الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كوباني بين احتلالين

عدنان جواد

2014 / 10 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


كوباني بين احتلالين
هجم تنظيم (داعش ) الهمجي بإفراده المستميتين الانتحاريين وبأسلحته المتطورة التي حصل عليها من أصدقاء الأمس وأعداء اليوم على الأقل أمام الإعلام،والاسلحة التي استولى عليها من سيطرته على مدينة الموصل، على مدينة كوباني الكردية في الحدود السورية المتاخمة لتركيا، لقد أصبح واضحا للجميع ان تركيا هي من مولت وسلحت وسهلت تدفق المقاتلين من جميع أصقاع العالم وادخالهم إلى سوريا بحجة إسقاط نظام الاسد، لكنها خلقت الفوضى في المنطقة بحمايتها للمجرمين وتبنيها للمشروع الطائفي الاخواني الذي يطابق منهج (داعش)في الخلافة ،ودليل ذلك الصفقة التي تمت بإطلاق افراد القنصلية التركية لدى (داعش) في الموصل.
إن تركيا تريد انتصار داعش على الأكراد السورين ، كما يقول الاكراد الاتراك الذين يحاولون الدخول الى سوريا من اجل مساعدة اخوانهم في كوباني لكن تركيا تمنعهم بقوة وقد اعلنت حالة الطواريء في المدن التركية ذات الغالبية الكردية، حيث قتل 14 في المواجهات مع الشرطة التركية، يصف الاكراد المعركة الجارية في كوباني بانها شبيهة بمعركة ستالين كراد الروسية في القتال والصمود والبسالة، ويقول الاكراد ان الاستعانة والطلب من اوردغان كالاعمى الذي يطلب من حفارالابار للإيقاع بأعدائه ان يدله على الطريق!!، فاوردغان يتمنى بل هو ينتظر سيطرة (داعش) على كوباني، فهو يخير الاكراد بين احتلالين فاما الاحتلال الداعشي او الاحتلال التركي الذي صرح به علنا من خلال جعلها منطقة عازلة تدخل القوات التركية اليها يرافقها حظر جوي على المنطقة.
منذ ثلاثة اسابيع والتحالف الدولي يقصف داعش ولكنها تتقدم وقد سيطرت بعض اجزاء المدينة، فعلى التحالف الدولي ان تكون له ستراتيجية واضحة يصاحبها اتفاقات سياسية تجرد(داعش) من الملاذ الامن والدعم المالي واللوجستي، والطلب من تركيا ان تكون واضحة في تعاملها مع القضايا الاقليمية ، وعليها اما تستوعب الاكراد او تحاربهم بصورة علنية امام العالم،فعلى واشنطن ان تضغط على تركيا بالتصريح عن عدوها الاساسي، وان توضح موقفها من حزب العمال الكردستاني، قبل فترة حين تحالف البرزاني مع اوردغان تصور البعض ان العداء التركي الكردي قد انتهى حتى ان البرزاني صرح بانه سوف ينفصل عن العراق ، وان المناطق المتنازع عليها اصبحت كردية، وان كردستان سوف تصدر النفط لوحدها من دون موافقة او علم الحكومة المركزية، لكن سقط هذا الحلف في اول اختبار جدي عندما حاولت داعش دخول اربيل، فطلب مسعود البرزاني من اصدقائه مساعدته لكنهم امتنعوا، بينما سارعت ايران بارسال الاسلحة والمعدات فصمت مسعود البرزاني بعد ان كان كثير التصريحات والمؤتمرات الصحفية، فتركيا لا تساعد اي اكراد سواء كانو عراقيون او سوريين وحتى الاتراك، فهي تعمل الشيء ونقيضة فهي تدعي نصرة الاكراد وتتعامل مع داعش ، اضافة الى ذلك ان هناك شرائح من الاتراك متعاطفة مع داعش ، وان هناك خلايا نائمة في المدن التركية فهي تضبط نفسها وتتحاشى فتح جبهة مع داعش المجاورة والمتغلغلة في صفوف شعبها، فينبغي للاكراد الاعتماد على انفسهم وان احتلال تركيا لايختلف كثيرا عن احتلال داعش.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هدم المنازل الفلسطينية وتوسيع المستوطنات.. استراتيجية إسرائي


.. مجدي شطة وا?غانيه ضمن قاي?مة ا?سوء فيديو كليبات ????




.. قتلى واقتحام للبرلمان.. ما أسباب الغضب والاحتجاجات في كينيا؟


.. الجنائية الدولية تدين إسلامياً متشدداً بارتكاب فظائع في تمبك




.. فرنسا.. أتال لبارديلا حول مزدوجي الجنسية: -أنت تقول نعم لتما