الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المهن السهلة في العراق اليوم

رشيد كرمه

2005 / 8 / 21
كتابات ساخرة


تتنوع المهن ( الأعمال ) وتتعدد كتنوع الناس وتعدد حاجاتهم , ولقد ( إبتكر) الإنسان ومنذ الأزل أدواته لأشباع مايحتاجه في صراعه مع العوامل والظروف المحيطة به , سواء كانت الطبيعة ومتغيراتها كالزلازل والفيضانات أو الحياتية كمقاومته الحيوانات المفترسة أو البشرية لدرء خطر الغزوات والنهب , وما إلى ذلك من الأشياء , والحكمة الحاضرة والشائعة التي نشترك و نؤمن بها جميعا كـبشر__وكشعوب متحضرة و متخلفة على السواء , وفي كل مكان وزمان هـــي ( الحاجة أم الإختراع ) والتي ستكون محور حديثنا في هذه المقالة , التي لابد من أجلها شحذ الممكن من العقل ُ حتى يعينني على الإبتكار لإشباع حاجة الكتابة و تسليط الضوء على ( مهنة ) لاتحتاج الى جهد كبير ولا الى رأسمال ولا إلى شهادة أو حتى الى نعمة القراءة والكتابة !!!!!!!!!!!!!! , ومن هنا أشرت فــي العنوان الى المهن السهلة في العراق ومصدر المهن هذه قديما ً وحديثا ًإيران ومنها على سبيل المثال لا الحصر , مهنة ( الآخوند ) وهي كلمة فارسية وترجمتها الى العربية القارئ,, وتلفظ باللهجة المحلية ( القاري ) والمكان الذي يقرأ فيه يسمى ( مجلس ) وعند العامة ( قراية ) وكنا نسأل آنذاك : منو القاري اليوم بعزا العباسية ؟ أو نقول ماذا يوزع اليوم ( بقراية باب الطاق )...وهكذا ,,( والقاري ) للمذكر و (المُلة ) للمؤنث واشتهرت مدينة كربلاء والنجف والكاظمية بعدد من هؤلاء ذكورا ً وأناثأً ولكل منهم جمهور ولكل منهم مواصفات كحسن الصوت عذبه وثقافة القاري وسعة إطلاعه والأهم من كل ذلك قدرته على إستدرار عطف الناس والسيطرة على ألبابهم وبث الشجن فيهم لدرجة البكاء ,ولقد برز منهم ومن هذا النوع المشار اليه المرحوم الدكتور أحمد الوائلي ويكاد يكون إستثناء مما أشرت اليه في مقدمة الموضوع أو سأشير اليه لاحقا ً , ولقد إشتهرعلى مستوى العراق وبعض دول الخليج العربي أيضا ً الشيخ عبد الزهراء الكعبي بقراءة المقتل ( مقتل الحسين بن علي بن أبي طالب في كربلاء ) أما الرادود فهو الرجل الذي يردد نواحه على شكل شعر ذو لحن معين وهي مهنة موسمية ( في عاشوراء فقط ) وقد اشتهر حمزة الزغير في كربلاء وهو ذو صوت مميز ولديه قدرة في كسب وتعاطف و( شد ) حماس الناس للضرب واللطم , ولم يشأ ( ورفض بقوة ) الرادود حمزة الزغير تناول الموضوعات السياسية عكس عبد الحسين ابو شبع والرادود رضا و فاضل من النجف والذين انحازوا للناس ضد الحكومات المتعاقبة على سدة الحكم , ولربما إشتهرت هذه المقطوعة دون سواها لمباشرتها وجرأتها وذلك في زمن المقبور عبد السلام عارف والتي رددها الناس طويلا :::سجل يا أمن واخبر مشيرك ...