكون أعضاءه من كافة الأطياف اليمنية ، مما يجعل زحفه للعاصمة صنعاء، زحفا حزبيا لا قبليا، فيكون مفهوما ومبررا مسبقا حسب توجهات حزبه، لكنه جاء غازيا كزعيم قبلي وطائفي ، يقود أفرادا من عشيرته التي ينتمي أعضاؤها للمذهب الزيدي.
إذن فالحوثي ظهر كزعيم عشائري وليس كرجل دولة، وهذا يعني انه قد يستثير ضده العشائر الكبيرة ، ذلك أن حجري الرحى في اليمن هما قببيلتا حاشد وباكيل ، وهاتان القبيلتان تشكلان ثلثي اليمن بل أكثر ، وبهذا يكون اللعب مع هاتين القبيلتين العملاقتين ما هو إلا اللعب بالنار ، أي الدخول في حرب أهلية لا يعلم مداها، وفي النهاية تكون دمارا على الحوثيين وعلى المذهب الزيدي أيضا.
وإذا ما أغضينا النظر عن دعم إيران له وإغداق الأسلحة والأموال عليه، سوف ينظر إليه بعد تجربة حزب الله في لبنان، بأنه بقاتل نيابة عن غيره لتوسيع دائرة الهيمنة الإيرانية في العالم العربي، كان عليه أن يحذر التقليد المكشوف ،وأن لا يستغل الفروق الإيمانية البسيطة بين الشيعة والسنة لكي يلعب لعبة مكشوفة قذرة.
السؤال الأهم ، ما الذي يمنع قبيلة يمنية أخرى من أن تنازع الحوثيين على الحكم ،غير أن يقوموا بقمعهم بوحشية، لقد وضع الحوثيون هذا الأسلوب الانقلابي كطريق سهل إلى السلطة، فما الذي يحلله لهم ويحرمه على غيرهم ، وثانيا ما أدرنا أن عبد الملك الحوثي سوف لا يكون دكتاتورا فظيعا؟ يقرب جماعته ويقصي غيرهم ، ألا يوجد أساليب للوصول إلى الحكم بغير هذا الغزو والطريقة البدائية المتوحشة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تساؤلات داخل إسرائيل حول التحول بالموقف الدولي ضدها بعد اعتر


.. نتنياهو: اعتراف دول أوروبية بدولة فلسطينية -مكافأة للإرهاب-




.. وسائل الإعلام الإسرائيلية تناقش اعتراف 3 دول أوروبية بفلسطين


.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين تنشر مشاهد تظهر لحظة أسر مجندا




.. مظاهرة في القدس لعائلات جنود الاحتلال القتلى في معارك غزة