الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حسن الظن بامريكا جهل

طاهر مسلم البكاء

2014 / 10 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


تعود امريكا مذ اصبحت امبراطورية منفردة بالارض ،تعود للكرّة الثالثة لأحتلال العراق وفي كل مرة كانت ترتدي لباسا جديد يختلف عن سابقه محاولة خلق مقبولية مناسبة لتدخلاتها .
عام 1991 م كانت قد أعدت حلفاءها التقليدين وغير التقليدين والهامشيين لأجل احتلال العراق والقضاء على جيشه وكان لباسها في ذلك الوقت هو تحرير الكويت ،الكويت التي اثبتت الوقائع اللاحقة انها كانت كمين معد سلفا ً وبعناية فائقة وتوقيت دقيق ،حيث كان الأتحاد السوفيتي يتفتت الى دويلات ،وهكذا دمر العراق وشعبه ومنشآته الحيوية وكل مافيه من اشياء ثمينه وشن على شعبه اسوء حصار اقتصادي في التاريخ دام ثلاثة عشر سنة ،نتيجة غباء وجهل الديكتاتور الذي لعب به الغرب كيف شاء .
وفي العام 2003م عادت امريكا يتبعها حلفاءها التقليديون ، بلباس جديد اخر لقد كان هذه المرة تدمير اسلحة الدمار الشامل العراقية !
لقد كان وقتها شعب العراق يعيش حصارا ً همجيا ً تشترك فيه دول الأرض التي جندتها امريكا لهذا الهدف ويشترك فيه النظام الديكتاتوري الذي كان يخشى على نفسه ،وهكذا حصلت الواقعة المريرة الثانية التي دمر فيها كل شئ لم يطاله التدمير في الكرة الأولى ،ولم تسلم حتى الأثار التي كانت مطمورة تحت الأرض لآلاف السنين حيث نبشت وهربت بطرق شتى ،وظهرت بعض المواقع المهمة كجلد القنفذ من كثر الحفر ودليل على السرقة الهمجية رغم ان تلك القوات كانت تجعل مواقعها فوق المناطق الأثرية في اور وبابل !
ورغم ان ما تلى ذلك كان نكوصا للعراق وارتدادا ًفي كل الجوانب حيث بدى كالجريح الذي يعيش على قطرات النفط ولا شئ غير ذلك ،ماتت الزراعة والصناعة والأبداع وخلقت الفتن والدسائس وبدأ الأمان ينعدم وازدهرت صناعة المفخخات وانتشر كلاب الأنتحار الذين لايعرف مصدرها ولكنها تخصصت بقتل الفقراء من المدنيين وهم يمارسون حياتهم الأعتيادية !
واليوم تعود امريكا وحلفاءها الى العراق من جديد وبلباس جديد هو محاربة داعش ،المخلوق الذي تثبت الوقائع انه من تصميمها وربيبتها الصهيونية وان حلفائها وذيولها في المنطقة هم من قدموا له التسهيلات والدعم الكبير الذي صنع منه غولا ً مخيفا ً ، وهذا باعتراف قادتها واخرهم بايدن ومن منبر اكاديمي في عقر دار امريكا ،فهل بعد هذا من مكذب .
ان ما تقدم هو السيرة القريبة للأمبراطورية الدموية ،امبراطورية الدسائس والفتن والخراب التي افضل صورها انها تحمل غصن الزيتون بيد وتحمل الموت والدمار باليد الأخرى ،والتي تلاقحت افكارها ومنذ افول الأمبراطورية البريطانية مع الصهيونية العالمية التي اغتصبت فلسطين ،وعلى لسان قادة الصهيونية ان اكبر انجاز حققته دويلتهم في فلسطين كان ربط مصالحهم بالمصالح الأستراتيجية لأمريكا وبذلك اصبحا كلا ً لايتجزأ وان اهدافهم ومصالحهم واحدة .
هل يمكن الأستفادة من صداقة امريكا :
اثبتت الوقائع ان لامريكا اهدافا ً خاصة تنشد تحقيقها بالتزامن والتوافق مع المصالح الصهيونية وخاصة في بلادنا والشرق الأوسط وانها غير معنية اطلاقا ً بالصداقة او المصالح المنظورة التي ينشدها ساستنا من دعاة عفى الله عما سلف ، وان وجودها في العراق هو لضرب المكونات العراقية ببعضها تماشيا ً مع مزيد من التدمير لثروات العراق والتي تدل سيرته منذ العام 2003 م والى الأن على انه يسير من سئ الى اسوء ،فاذا استثنينا دماء شعبه الجارية يوميا ًوبدون توقف منذ العام 2003 م ،فان ثروته النفطية ،وعلى هذه الشاكلة ،لن تكون كافية لمعيشة شعبه الذي يضطر اليوم لأهمال كل صناعة وحرفة ويعتمد على المستورد الخارجي وهذا وحده انتقاص للاستقلال السياسي للبلاد .
ان تصريحات اركان حلف امريكا بان الحرب ضد داعش ستطول ماهي الا ّ نوايا مبيته لأحتلال جديد للاراضي العراقية تثبت خلاله وقائع جديدة على الأرض ليس من السهل مواجهتها مع شديد الأسف .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يتجه الشرق الأوسط نحو صراع شامل؟ قراءة في رسائل خامنئي


.. بعد تعرضها لخسائر فادحة.. هل غيرت إسرائيل أهداف حربها على لب




.. مظاهرة في بنغلاديش ضد الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان


.. تسريبات صحفية: نتنياهو يرى بايدن ضعيفا وإسرائيل لم تطلع أمري




.. سحب دخان تغطي مناطق في بيروت خلال ساعات الصباح الأولى بسبب ا