الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اسطورة 2014 الاله الوطن والعراق الزمن الى راسم المرواني

عبدالصمد السويلم

2014 / 10 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


لمني من وحشة العمر كما لمت النسمة عطر النرجس
في العراق عام 2014 عام اساطير متداخلة تفتح احداها على الاخرى بين حقائق واوهام وماض واحلام تكاد لاتتوقف وتكاد لاتنتهي، وعندما تشعر بالغربة والابتعاد والاستلاب عن نفسك وضياع الطريق وانك رغم انتسابك الى الله وهو اصلك ووطنك الحق فانك لاتجد في نفسك الا الحزن في الوقت الذي تدرك فيه انه كان عليك ان تكون فرحا بالله وتدرك معنى اليس الله بكاف عبده ،ورغم كل ذلك يجتاحك الخوف والضياع لتنهار في شك متصاعد من هزيمة تلو اخرى في مجزرة تلد اخرى جاء بها من جاؤنا بالذبح وجاؤنا بالنكح ولا تفوق من صدمة ودهشة وغيبوبة الاستسلام في تساؤل لما يحدث كل هذا؟ ولا تجد اجابة بل وتصطدم بانهم يمنعونك من التساؤل والاختيار ويحرمونك من النقد والقرار والذي يكاد ليصيبك الشلل لانهم سقوك استسقاء العبودية وساقوك الى الموت الحرية . في العراق الزمن الضائع والوطن السليب وانسان الهزيمة الذي سرقه الجميع لم يعد ثمة خيار الا الانتظار، حتى الهروب والمنفى اصبح غير مجديا لانك ستحمل العراق معك حيثما تذهب كنت على ثقة كبيرة ياصديقي المرواني وانا أرتدى معطفى فيما مضى الى المنفى الاختياري حين قررت ان ابدأ من جديد وان يولد اخر حيث انه لم يكن لدى شك فى الرحيل، لم يكن هناك أدنى مشكلة في الهجرة الى الابد الا أن ما اوقفنى ليس ما رأيته في المنفى بل الذى لم أراه... هل تفهمنى ياصديقي ؟ الذى لم أراه.... كان هناك فى هذه المدن المزدحمة كل شئ لا نهاية لها كان هناك كل شئ ولكن لم يكن لها نهاية او بداية ،ليست سوى متاهة وضياع جديد يضاف الى ضياع وغربة اخرى جديدة .ان الذى لم استطع أن اراه هو أين ينتهى كل هذا.... أين هي نهاية العالم واين هي البداية. لقد مرضت بمرض الحنين الى الوطن والنوستالجيا وخشيت ان لا اتمكن ابدا من العودة الى البيت.
خذ بيتي تلك الخربة المنهارة التي استاجرتها على سبيل المثال هناك بداية ونهاية انك تعرف بيوت مدينتنا 45 مترا من ما يحلو لي تسميها مغارة علي بابا ، لا أحد يشك فى هذا.... وعلى تلك 45 مترا .. تستطيع أن تؤلف إلى الابد... أنا أحب هذا استطيع أن أتعايش مع هذا ولكن عندما تضعنى على هذه السلالم في المطارات البعيدة اشعر بالاختناق لأرى أن المدينة عمارات بملايين الكيلومترات - وهذه هى الحقيقة- لا توجد نهاية لها... مدنا لا متناهية.... وإذا وجد كهفا ومغارة لا نهاية لها .. فانك لا تستطيع أن تكتب اي شيء يذكر انك فى هذه الحالة تجلس على الجانب الخطأ لان هذه المدن بيت الرب وليس لك فيها اي شيء لاتجد فيها اي وطن ياصديقي راسم ........... يا إلهى هل رأيت الشوارع؟!.. هناك الالاف منها كيف تعيش فيها كيف يمكن لك ان تنجح دون اختيار واحد؟ إمراة واحدة .. وبيت واحد وقطعة واحدة من الأرض تعيش فيها .. ومنظر واحد تطل عليه وطريقة واحدة تموت بها ، انه الخوف من ان كل هذا العالم سينهال عليك .. بدون أن تعرف أين ينتهى الا تخاف من الانهيار؟
من مجرد التفكير فى بشاعة الحياة فيها دون ان يكترث بك احد ودون ان تشارك احدا اي حزن او وهم ؟ لقد ولدت على هذهالارض و لقد مر العالم أمامى لقد كانت هنا في العراق امنيات ولكنها كانت قابلة للتحقق فى تلك الارض العراق عبرت عن سعادتك بالشعر على اوراق لها نهاية.... لقد تعلمت أن أحيا بهذه الطريقة بان اجد في الالم السعادة في انسانيتي وحريتي الافتراضية في صرختي( لا).
الارض العراق هي سفينة نجاة كبيرة جداً بالنسبة لى إنها إمراة جميلة جداًو رحلة طويلة جداً انها عطراً شديد التأثير.... إنها موسيقى، انها الشعر .. لا أعرف كيف أكتبها فيما لو غادرت ذلك المركب ،انا لا أستطيع أن اغادر العراق ....من الافضل أن اموت واذبح عن أن اغادر السفينة. حيث ولدت وحيث وجدن انسانيتي وحريتي ولان الله هو الملاذ والوطن الحق والعراق هو الزمن .... وبعد كل شئ أنا لم أوجد أبداً.لم اولد بعد لكني ساكون في كل شيء جميل في كل حب وفي كل قلب و.في كل انسان .. انت استثناء يا صديقي المرواني .... أنك الوحيد الذى يعرف إننى هنا غير قابل للموت بالذبح لانه سابعث عنقاءا تولد من الجحيم ،أنت ياصديقي من القلة الذين يدركون ذلك ومن الافضل أن تعتاد على هذا المصير وان تتوقف عن الهرب ..... اغفر لى يا صديقى ولكنى لن أترك السفينة الوطن العراق !!
لفني الوجد واضناني النوى كفراش ليس يدري مابه
عبدالصمد السويلم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -