الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هي ساعات فقط لذبح الأكباش , ونواصل هوايتنا المفضلة بذبح حفدة إسماعيل ..

محمد بهى

2014 / 10 / 4
مواضيع وابحاث سياسية




هي ساعات فقط لذبح الأكباش , ونواصل هوايتنا المفضلة بذبح حفدة إسماعيل ..
قصة العيد لم تولد حبكتها مع الإسلام وإنما سبقته بكثير , وهي تحيل على مأساة رهيبة وتجربة ذاتية مؤلمة جمعت بين الإنسان إبراهيم وبين خالقه , لما طلب هذا الأخير مباشرة من نبيه إبراهيم أن يقدم له إبنه إسماعيل كذبيحة (في الرواية التوراتية إسماعيل كان قد سافر من مدة رفقة أمه هاجر وذهبا ليعيشا في مصر وبالتالي فالأمر يتعلق بإسحاق الذي ولد من سارة في مرحلة متأخرة أثناء شيخوخة الزوجين . ) .
شد الخليل الرحال مسافة أيام إلى الجبل وأعد كامل طقوس الأضحية في امتثال لأمر الله . لولا أن القصة أخذت انعطافة غير مرتقبة في اللحظة التي هم فيها بتنفيذ ما أمر به . فقد أراد الله أن ينقذ إسماعيل فافتداه مستبدلا إياه بكبش لا يشوبه أي عيب .
لكن إذا ما كانت الحكمة الأساسية من القصة في دلالتها التاريخية المباشرة تفيد بأنه لا يمكن لأحد أن يتخذ من الآدمي ذبيحة أو يتهدده في حياته حتى وإن كان ذلك بأمر من الخالق , وأن الله لم يقبل ولا أن يحل لنفسه هكذا قرار . فإن النزوع المتعاظم اليوم بين تيار واسع من المسلمين المحسوبين على الإيديولوجيا التكفيرية على امتداد الحاضنة المنتشرة بعموم خريطة العالم العربي الاسلامي , والمدعومين من عائدات البيترودولار , يمثل تحديا صريحا لمعاني هذه الحكمة . بتمجيد القتل الهمجي علانية واستهداف حياة الأبرياء والترهيب بواسطة التفجير والأحزمة الناسفة والذبح الشنيع والتمثيل بجثث المخالفين ... وتوثيق ذلك بالصوت والصورة برصيد جرائم المقترفين ضدا على كل الشرائع : الدنيوية والسماوية ..
لذا فما استمر تناقل الفقه التكفيري وتوارثه والترورج له بحصانة من المؤسسات الدينية الرسمية والغير الرسمية , ومن خلال البرامج الدراسية , فلا ينتظرن أحد أن نكون على مناعة من ذبح الآدميين من حفدة إبراهيم وابنه إسماعيل من بعدهما .
وما بقي الوضع على هذه الحال , فنحن لن ننعم أبدا بالراحة من أخبار الذبائح الأدمية ولو لمجرد ساعات نكون فيها متفرغين لتلك الفدية بواسطة أكباش ربانية . وفي أقصى الأحوال فنحن سنعود لأخبار ذبائحنا المفضلة من إخواننا الآدميين بمجرد الإنتهاء من ذبح الخرفان ؟
انتظرونا ...
هي ساعات فقط لذبح الأكباش , ونواصل هوايتنا المفضلة بذبح حفدة إسماعيل ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجبهة الشعبية الجديدة تعد -بالقطيعة التامة- مع سياسات ماكرو


.. كيف نتغلب على الحزن بعد وفاة شخص عزيز؟ • فرانس 24 / FRANCE 2




.. تحالفات وانقسامات وجبهات.. مشهد سياسي جديد في فرنسا


.. بعد اكتشاف -أسماء الفيل-.. هل للحيوانات وعي ومشاعر يجب مراعا




.. بايدن وزيلينسكي يوقعان اتفاقية أمنية مشتركة على هامش قمة الس