الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفرق بين الفريسة والصياد من خلال يوتوبيا توفيق

صلاح شهاب
باحث

(Salah Shehab)

2014 / 10 / 9
الادب والفن


لو محتاج تعرف مدى الحقد والمعاناة اللي مصر بتعيشها اقرا يوتوبيا لأحمد خالد توفيق , في الحقيقة الرواية ممتعة رغم سوداويتها القاتمة ورغم أنها تعتبر رواية فانتازيا لكنها في قالب مرعب أقرب للواقع رغم الخيال فيها إلا انها بتتنبأ باللي ممكن يحصل في مصر لو مشيت في نفس الطريق اللي الكبار فيها مصممين يمشوا فيه .
الكاتب أسلوبه سهل , فصل روايته لنصفين نصف يخص الصياد ونصف تاني يحكيه الفريسة كل واحد وبنظرته , الرواية بتحكي قصة المستعمرة اللي بناها رجال الاعمال اللي احتكروا كل حاجة في مصر على الساحل الشمالي بعد انهيار الحكومات اللي فسدت كل حاجة في البلد , يوتوبيا كلها عهر وفساد ومخدرات بيحميها جنود مارينز بمقابل مادي .
النص التاني عبارة عن ارض الأغيار , ارض انتهى منها كل شئ , البنية التحتية مافيش والمواصلات راحت , الحكومة انتهت , مافيش شغل , مافيش فلوس , مافضلش فيها غير اشباه من البشر اقرب للحيونات , شعب عايش على اكل الكلاب والفراخ الميت , المدينتين غارقنين في الرذيلة والجنس والمخدرات بس الفرق بينهم أن يوتوبيا فيها فلوس وبلد الاغيار مافيهاش طبعا .
القصة بتحكي عن الشاب الصياد اللي غرقان في الرذيلة , واللي عايش حياته كلها مخدرات وضياع والغريب انه بيقرأ , هيفكر يروح ارض الاغيار ليخطف شاب منها مهو ده كان الحاجة المسلية في يوتوبيا , انك تروح تصطاد بشري من أرض الاغيار وتلعب بيه انت واصحابك وتقتلوه في النهاية وتاخد منه تذكار زي ايده مثلا ده يعتبر مجد شخصي .
وبتحكي كمان عن الشاب اللي هيكون فريسة ( جابر ) رغم انه هيساعد الصياد وصاحبته في انهم يرجعوا مدينتهم من غير اذى إلا انه مصيره هيكون القتل والتذكار , جابر بردوا مش ملاك هو كمان غرقان في الجنس والمخدرات فقد عينه وهو بيدافع عن بنت يعني في جزء من شهامه مفقودة في المجتمعين , والعجيب بردوا انه هو كمان بيقرا و يعني الفريسة والصياد الاتنين مغرمين بالقراية .
الفروق واضحة بين الفريسة والصياد رغم أن الاتنين بيقروا إلا ان جابر فيه شوية نبل مش موجوده في الصياد ابن تاجر الأدوية , هنلقيها لما نعرف ان جابر ماكنش عايز دم يحصل وساعد الصياد وصديقته جرمينال في الهروب , هنلقيها كمان في مشهدين الاغتصاب لجرمينال صديقة الصياد وصفية اخت جابر ومريضة السل , فجابر امتنع ولم يقدر على الاغتصاب لأنه شاف في جرمينال اخته المريضة , اما الصياد فكمل مهمته من غير وخزة ضمير .

الرواية هتنتهي بمشهد الصياد اللي هيحاول يدافع عن ارضه لحماية ورثه المستقبلي وبالرغم انه عارف ان كل امواله مسروقه من الاغيار إلا انه مش مستعد لفكرة الهروب مثل ابوه مراد , الرواية مختومة بالمواجهة بين المجتمعين يوتوبيا اللي عايشة على سلب ونهب ومص دم ارض الأغيار وبين ارض الاغيار اللي أنتفضوا لمقتل جابر ولاغتصاب اخته من واحد من يوتوبيا , النهاية مفتوحة لهجوم ممكن يكون بداية ثورة جياع في مصر وبين حماية امريكية لمصالحها في المنطقة .
معذرة لان كلامي كله باللغة العامية المصرية إلا اني شرعت في ده لغرض في نفسي وهو ان الحديث كله بشأنه مصري خالص فوجب الحديث بلغته الخاصة .














التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسيل مسعود تبهر العالم بصوتها وتحمل الموسيقى من سوريا إلى إس


.. فنانو الشارع يُحوِّلون العاصمة الإسبانية مدريد إلى رواق للفن




.. كريم السبكى: اشتغلنا على فيلم شقو 3 سنوات


.. رواية باسم خندقجي طلعت قدام عين إسرائيل ولم يعرفوها.. شقيقته




.. كلمة أخيرة - قصة نجاح سيدة مصرية.. شيرين قدرت تخطي صعوبات ال