الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دق طبول الحرب العالمية بين داعش وجاعش عمليا

ئازاد توفي

2014 / 10 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


دق طبول الحرب العالمية بين داعش وجاعش عمليا
على صعيد عرفة في مكة المكرمة, تم رفع راية " داعش" رسميا من قبل حجاج بيت العتيق عند أداء أهم شعيرة وهو الوقوف في عرفة يوم الجمعة المصادف 3/10/2014, إيذانا بالأعتراف عالميا بدولة الخلافة في العراق والشام وفي نفس اليوم تمت البيعة من قبل أعتى وأشرس فصيل متطرف في العالم وهي حركة طالبان في أفغانستان لداعش ونحن نترقب الأعتراف بها من قبل القاعدة التنظيم الأم لداعش بعد أيام العيد, كل هذه التطورات تنبؤ الى حدوث تحولات خطيرة في ميدان المواجهة في العراق والشام.
صحيح إن المملكة تحاول الخروج من الأزمة على أنها بريئة من هذا التنظيم المدمر ونفس الحالة بعض دول الخليج الاخرى كقطر والإمارات والكويت والدخول في بعض الفعاليات الجوية الحربية في الحلف الغربي, لكن أي سياسي بسيط أو المتابع لشؤون المنطقة يعلم جيدا أن السعودية والقطر وبعض الدول الخليجية الأخرى ضالعين في تقوية وتمويل داعش وبشكل قطعي ورسمي خصوصا بعد إعلاء راية دولة الخلافة على صعيد عرفة رغم إنكار هذه الدول لهذا الموقف علما أته تم ذلك بموافقتهم الغير المباشرة أو الضمنية في هذا الحدث.
ومن وجهة نظري الشخصية لا أشك أبدا في تمويل التنظيم حتى من المبالغ والربح التجاري والتي تقدر ب 8 مليار دولار لهذا الموسم في الحج أن تحول كلها أو معظم الريع الى دولة البغدادي من قبل مملكة السعودية وهذا الأمر مفروغ منه.
علينا أن نبحث عن جذور المشكلة في هذا. الإصطدام الدموي في العراق وسوريا, حيث كان في الأساس داعش عبارة عن تنظيم إسلامي بسيط في العراق يسمى ب أنصار الدولة الإسلامية في العراق وكان مؤلفا من بعض شراذمة من الجيش العراقي السابق ومن البعثيين وأنصاره الذين فقدوا الحكم في العراق. وكانوا يقاتلون الجيش الأمريكي المحتل في العراق بين آونة وأخرى الى أن قتل زعيمهم أبو بكر البغدادي وتم تعين أبو عمر البغدادي بدلا منه ليتولى إدارة التنظيم بعده.
لأيران دور كبير في هذا القتال أو النزاع الدموي في العرق وسوريا, فبعد سقوط بغداد في نيسان 2003, وتم تعين حاكم من قبل الإحتلال لأدارة دولة فرغت تماما من أية ملامح تستطيع أن تنهض بمهامها ولو كأية دولة بسيطة, وظهور قوى وأحزاب في الساحة العراقية السياسية وللأسف معظمها شيعية وأسلامية كانت تقاتل الحكومة العراقية بدعم إيراني وبتوجيه من قادة عسكريين إيرانيين لكن بأسماء عراقية شيعية صرفة كحزب الدعوة, تنظيم بدر, مليشيات تابعة لحزب الفضيلة, تأسيس جيش المهدي من قبل مقتدى الصدر لاحقا, تأسيس حزب الله العراقي, ومليشيات عصائب أهل الحق لاحقا والمنشقة عن التيار الصدري ظاهريا وبعض الميلشيات الاخرى والتي تدربت كلها على يد الحرس الثوري الأيراني كأمتياز طائفي بحت لهذه الميليشيات, وتدريجيا قامت هذه الميلشيات بالسيطرة على الشارع العراقي