الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تعتقد تركيا ان وقوفها على التل اسلم؟

عبدالله جاسم ريكاني

2014 / 10 / 8
مواضيع وابحاث سياسية



على الرغم من المقاومة الباسلة التي يبديها مجاهدي كوباني و القصف المتجدد لطائرات التحالف الدولي على مواقع إرهابي الدولة الاسلامية، فإن إحتمال سقوط كوباني الباسلة، بيد إرهابي هذه الدولة بات غير مستبعد. و الكل يتوقع مجزرة من النوع الذي اعتاد العالم على رؤيتها، عندما تسقط منطقة ما بأيدي هؤلاء.
لقد تقطعت سبل الامدادات عن مجاهدي كوباني من الجهات الثلاث التي تسيطر عليها الدولة الاسلامية، و الجهة الرابعة على الحدود التركية، محاطة و محروسة بكثافة من قبل الجيش التركي، و يمنع مرور اي شئ منها، بإستثناء ما قد تحتاجه دولة تركيا الاسلامية!!
لقد سمحت تركيا لحد الان بعبور حوالي 180000 لاجئ من كوباني المجاهدة الى داخل تركيا، و لكنها بالمقابل، منعت المقاتلين الكورد من شمال و غرب كوردستان من العودة الى كوباني للدفاع عنها، و لكنها لم تمنع عبور الالاف من الارهابيين الى سوريا و العراق طيلة السنوات الثلاث الماضية. هذا التصرف المشوّش و الغريب من قبل الحكومة التركية، خلق حالة من الغضب و الاحباط بين الكورد في كل أجزاء كوردستان برمّتها.
كما ان الصحفيين و المراقبين في منطقة القتال، يتساءلون عن الخطة او بالأحرى اللعبة التركية المرتقبة. لماذا لا تقوم الدبابات التركية على الجانب الاخر باطلاق و لو طلقة واحدة لايقاف المجزرة على كوباني؟ ان مشهد الجيش التركي الواقف بصفة متفرج او مراقب، بينما الكورد يقتلون و يذبحون امام اعينهم، قد خلق انطباعاً لدى العالم كله، عن تركيا كلاعب مخادع و ماكر، يحاول ان يحقق أقصى فائدة من هجوم إرهابيي الدولة الاسلامية، حتى لو قتل الالاف من الكورد جراء سياسة (انتظر و شاهد)، التي تلعبها تركيا حالياً بخبث و دهاء.
لقد صرّح رئيس وزراء تركيا لشبكة CNN, "سنحاول تقديم كل ما نستطيع القيام به لمساعدة كوباني لانهم اخوتنا و اخواتنا،"و لكن الحقيقة المروّعة على الحدود، تجعل العديد يشكّكون في مصداقية هذه الكلمات.
و السؤال المطروح حالياً، ما هذا الموقف الضبابي و الانتهازي للحكومة التركية؟ ، ما يخشاه العقلاء من الاتراك، ان تقوم الحكومة التركية بإقتراف خطأٍ قاتل عندما تبقى متمسكة بالحجج التي سوّقتها في البداية للبقاء خارج الحملة العالمية ضد الدولة الاسلامية و بأيّ ثمن.
أن الموقف اللامبالي و اللاانساني الذي إتخذته الحكومة التركية، يهدف الى ابتزاز حزب الاتحاد الديموقراطي PYD، ورئيسه صالح مسلم، للرضوخ و الاقرار بكل الشروط التي تشترطها الحكومة التركية على الكورد (تسليم المناطق الكوردية الى أدارة المعارضة السورية المتعاونه مع تركيا و قطع علاقاتهم مع حزب العمال الكوردستاني.) في سوريا، مستغلةّ الوضع المأساوي في كوباني المجاهدة، و محنة اللاجئين الكورد داخل تركيا، لإملاء سياساتها و تنفيذ أجنداتها في سوريا.
هل من المنطقي و الانساني، ان تقف تركيا موقف المتفرج من المجزرة التي تحاول الدولة الاسلامية إقترافها بحق أهالي كوباني، لمجرد انها لا تستطيع إملاء شروطها على رئيس حزب؟ و هل تعتقد تركيا ان PYD، سيكون مستعداً للقبول بالشروط و الإملاءات المجحفة بعد ان يقتل الالاف من أهالي كوباني، بدون ان تحرك تركيا شعرةً؟ و ماذا عن اتفاقية السلام طويلة الأمد التي من المفترض ان تسير بها قدماً مع كورد تركيا أنفسهم؟ و هل تركيا غبية الى هذا الحد، لتعتقد ان مفاوضاتهم مع الPKK، ستستمر و كأنه لم يحدث شيء في كوباني؟.
العكس هو الصحيح تماماً، فقط عندما تقوم تركيا بمساعدة مجاهدي و اهالي كوباني بصدق، عندها فقط، تستطيع إقناعهم بقتال قوات الاسد، واحترامهم لحدودهم مع تركيا، و عدم مهاجمة تركيا. و في الوقت نفسه، فإن اي اتفاق سلام مع ال PKK، سيكون قابلاً للتحقيق على ارض الواقع فقط، عندما يشعر الكورد في تركيا، بأن أرواحهم مهمة عند احمد داود اوغلو، كما هي أرواح اتراك تركيا.
وعلى تركيا ان تختار الآن، إما ان تكون جارة للدواعش من ارهابي الدولة الاسلامية التي خططت، و دربت وجهزت لهم تركيا نفسها و بشهادة العم جو بايدن الذي لا ينطق عن الهوى، حتى لو إعتذر، أو أن تكون جارة للكورد. و في الحالتين، فإن و قوفها على التل، سوف لن يدوم طويلاً.
و العقل ولي التوفيق
8/10/2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاتحاد الأوروبي.. مليار يورو لدعم لبنان | #غرفة_الأخبار


.. هل تقف أوروبا أمام حقبة جديدة في العلاقات مع الصين؟




.. يديعوت أحرونوت: إسرائيل ناشدت رئيس الكونغرس وأعضاء بالشيوخ ا


.. آثار قصف الاحتلال على بلدة عيتا الشعب جنوب لبنان




.. الجزائر: لإحياء تقاليدها القديمة.. مدينة البليدة تحتضن معرض