الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السباق

محمد الذهبي

2014 / 10 / 8
الادب والفن


السباق
محمد الذهبي
الهب ظهر جواده بالسوط، وراح يركله على بطنه بكعبيه، حتى ترك آثارا على بطن الجواد الاصيل ذي الرقبة الطويلة والقوام الممشوق، انتبه الى حمحمة الجواد، فأخذته الرأفة به، وهو يرى انه كان متقدما على الجياد التي كانت في الميدان، نهر نفسه، مالذي افعله، انهن جياد عاديات، لم يكن لاي منهن علامة مميزة او شجرة للعائلة كما لجوادي، فلماذا اضربه بهذه القسوة، ربما توهمت لبرهة ان تلك الجياد اصيلة، هذا الجواد لايشبهني، نحن الاثنين نمتلك شجرة للعائلة مربوطة في عنق الحصان، وموضوعة كلوحة ثمينة على جدران بيتي العتيق، سباق بيني وبينك، فاما ان تلقيني من على ظهرك، او الهب ظهرك واستخرج احشاءك، لابد لنا من الفوز سيسجل باسمي واسمك ايضا، فلاتكن متخاذلا، انا وانت في الحلبة فقط، ربما خطر ببالي ان ارحمك، لكنه سباق ، الم تعلم ماهو السباق، حمحم الجواد ثانية، وادار برأسه الى الفارس، وهو يلوك اللجام تحديا.
لم يتبق من المسافة الكثير، جياد متعثرة وغبار كثيف، وفرسان قد ترجلوا، ليس اختيارا منهم، وكلما ازدادت الفوضى، اندفع يشد لجام الوقت مع الجواد، صرنا نعبر انا واياه عوائق الجياد الساقطة، ونكتنف الغبار بعزم اشد، يلتفت نحوي بين الحين والحين بعيون حمراء متجمرة، وحمحمة تنبي عن فعل سيكون، او هو كائن بالفعل، هذا الجواد اللعين يتصرف وكأنه على وشك ان يرميني على الارض، لكنني ساشد على اذنيه، وسأجعل من السياط تترى على ساقيه وظهره ليتعلم الادب، حصان اصيل، من قال هذا! تغيرت انساب الناس، فما ادراني ربما حجته التي تتدلى في رقبته مزورة، وربما هو بغل تافه ، وضعوا حجة تافهة هي الاخرى في رقبته، لكنه يتصرف كحصان اصيل الا معي، فهو غير مؤدب، الكثيرون شهدوا انه يختلف عن الجياد الاخرى، وانا لا اجد هذا الاختلاف جليا.
ههههههه يقولون وبحسب حجة النسب التي في رقبته، ان عمر سلالته سبعة آلاف سنة، ماهذا الكذب المفضوح، هاهو يتعثر كما تعثرت الجياد الاخرى، انه يركض بلا هدف، ولولا انني امسك العنان، لخرج خارج الميدان، حتى اعضاءه ليست متناسقة، اشك ان قوائمه قصار، وانا مطلع على اكثر من هذا، حوافره لاتنبي عن اصالته، وآثار مسيره ترجح انه ليس اصيلا البتة، ولايعني انه تقدم على قليل من الخيل الكدش، انه اصيل، من سوء من شاركه السباق هو يتقدم، ربما المثل الدارج لدينا يليق به: ( كالوا العرجه غلبت، ردوا من شين ولايفها).
سالهب ظهره بالسياط، وسآتي له بسائس قبيح وغليظ القلب، وساسلط عليه اكثر من سائس، لانتقم مما يفعله الآن، انه يرتفع في الهواء ويهبط فيسبب لي الما حادا بمفاصلي، انه يقفز وكأنه يقود عربة لبيع الاغراض العتيقة، يا الهي انه يقترب من القضاء على حلمي، هاهو يذعن لحواسه تجاهي، انه لايريد الفوز اكاد اجزم ، بدأ يتقهقر، لكنه ينظر باتجاهي بعيون متجمرة، اعرف الخيل انها حيوانات حقودة، يقولون هذا عن الجمال، لكنني ارى هذه الصفة في الخيل، الحصان حزم امره وقرر ان يلقي بالفارس القاسي من على صهوته، ولم تفت الا لحظات حتى كان الفارس يلوك تراب الارض ويغطيه غبار الميدان، لينطلق الحصان بسرعة اكبر وينهي السباق لصالحه بلا فارس، وبظهر عار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية - الشاعرة سنية مدوري- مع السيد التوي والشاذلي ف


.. يسعدنى إقامة حفلاتى فى مصر.. كاظم الساهر يتحدث عن العاصمة ال




.. كاظم الساهر: العاصمة الإدارية الجديدة مبهرة ويسعدنى إقامة حف


.. صعوبات واجهت الفنان أيمن عبد السلام في تجسيد أدواره




.. الفنان أيمن عبد السلام يتحدث لصباح العربية عن فن الدوبلاج