الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أتخنقنا

لبنى حسن

2005 / 8 / 21
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


بالرغم من عدم إعجابي بمواقف واجهة حزب الوفد دنعمان جمعة إلا أن الحزب كان موفقا للغاية في استخدام شعار "أتخنقنا " لدعايته الانتخابية فنحن بالفعل أتخنقنا من شدة الحصار الإعلامي و كثرة لافتات التأييد لمبارك من شركات القطاع العام و مديريات التعليم و الأجهزة المحلية مستخدمين ملايين الجنيهات من الأموال العامة تماما كجريدة الأهرام التي ركزت في يوم بدء الحملات الانتخابية و في صفحتها الأولى على نشر برنامج مبارك الانتخابي تفصيليا دون غيرة من المرشحين, و أتخنقنا من اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية التي تكرس جهودها لضمان تثبيت مبارك في الحكم فتارة ترفض أي شكل من أشكال مراقبة الانتخابات، فلا رقابة دولية و لا محلية من قبل منظمات المجتمع المدني أو الإعلاميين أو وكلاء المرشحين و تارة تعلن عدم إعطاء صور رسمية من جداول الفرز إلي ممثلي المرشحين و ترك الحرية للناخب في غمس أصبعه في الحبر الفسفوري من عدمه, وكأن التزوير مبدأ و النية مبيتة و السيناريو جاهز و لا ينقص سوى كلمة أكشن ليبدأ التصفيق و التهليل لرامبو بطل العرض, حامى حمى الفساد و قاهر العباد.

أطل علينا رئيسنا المفدى - محاولا أن يتحدث كمرشح – في ما يسمى بداية حملته الانتخابية عبر قناة دريم التي قامت بجدارة بدور البديل للأعلام الحكومي المتحدث باسم الحزب الحاكم, فقد حرصت في الأسابيع الأخيرة على الحد من الحديث عن حزب الوفد و التعتيم التام على حزب الغد , حيث اصبح تعاطف الشعب مع مرشحه و ازدياد جماهيريته خاصة بعد تحالف طلعت السادات معه مصدر قلق للنظام, لذا فقد ركزت المحطة في الآونة الأخيرة من خلال برنامج السهرة "العاشرة مساء" على استضافة مرشحين الأحزاب الصغيرة فقط -التي يطلق عليها أحزاب بئر السلم- و التي استخدمتهم الإعلامية منى الشاذلي ببراعة لخدمة الحزب الحاكم و المساهمة بشكل غير مباشر في دعاية مبارك حيث استدرجتهم لاستعراض ضعفهم و جهلهم و غياب نظرتهم المستقبلية و قدمتهم على انهم المتاح على الساحة حتى يؤمن المشاهد و يبصم بالعشرة انه لا يوجد في البلاد أحسن من قامع العباد و يتأكد انه لولا تعطف مبارك علينا و تواضعه و تنازله ليحكمنا لكنا أصبحنا في خبر كان أو على الأقل أخر توهان, فقد أطل علينا بنيولوك ,شعر مكوي و صبغة فحم و تخلى عن رابطة عنقه في محاولة ليبدوا اكثر شبابا او ربما تطورا! و راح يقرأ من ورقة كالعادة كلام معسول عام ومطاط تغلب عليه التعبيرات البلاغية و الإنشائية موضحا طموحات و آمال برنامجه الانتخابي في الإصلاح الذي سيسعى لتحقيقه في الفترة الخامسة و لكن لم يوضح لنا ماذا جد علينا أو بالأحرى عليه و على حزبه لينجح في تنفيذ ما فشل في تحقيقه على مدار ربع قرن من الزمان, بل و لأكون أكثر واقعية الم تكن هذه المشكلات و التداعيات التي يود علاجها في الفترة التالية نتيجة إدارته و طاقمه؟ و هل مازال يحتاج بعد أربع مدد رئاسية أن يستهل خطابه بإعلانه العمل على كسب ثقة أفراد الشعب الذي جرب وعودة السابقة من توفير الآلاف من فرص العمل و القضاء على الفساد - الذي وصل في عصره للبلعوم- إلي إلغاء عقوبة حبس الصحفيين و ضمان المساواة بين المرشحين؟!! لقد ركز خطابة على أركان أساسية و بديهية كان من المفترض أنها تتوافر في اى دولة بعد 24 سنه من حكم "الاستقرار و الحكمة" كتعزيز دور البرلمان في المراقبة‏‏ ومساءلة الحكومة وتعزيز الصلاحيات التنفيذية والرقابية للمحليات‏ و أهمية مظلة التأمين الصحي لكل فرد‏ و وتقنين العشوائيات ومدها بالمياه‏,‏ والصرف الصحي‏,‏ والكهرباء‏,‏ والمدارس – احتياجات أساسية للإنسان - و تعهد للطبقة الوسطي بزيادة دخلها‏,‏ وتلبية" طموحاتها " في امتلاك مسكن لائق بأسعار معقولة.

خطابة في مضمونه يعنى أننا في حاجة لنبدأ من الصفر و كأننا دولة صغيرة ناشئة!! و طبعا لم ينس الرئيس تذكرنا بالأمان الذي نعمنا به في فترة حكمه المديدة و كأن لا إرهاب ضربنا و لا قمع طالنا و لا معتقلات و تعذيب أوجعت قلوبنا , كما لم ينس مخرج البث التلفزيوني التركيز بالكاميرا (زووم) على جمال مبارك ليملئ لنا الشاشة بوجهه المبشر على طريقة نادين لبكى مخرجة كليبات نانسى عجرم, فلعل و عسى, فقد يفلح تكرار تجربتها مع نجل الرئيس في إيقاع الشعب في غرامه كما حدث مع " أخاصمك آه اسيبك لأ"!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صاروخ باليستي روسي يستهدف ميناء أوديسا


.. ما فاعلية سلاح الصواريخ والهاون التي تستخدمه القسام في قصف م




.. مراسل الجزيرة يرصد آثار القصف الإسرائيلي على منزل في حي الشي


.. خفر السواحل الصيني يطارد سفينة فلبينية في منطقة بحرية متنازع




.. كيف استغل ترمب الاحتجاجات الجامعية الأميركية؟