الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المفاوضات من اديس ابابا الى موسكو

كور متيوك انيار

2014 / 10 / 6
السياسة والعلاقات الدولية


المفاوضات من اديس ابابا الى موسكو

كور متيوك
صنع السلام ليس بالامر اليسير وهذا لايعني إن تحقيقها عسيراً فقط الامر يحتاج الى إرادة ، إرادة نكران الذات السلطوية الانانية ، إرادة لرؤية معاناة الشعب وهو يوجه بصره واذنيه الى اديس ابابا ومن ثم الى بحر دار ، يتابع بقلق شديد حشرجة اصوات احزاب سياسية عفى عليها الدهر ، وهم يتذمرون لعدم إرسال طائرة لتقلهم الى مقر المفاوضات ، والمواطن يبتسم عندما يعودون بخفي حنين يلطمون الخدود من بحر دار ، و يندبون سوء الطالع ، ويعاودون من جديد القرع على طبول التطبيل والتقبيل .
تاريخ السياسة الحزبية الافريقية مليئة بتجارب غير مشرفة من احزاب تريد إن تشارك في السلطة بغطاء المعارضة وهذا امر لايمكن إن يتحقق ابداً ، لقد تابعنا كيف إن تلك الاحزاب والتي تعتقد في دول الايقاد الطفولة السياسية حتى لاتدرك وتعرف ماذا تم ؟ وكيف حاولوا إقصاء د. لام اكول من قيادة الاحزاب المعارضة ، ولماذا لم يصل اكول الى بحر دار بينما وصلوا هم رغم إنهم غير مرحب بهم ، إن تلك الاحزاب التي حاولت إن تسقي الحركة الشعبية التغيير الديمقراطي وبقية الاحزاب المعارضة من مياه المجارير سيشربون يوماً ما ، نفس القذارة .
لقد قطع اطراف الصراع مسافة كبيرة في اتجاههم نحو التوقيع على اتفاقية للسلام ينهي هذا الحرب ، ومع اقتراب المفاوضات من النهايات السعيدة بدأنا نسمع النغمة القديمة بإن الايقاد ووسطائها غير محايدين ويفتقدون الخبرة الكافية لإدارة المفاوضات والوصول به الى بر الامان ، وهذا لامر يدعوا للدهشة والاستغراب ، ايعقل إن يكون كل العالم لم يلاحظ المقدرات والمؤهلات التي يتمتع به الوسطاء لادارة مثل هذه القضية ؟ ايعقل إن دول الايقاد ومؤسساتها الراسخة لم تلاحظ وتنتبه لذلك ؟ ايعقل إن يقبل الصين بسفير مثل مسفين وهو لايتمتع بالقدرات الدبلوماسية والسياسية الكافية ليدير العلاقات الاثيوبية الصينية ؟ ايعقل إن دولة مثل اثيوبية ومؤسساتها الحكومية والتي تعود جذورها الى الاف السنين ما قبل الميلاد لم يلاحظ ذلك عندما سبق واختارت مسفين وزيراً للخارجية ؟ إن جاز للحكومة التشكيك في مؤهلات سيوم مسفين كبير الوسطاء فيمكن القول ايضاً ربما إن بعض مفاوضي الحكومة والتمرد ابعد من إن يفهموا مسفين لمؤهلاته العالية جداً بالمقارنة بهم ! مبررات الحكومة لايصدق حول رغبتها في نقل المفاوضات الى كينيا .
ليس هناك مؤسسة افريقية او عالمية يمكن إن يلعب دوراً اساسياً في التوصل الى اتفاق للسلام خلاف الايقاد فهي تعرف الوضع السياسي والاقتصادي والامني الجنوبي اكثر من اي جهة اخرى وتضاريسها لذلك الايقاد لعبت دوراً رئيسياً في التوصل الى اتفاق السلام الشامل في العام 2005م ، وتستطيع إن تلعب نفس الدور مجدداً ، اثيوبيا كذلك تتمتع بالثقل الدبلوماسي افريقياً وعالمياً واقليمياً يجعل من استضافتها للمفاوضات موضوعياً ويساعد ذلك في ممارسة المزيد من الضغوط على اطراف الصراع للتوقيع على الاتفاق بدلاً من اللعب على اوتار الزمن ، مهما كان الشخص الوسيط ومهما كان الدولة المستضيفة للمفاوضات فإن الاتفاق في النهاية لن يلبي رغبات وطموحات الحكومة والتمرد لذلك عليهم تقديم تنازلات فيما يخص صلاحيات الرئيس ورئيس الوزراء من اجل إنهاء الحرب بدلاً من توجيه اصابع الاتهام الى دول لم تكن هي من سببت الحرب بل تدخلت عندما رفض النخب الحاكمة الاستماع لاصوات السلام والتهدئة .
استغرب جداً من المطالبة بتحويل مقر المفاوضات الى كينيا وكأنه خارج كوكبنا هذا ، إن كان امريكا تستطيع الضغط على اثيوبيا ووسطائها فهي تستطيع ايضاً في كينيا وتستطيع في اي مكان اخر في هذا الكوكب دون اي رادع حتى لو في الصين ، يجب إن ينظر لقضايا الشعوب والاوطان بواقعية وليس بالخيال والترغب .
لن يغير شيء من مواقف امريكا او ضغوطها على اطراف الصراع حتى يتوصلوا لاتفاق للسلام والذي هي مطلب شعبي ايضاً قبل إن تكون مصلحة امريكية وترويكية ، بدلاً من المطالبة بنقل مقر المفاوضات الى كينيا فالافضل إن تكون في موسكو العدو اللدود والتاريخي لامريكا ، ويرأس فريق الوسطاء وزير خارجيتها سيرغي لافروف واستطيع التاكيد إن شيئاً لن يتغير ، ولن يستطيع موسكو فعل شيء ، يجب إن نترك التمنيات والوليديات وننخرط في المؤسسات الدولية والنظام العالمي كدولة يتحمل مسؤولياتها الاقليمية والمحلية والدولية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تسعى إسرائيل لـ-محو- غزة عن الخريطة فعلا؟| مسائية


.. زيلينسكي: الغرب يخشى هزيمة روسية في الحرب ولا يريد لكييف أن




.. جيروزاليم بوست: نتنياهو المدرج الأول على قائمة مسؤولين ألحقو


.. تقارير بريطانية: هجوم بصاروخ على ناقلة نفط ترفع علم بنما جنو




.. مشاهد من وداع شهيد جنين إسلام خمايسة