الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أميركا .. وسيناريو الحرب العالمية على داعش 4

ياسين الياسين

2014 / 10 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


لاشك أن المراقب للأحداث ومساجلات الوقائع اليومية ووتيرتها يرى جيداً أن الأمور تسير بشكل مبرمج إلى ماتم رسمه في كواليس ودهاليز الخارجية الأميركية ودكاكين الداخل العراقي من أبناء المكون السني من الذين تورطوا بالأجرام والأرهاب وتلطخت أياديهم بدماء الأبرياء والمدعومين بالمال والسلاح السعودي والقطري فضلاً عن الدعم المعنوي واللوجستي التركي ، وبدأت معه عمليات التمدد الداعشية بهيئة أذرع إخطبوطية تضرب هنا وهناك وتتوزع مناطق ومدن الشمال والشمال الغربي العراقي تؤازّرها وتعضّدها مجاميع إرهابية من عشائر سنّية بحجة أنّها ثورة العشائر في الغربية من العراق من المظلومين والمهمّشين ، ويقف ورائها شيوخاً من الغربية من أولائك الذين كانوا يضربون بالعشرة أصابع في قصاع الحكومة وأركان العملية السياسية أمثال علي حاتم سليمان وغيره ممّن على شاكلته منهم كثير ، وأولائك ليس لهم من فلسفة أومذهباً معيّناً يحرصون للدفاع عنه بقدر ماهم أرباب مصالح ومنافع ما أن تتهدد أوتكون مصالحهم ومنافعهم بخطر حتى توجهوا إلى ضفة أخرى جديدة بحجة المظلومية والتهميش ، وهكذا تمدد الداعشيون في محافظات أخرى غير الموصل وحصلوا فيها لهم على موطيء قدم وبدأوا فيها عمليات ذبح وإجلاء ونزوح للسكان من مناطق سكناهم ، وعند ذاك جاء الرد العراقي المتمثل بالحشد الشعبي للمتطوعين العراقيين للدفاع عن بلدهم فضلاً عن الجهد العسكري العراقي رغم إختراق المؤسسة العسكرية وخيانة أغلب قادتها ، ولولا متطوّعي الحشد الشعبي العراقي لكانت الخارطة السياسية المرسومة في دهاليز العمليات الأقليمية والخارجية الأميركية قد إتضحت معالمها وتبيّنت خطوطها ومن ثم تكون بعد ذلك واقعاً حقيقياً لامناص من الوقوف عنده والأقرار بأحقية أبناء تلك المناطق بحق تقرير مصيرها تكريساً للتقسيم والتجزئة والتي كانت الهدف الأساس والرئيس التي عملت وإشتغلت عليه كل القوى الأقليمية المتآمرة على العراق بمعونة خونة الداخل وأراذل السياسة من المكون السني وللأسف ، وما إن إنقلبت موازين القوى العسكرية على الأرض وتوالت الهزائم تترى لتلك المجاميع العشائرية الأرهابية والداعشية ، وبدأت عمليات إنحسارها على الأرض من مواقع مهمة كانت قد إحتلتها وجعلت منها موطيء قدم للأنطلاق منه لأماكن أخرى حتى دب الرعب في دوائر السياسة الأقليمية والأميركية على وجه خاص ، وبدأت مصالحهم تتهدد على إعتبار أن الأنتصارات على الأرض لابد ستجيّر لصالح الشيعة أوما دأبوا على تسميتها بالمليشيات الموالية لأيران ، وهنا سيكون لأيران نفوذاً أكبر من ذاك الذي كانت تخشاه الولايات المتحدة الأميركية ، وعند ذاك جاء السيناريو الأميركي الجديد بحجة الشرعية الدولية ومحاربة الأرهاب الذي بات الأميركان يثقفون عليه أنه لابد سيهدد كل دول أوربا والغرب وسيضرب كل مكان في العالم ، وهنا بدأت أميركا في الظاهر حشداً عالميا بحجة محاربة داعش ، ولكنها تستبطن حماية داعش وعملاء لها في الداخل وتقليص وتحجيم الدور الأيراني المتمثل بأعتقادها بقوة المليشيات الشيعية والتي كانت بمثابة الحشد الشعبي العراقي الكبير الذي جاء تلبية لنداء المرجعية الدينية العليا في الجهاد الكفائي دفاعاً عن البلاد ولدفع خطر الدواعش عن الآمنين في المناطق الغربية من الأقليات الدينية والقوميات العرقية الأخرى المتعايشة على مر الأزمنة والعصور مع العراقيين يتقاسمون معهم هواء العراق ومياه دجلة والفرات ، وهكذا تتضح يوماً بعد آخر معالم الأهداف الأميركية والأقليمية في العراق والمنطقة خصوصاً وأنهم مازالوا مصرّين على عدم التدخل برياً ، وهم بذات الوقت قد حددوا خطى وتحركات القطعات العراقية للجيش العراقي والمتطوعين على حد سواء بحجة السماح للنيران الصديقة بضرب أهدافها ، ولكن العلوم العسكرية باتت لاتخفى على أحد وأن العمل العسكري الجوي مهما كان قوياً وضارباً لم يحسم على مر الأزمنة والعصور الحديثة معركة على الأرض دون تدخل قوات على الأرض والأمساك بها ، وهذا يعطي بوضوح ملامح مخططات الدول الأقليمية بالتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية في تكريس التقسيم من خلال السير بخطى حثيثة لتشكيل قوات الحرس الوطني من متطوعي المحافظات السنية حصراً لتكون القوة الضاربة على الأرض بدلاً من الجيش العراقي ، وعند ذاك ستكون هي القوة الماسكة بالأرض ومن ثم تكريس الأنقسام ، وما داعش إلاّ ورقة ستمرر من خلالها هذه المخططات إن لم تتنبه الحكومة العراقية والتي هي ماضية وللأسف في أتون هذا المخطط بحجة أنها حكومة التوافقات والمشاركة الواسعة وإرساء عملية التوازن الحقيقي في هيكلة الدولة ومؤسساتها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نيويورك تايمز: صور غزة أبلغ من الكلمات في إقناع الآخرين بضرو


.. فريق العربية في غزة.. مراسلون أمام الكاميرا.. آباء وأمهات خل




.. تركيا تقرر وقف التجارة بشكل نهائي مع إسرائيل


.. عمدة لندن صادق خان يفوز بولاية ثالثة




.. لماذا أثارت نتائج الانتخابات البريطانية قلق بايدن؟