لو ثار الشعب شنهو مصيرك ؟؟.... وهي إشارة الى شرطة النظام التي تراقب وتحصي أفعال الناس لينقلوه الى المشير عارف . وكان الرادود حمزة يمتهن كوي الملابس طيلة أيام السنة إلا في عاشوراء الحسين التي يريدها (الموامنة ملالي العراق الجديد عاشوراء العام كله طبقا لأختراع آيات الله العظام وعبقريتهم في _كربلة التاريخ _كل أرض كربلاء وكل يوم عاشوراء , ولقد توفي الزغير منذ زمن بعيد ولربما مسموما من قبل البعث ولو كان حيا اليوم لكان ( ابو أحمد من عداد الطبقة الغنية في عراق اليوم ) مع ملاحظة ان الزغير صفة لقصر قامته أولا ً وحتى يميزه الناس عن رادود آخر إسمه حمزه السماك ...ومثلما برزت مهن مثل بائع الماء ( السبيل ) والفتاح فال , وقارئ الفنجان والأستخارة ...والخ برزت الحاجة الى آخوندية لتكريس واقع معين وهذا ما نلاحظه في الوقت الحاضر , بالأضافة الى سرقة أموال الناس عن طريق إثارة العواطف وشحن وتفريغ الكبت المتولد لدى الناس جراء صعوبة الحياة لذلك تجد الناس تبكي على مصائبها وهم يستمعون الى الشيخ ( رضا كور اي رضا الأعمى ) ويعلم الجميع ممن أسسوا و إمتهنوا ( هذا الكار ) بان الناس انما تبكي من هول ماتعانيه لذلك يبدأون بهذا الموال ....تبكيك عيني لا لأجل مصيبة ......لكنما عيني لأجلك باكية ...ورضا هذا تحول من بائع دجاج الى قاري مرغوب ومطلوب للنساء لأنه لايرى ومصائب قوم عند قوم فوائد ويشاع انه كان خبيرا ً في فحص الدجاج فيمااذا كان بياضا أم لا !!!.... ,,,ولقد تطور هذا (الكور) وكثر زبائنه لهذا فلقد إستخدم قاري آخر انتحل إسم شيخ صالح يرسله قبل وقت قصير من وصوله للإستفادة من الزمن ( السرعة في الإنتاج )يهيأ ويعبئ عواطف الناس لمصيبة آل البيت وما ان يصل أستاذه الى المجلس حتى ينزل من المنبر ويخلي المكان له وينصرف الى مجلس آخر وهلم جرا ....ولقد إستلذ الصانع بالمهنة الجديدة لأنها تدر عليه مبالغ جيدة وجاها ً إجتماعيا ًمع لقب ( الشيخ ) وثوابا ً في الدنيا والآخرة وبدأ ينافس أستاذه ويكثر مريدوه لذلك بدأ غير مكترثا ً لمجئ الشيخ رضا بل متحديا له وحدث هذا مرات عديدة...وتنادى الى سمع أُستاذه نوايا الشيخ الآخوند الجديد صالح وفي أحد المجالس وذات ليلة وكالعادة بدا التلميذ متمسكا بالمنبر أكثر من أي وقت مضى ومسترسلا بما حفظ من خزعبلات وبلؤم واضح رغم حضور أُستاذه الذي بدأت عليه ملامح الغضب من هذا ( الأبن الحرام زاده )وطال الوقت وكثرت الإشارات وتصاعد الحنق وصالح لم يخلى المنبر مما دفع بالشيخ رضا من إزاحته عنوة بمساعدة أصحاب (القراية ) وبدل الأستهلال بآيآت من الذكر الحكيم ...وياليتنا كنا معكم سادتي ...وغيرها إفتتح الشيخ رضا الأعمى المجلس بأن قال : الأمهات ثلاث , الكعبة ً,(مكة ) أُم القرى,,,,,,والفاتحة أُم الكتاب ,,,,,,وأُم .(.......)أُم صالح ........
والمجلس بين باكية ٍ وضاحكة ,,,,وبين يبو,,,,,,,,,ويبو عليك .............؟؟؟
رشيد كَرمة السويد 19 آب 2005








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية - الشاعرة سنية مدوري- مع السيد التوي والشاذلي ف


.. يسعدنى إقامة حفلاتى فى مصر.. كاظم الساهر يتحدث عن العاصمة ال




.. كاظم الساهر: العاصمة الإدارية الجديدة مبهرة ويسعدنى إقامة حف


.. صعوبات واجهت الفنان أيمن عبد السلام في تجسيد أدواره




.. الفنان أيمن عبد السلام يتحدث لصباح العربية عن فن الدوبلاج