ودخول قادتها معترك السياسي لإدارة دفة البلاد ونعومة تعامل امريكا معهم والأنصياع لهم في كثير من الأوقات وذلك لإنشغال معظم القوات الأمريكية والغربية لمقاتلة التنظيمات السنية المستحدثة من قبل المكون السني لمقاتلة أمريكا لإزاحتهم من الحكم على العراق, ودخلت الدولة في صراع طائفي مرير عام 2006 خصوصا بعد تفجير مرقدي الإمامين العسكريين في سامراء, حيث الأدلة والبراهين كلها كانت تشير الى ضلوع أيران في تفجيرها لخلق نزاع دموي وطائفي بين المكونين في العراق.
الحالة وصلت الى درجة كان يقتل من يحمل أسم عمر أوعلي من قبل الجهتين, ولعبت أيران دورا مدمرا في المنطقة, حيث لم تتوان في دعم حزب الله في لبنان بحيث أصبحت لبنان دولة ضعيفة جدا في المنطقة بسبب حزب الله والى هذا اليوم, من دعم كامل لبشار الأسد في سوريا, إلى تحريك الحوثيين في اليمن, والتدخل في الشؤون الخليجية عن طريق إستغلال الشيعة القاطنين في هذه الدول, ودعم الإرهاب في أفغانستان, وكل هذا من أجل حلم لازوردي في إقامة مد شيعي أوما يسمى بالهلال الشيعي يمتد من إيران والى سواحل البحر المتوسط وجنوبا الى اليمن.
تفكير شيطاني خبيث على خارطة المنطقة من قبل أيران, بالتزامن مع أنشطتها وتجاربها النووية, أدت الى حالة أزعجت الغرب من تصرفاتها المريبة والعلنية في نفس الوقت, الى أن حان الوقت الملائم لشعوب المنطقة للقيام بثورة الربيع العربي وكانت الفرصة الذهبية المواتية لأيران في التدخل مباشرة في شؤون هذه الدول المنتفضة, وبالتوازي لبعض التيارات السلفية الراديكالية الأسلامية من الأستفادة من الوضع المزري لهذه الدول المنتفضة على حكامها من تأسيس التنظيمات العسكرية السلفية الأرهابية ومما أتاح لهذه التنظيمات من نشر الأفكار ومعتقدات ما تسمى بالوهابية وحركات جهادية كتنظيم القاعدة, والتي اثرت بشكل مباشر على عقل العربي المسلم من جهة, وكذلك الحركات الشيعية التي أثرت سلبا على ما تقوم بها في المنطقة وبالأخص في العراق وعلى المكون السني من جهة أخرى وكذلك تعظيم الشعائر الحسينية المبالغة جدا في العراق وإيران ومفاضلتها على بعض شعائر الأسلام ومقدساتها كمناسك الحج والعمرة ومكانة الكعبة في الإسلام.
تدريجيا دخلت المنطقة في صراع أيديولوجي مذهبي صرف, بالاخص في سوريا وانطلقت شرارة المنطقة من درعا ومن قبل القبائل والعشائر السنية المناهضة للحكم العلوي, وهنا تدخلت إيران بقوة في المعركة وبشكل مباشر, وتم إقحام حزب الله أيضا مباشرة في الحرب بالأضافة الى مشاركة كل الفصائل والميليشيات الشيعية في الدخول الى الحرب لمساندة بشار الأسد الى جانب إيران وحزب الله.
في الحالة السورية أمتعض العرب من الوضع في سوريا بالأخص من قبل المكون السني في كل دول الخليج ومصر وبعض الدول الأخرى ولم يدخروا جهدا في دعم الفصائل الثائرة بالمال والسلاح ضد سوريا وإيران وأصبحت سويا ساحة حرب بالنيابة بين الدول الخليجية السنية وأيران وحليفاتها, وانتعشت الفصائل السلفية والوهابية والتنظيمات المتطرفة في سوريا بشكل ملحوظ وسريع كداعش, جبهة النصرة وتنظيم القاعدة ووصلت الى مرحلة لهذه الفصائل أن تمسك مدن ومناطق كبيرة بالقتال وأصبحت تحت سيطرتها, حيث السعودية وقطر من أهم دولتين التي مولت التنظيمات الأسلامية المتشددة.
