الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


منظومة الحرس الوطني كما جاءت في وثيقة الاتفاق السياسي

أياد السماوي

2014 / 10 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


مصادر سياسية تؤكد أنّ رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي قد نفى بشكل قاطع علمه بوجود مشروع قانون الحرس الوطني الذي عرضته وسائل الإعلام العراقية , وأكدّ أنّ لا صحة إطلاقا لما تداولته وسائل الإعلام عن مشروع هذا القانون ولم تجري أي مناقشات له في اجتماعات مجلس الوزراء , وكان الأجدر بمجلس الوزراء أن ينفي بشكل رسمي ما تسرّب لوسائل الإعلام عن نص مشروع هذا القانون الذي خلق صدمة عنيفة في الشارع العراقي , لكنّ مثل هذا النفي لم يصدر حتى هذه اللحظة .
ويهمنا أن نعرض للقارئ الكريم نص الفقرتين خامسا وسادسا في وثيقة الاتفاق السياسي التي وقّعتها الكتل السياسية عند تشكيل حكومة السيد حيدر العبادي , فالفقرة خامسا تنص على (( إعادة النظر في إدارة الملف الأمني بما يتفق مع الدستور ويضمن إعادة القوات المسلّحة ورفع كفاءتها المهنية وأن تكون ممثلة لجميع مكوّنات الشعب العراقي , وتوفير الآليات والتشكيلات التي تتيح الفرصة لجميع أبناء الشعب العراقي في الإسهام بتحرير المدن والمحافظات التي سيطرت عليها الجماعات الإرهابية , واستعادة سيادة الدولة الاتحادية عليها وبسط الأمن والاستقرار فيها وتقنين عمل الأجهزة الأمنية وجهاز المخابرات وجهاز مكافحة الإرهاب حسب ما نصّت عليه المادة 84 من الدستور وتحديد آليات جديدة في الإدارة الأمنية في المحافظات بما ينسجم مع الدستور ومشروع المصالحة الوطنية ومحاربة الإرهاب مع مراعاة الظروف الخاصة بكل محافظة )) , أما الفقرة سادسا فقد نصّت على (( إنطلاقا مما ورد في الفقرة السابقة , يتمّ تطوير تجربة الحشد الشعبي والعمل على جعلها ذات بعد وطني مقنن يخدم عملية المصالحة الوطنية وذلك بتشكيل منظومة الحرس الوطني من أبناء كل محافظة كقوة رديفة للجيش والشرطة لها مهام محددة ومستوى تسليح وتجهيز محدد بهدف جعلها العمود الأساس في إدارة الملف الأمني بالمحافظات من حيث القيادة والسيطرة , ويتمّ من خلالها تحشيد طاقات الشعب العراقي كقوة فاعلة تختص بأمن المحافظات وتقوم باسناد الجيش الوطني كقوة احتياطية عند الحاجة )) .
فالأساس في فكرة إنشاء منظومة الحرس الوطني هي لتطوير تجربة الحشد الشعبي وجعلها ذات بعد وطني مقنن وقوة رديفة للجيش والشرطة , بعد أن أثبتت قوات الحشد الشعبي بطولة وتضحية نادرتين في التصدي لهجمة الإرهاب الذي قادته داعش وبقايا البعث المجرم في محافظات ومدن الغرب العراقي , وقدّمت قوافل من الشهداء دفاعل عن الوطن والمقدّسات والأعراض وفي سبيل صدّ وإيقاف زحفها على بغداد وإسقاط النظام القائم فيها , بعد أن سقطت كل محافظات ومدن الغرب العراقي السنّي وبالتعاون والتنسيق مع أبناء وعشائر هذه المحافظات التي هلهلت ورقصت وبايعت داعش المجرمة وأخواتها من عصابات القتل والإرهاب , وليس كما يطالب به المكوّن السنّي بتشكيل هذه القوات من بقايا جيش النظام السابق وأجهزته الأمنية المجرمة ومن وقف مع داعش والبعث وقاتل وبايع معهم وارتكب الجرائم البشعة تحت رايتهم .
فهؤلاء جميعا لا يمكن أن يكونوا ضمن هذه التشكيلات ولا يمكن تحت أي ظرف تسليمهم قيادة الملف الأمني كما إنّ تشكيل هذه القوات يجب أن يكون تحت إشراف وإمرة القيادة العامة للقوات المسلّحة ووزارة الدفاع العراقية , وليس تحت إمرة أي جهة أخرى , ويراعى عند تشكيلها من وقف وساند وقاتل مع القوات المسلّحة العراقية في حربها ضد الإرهاب الداعشي , وليس كما يحلم البعض بتأهيل وإعادة البعث المجرم إلى الجيش والقوات الأمنية , وأي تشكيلات تتشّكل تحت هذا المسمى أو تلتحق به يجب أن تخضع بالكامل لقرارات القيادة العامة للقوات المسلّحة , وأن يكون التعامل معها كرديف للجيش العراقي , كما إنّ تسليح هذه القوات يكون حصريا من خلال وزارة الدفاع العراقية , ويجب أن لا يشمل أي سلاح ثقيل أو طائرات عمودية أو مقاتلة , وأن لا تتصدى للقوات المسلّحة العراقية من حيث تواجدها في أي بقعة من أرض العراق , فهذا هو شكل قوات الحرس الوطني التي وردت في وثيقة الاتفاق السياسي , وليس كما تسرّب في نص مشروع قانون الحرس الوطني السيئ الذكر .
أياد السماوي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أوضاع مقلقة لتونس في حرية الصحافة


.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين: ماذا حدث في جامعة كاليفورنيا الأ




.. احتجاجات طلابية مؤيدة للفلسطينيين: هل ألقت كلمة بايدن الزيت


.. بانتظار رد حماس.. استمرار ضغوط عائلات الرهائن على حكومة الحر




.. الإكوادور: غواياكيل مرتع المافيا • فرانس 24 / FRANCE 24