وفي العراق, وحيث المالكي المتخبط في الأزمات مع المكونات الأخرى والشريكة معه في الحكم وفق المحاصصة الطائفية, حاول وبكل قوة تطهير الجيش العراقي من المكونات الاخرى في العراق وجعلها جيش شيعي طائفي بأمتياز, واقصى المكونات الأخرى من الحكم وتم تهميش المكون السني والذي أصلا يكافح من أجل نيل حقوق المواطنة من الحكم الشيعي بقيادة المالكي,وتهميش الكورد في المعادلة وبشكل تدريجي وممنهج من قبل إيران, والدخول في دعم بشار الأسد, جعل من الدولة العراقية على حافة الأنهيار والتقسيم, الى أن وقعت المأساة بسقوط أكبر المدن العراقية ولمدة 72 ساعة بيد تنظيم الدولة الأسلامية وتعاطف السكان المحليين معهم بسبب طيش الميليشيات الشيعية وقتل السنة المستمر, نجح التنظيم من السيطرة على ثلث مساحة العراق حيث التنظيم كان يدك معاقل الشيعة على مشارف بغداد العاصمة.
معظم سلاح الجيش السوري والعراقي بيد داعش وثلث الدولة السورية واكثر من الثلث للدولة العراقية تحت حكم الخلافة للدولة الاسلامية ودعم مالي وعسكري كامل من قطر وبعض دول الخليج المناهضة لأيران, وتحالف دولي غربي عالمي بقيادة أمريكا ضد دولة الخلافة, دخول الشعب الكوردي في حرب من أجل الوجود على أرضها, دعم كامل وبشكل علني من الحكم الأسلامي في تركيا لداعش, فشل المفاوضات النووية بين الغرب و إيران, رفع راية دولة الخلافة على صعيد عرفة و إنضمام معظم الفصائل المتشددة الى دولة الخلافة و آخرها حركة طالبان, لقد عزم الطرفين على دق طبول الحرب العالمية !!!
أيران ستدمر المنطقة برمتها وستحولها الى جحيم, سينسى المؤرخون الحديث عن الحرب العالميتين السابقتين بقدر ما سيكتبون عن هذه الحرب الشنيعة.
كثيرا ما نردد نظرية للعالم الفيزيائي نيوتن ( لكل فعل رد فعل يساويه في المقدار ويعاكسه في الإتجاه), لقد نجحت إيران من خوض التجارب النووية وربما وصلت الى إنتاج القنبلة وتمتلكها حاليا وهذا ما أتوقعه حاليا وعاندت الغرب المتطور والمتحكم بالعالم و فشلت من مسايرتهم, فشلت من إقامة الهلال أو المد المزعوم للشيعة, فشلت من التاثير على دول الخليج العربي والتي مجتمعة مع التحالف الغربي جراء سياساتها, فشلت من تدمير المكون السني والمذهب السني في العراق, فشلت من المحافظة على المكون الشيعي في العراق وأستغلها بشكل جشع من أجل مطامعها, فشلت من إرساء تعاليم العقيدة الجعفرية في العالم الإسلامي, وفشلت في إرساء كلمة المقاومة على حزب الله وإستغلالها لتجييش عواطف القومية العربية ضد إسرائيل,نعم, باتت إيران تمضي قدما في مخططاتها اللا إنسانية في المنطقة وبالأخص في العراق وسوريا.
وفكرة الهلال الشيعي لم تعد لها وجود لكي نسميها مستقبلا ب (جاعش) أي الجمهورية الإسلامية في العراق والشام, والتي ظهرت على أنقاض هذا الحلم الشيعي (داعش) دولة الإسلامية في العراق والشام أو دولة الخلافة.
والغريب في الأمر وقوع المكون العربي الشيعي في فخ فتوى الجهاد الوقائي أو الكفائي من قبل المرجع آية الله السيستاني والذي هو اللاعب الأساسي في نظرية المد الشيعي, بل من الذين يؤيدون بشدة نظرية المد الشيعي ولو بشكل خفي, وكذلك تصديقهم للمالكي وبقية البيادق الإيرانية في العراق, والأغرب من كل ما ذكر عدم وعي أو الاحساس من قبل هذا المكون بأن أصبحوا وقودا وحطبا من أجل إيران ومخططاتها الدموية وعلى يد مرجعهم الحالي والقادة الحاليين والذين يعملون بأمرة القيادة الإيرانية وتجييشهم ضمن الميليشيات المتطرفة لمواجهة عدوهم الشرس (داعش).
يخطىْ من يظن أن أمريكا أخطأت عندما شجعت الإخوان على صعود الكرسي في كل من تونس ومصر, هذا السيناريو كان منسجما تماما مع المخططات الغربية, ويخطىء من يظن أن أمريكا تحاول إدخال تركيا الى صفها في الحرب ضد داعش, وأمريكا على علم تام بما تفعله قطر والسعودية من دعم هذا الإرهاب المتشدد, والخطأ الاكبر من يظن أن كلمة جورج بوش الأب ومقولته ( ذاهبون الى الحرب من أجل شرق أوسط جديد ) قبل الشروع في حرب عاصفة الصحراء ضد صدام حسين عام 1991 , ومخطط بايدن العجيب لتفتيت المنطقة كان مجرد صدفة .
نعم, فكرة قاتلة من إيران, ونعرة مدمرة من عرب الصحراء ستدمر المنطقة في القريب عاجل, دول أصبحت من الركام والحطام كسوريا والعراق على بحار من النفط , شعوب جديدة وأعلام جديدة و أوطان جديدة ستظهر للوجود, حرب عالمية قادمة ستقتل ملايين من البشر بأسم الله الواحد الأحد, والدب الروسي في سبات بعد وعود من إهدائها بجرة عسل شرق أوسطية, لا ضير في الضمير الغربي من تفريغ مخازن الأسلحة والصواريخ القديمة على المنطقة بحجة محاربة الإرهاب بعد ما نجحت ويسرت من تفريغ دولها من الأرواح النجسة المرهبة وتحويل أنظارها الى تعضيد دولة الخلافة في الشرق الأوسخ على الأرض
داعش وجاعش نفس الأسم ونفس المعنى ولكن لأهداف متعاكسة (سنة وشيعة)
والغرب المستفيد الاول والاخير من خيرات وريع الذهب الأسود في المنطقة , وكل هذه الحرب القذرة من أجل ضمان الحصول والسيطرة على الاحتياطي المتبقي من النفط العالمي...
لقد تم غرس راية الحرب في جبل عرفة وإعلان عالمي ومن أرض الحرمين وعلى مرمى بصر العالم من قبل داعش, وببث حي ومباشر الى كل أصقاع الأرض, وبالمقابل تم الإستعداد للحرب أيضا من ولاية الفقيه في خطبة صلاة العيد في قم المقدسة وطهران منبع المد الشيعي وأعلان الدخول الى العراق لحماية الرموز والمقدسات الإسلامية من قبل جاعش و دق طبول الحرب
AZAD TOVI ( آزاد توفي)














التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خبراء عسكريون أميركيون: ضغوط واشنطن ضد هجوم إسرائيلي واسع بر


.. غزة رمز العزة.. وقفات ليلية تضامنا مع غزة في فاس بالمغرب




.. مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة مدنية شمال غرب مدينة رفح جنوب ق


.. مدير مكتب الجزيرة في فلسطين يرصد تطورات المعارك في قطاع غزة




.. بايدن يصف ترمب بـ -الخاسر-