الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المقاومة الشعبية بكوباني تكشف تخبط أمريكا وتزعج تركيا المتعجلة بمشروع تغيير الخرائط

سامان نوح

2014 / 10 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


الهدف: تركيا تخطط لتوسيع حدودها الافتراضية لتضم كامل كردستان الجنوبية (دهوك واربيل وحتى السليمانية والموصل) من خلال فخ التبعية الاقتصادية الكاملة عبر صفقات غير متوازنة مع الكرد هناك، الى جانب ضم كامل كردستان الغربية (الحسكة وعفرين وكوباني وحتى شمال حلب) من خلال القوة العسكرية وعبر مشروع المنطقة العازلة.

سامان نوح *
خبراء عسكريون وجهات دولية تؤكد ان سقوط كوباني امر حتمي، فيما ترى تركيا ان السقوط تأخر وكان يجب ان يحصل منذ ايام، لكن المقاومة الشعبية التي صارت حديث العالم كله مازالت تمنع سقوط المدينة رغم قلة اسلحة المقاتلين الكرد وبساطتها مع توالي هجمات تنظيم داعش من ثلاث جهات وغلق الحدود من الجهة الرابعة.
داعش خسرت بحسب مصادر محايدة أكثر من 600 قتيل في معارك كوباني، بينهم عشرات من قياداتها الميدانية وعددا من اكبر قادتها. لكن التنظيم مازال يواصل هجماته، املا في انهاء المقاومة والسيطرة على المدينة وفتح حدود واسعة مع تركيا تؤمن للتنظيم استمرار تدفق المجاهدين والأغذية والادوية والاسلحة من تركيا وتهريب النفط اليها.
المقاومة الشعبية تلك صارت مثار اعجاب العالم والتي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية والمكونة من النساء والرجال، بعد ان فشل الجيش العراقي وقوات البيشمركة باسلحتها النوعية وأعدادها الكبيرة في منع تقدم داعش عندما اكتسح الموصل وبعدها تكريت وسنجار وزمار وكامل مناطق سهل نينوى خلال بضعة ايام. وذات الأمر عجز عنه الجيش السوري والجيش الحر في مناطق دير الزور والرقة.
مشروع تركيا الكبرى
تركيا تعتبر ان سقوط كوباني تأخر وكان يجب ان يحصل منذ اسبوعين ويجب ان يليه سقوط مقاطعتي الجزيرة وعفرين، لكن المقاومة مستمرة وهو ما يثير استياءها، فالحكومة التركية تنتظر سقوط كل الكانتونات الكردية بيد داعش لأنه سيحقق احد اهدافها المعلنة وهي انهاء تلك الكانتونات المعلنة في سوريا، والتمهيد لاقامة منطقة عازلة تضمن لتركيا السيطرة على كامل المنطقة الكردية في سوريا وفرض ارادتها فيها، بعد ان تمكنت فعليا من فرض ارادتها وعبر السلاح الاقتصادي في كردستان العراق.
والحكومة التركية مستاءة من التحرك الشعبي الكردي في عشرات المدن، وهو ما دفعها الى اعلان منع التجوال في عدة محافظات وانزال الجيش الى المدن في سابقة لم تقع منذ اكثر من عشر سنوات.
كما ان الحكومة التركية قلقة من انفلات اكبر، اذا نفذ حزب العمال الكردستاني تهديده وانهى عملية السلام المستمرة منذ سنوات وعاد للحرب، وهو ما سيعني في الحد الأدنى مشاكل سياسية وخسائر اقتصادية وتحولات غير مضمونة النتائج.
امريكا حائرة
تلك المقاومة المتفردة، لم تفرز مشاكل في تركيا فقط، بل أثارت اشكالات في العديد من دول العالم بما فيها الولايات المتحدة، فالادارة الامريكية حائرة لا تعرف ان تعرف موقفا واضحا من كوباني، فمرة تقول ان سقوط المدينة مشكلة، ومرة تقول انها ليست مشكلة، ومرة تقول ان ذلك التمدد الجديد لداعش ان حصل سيشكل خطرا اضافيا على العالم ومرة تقول ان هدفها الأساسي هو ضرب مراكز قيادة التنظيم في سوريا لاضعافه منعه من تهديد المصالح الامريكية، مرة تقول انها ستمنع سقوط المدينة ومرة تقول ان الامل بانقاذ المدينة يتضاءل.
بعد تلك المقاومة، الادارة الامريكية كما الدول الكبرى التي اعلنت حلفا لمواجهة داعش، في ورطة لا تعرف موقفا واضحا ولا استراتيجية واضحة، هل عليها ان تكثفف جهودها لانقاذ كوباني وكيف لها ان تحقق ذلك؟ ام ان ذلك امر غير مهم فهي مدينة من عشرات المدن التي سقطت سابقا بيد التنظيم؟.
المقاومة الشعبية الفريدة في كوباني، لم تنتصر فقط بمنع سقوط كوباني بعد 24 يوما من المعارك غير المتكافئة، بل حققت املا بامكانية مواجهة داعش، وكسبت احترام شعوب العالم. وحتى لو انتهت تلك المقاومة فعليا بعد ساعات او ايام اخرى من الحرب وكنتيجة حتمية لنفاذ الذخيرة فان تلك المقاومة ستنطلق مجددا ضد داعش وخلفها تركيا مع تغير الظروف.
ورغم كل النتائج فان تلك المقاومة غيرت المشهد المألوف، فالمدن كانت تسقط خلال ساعات واحدة تلو الاخرى امام زحف جيوش داعش المعروفة بقسوتها وبالرعب الذي تصنعه حولها في مشاهد استسلام غريبة. لكن كوباني رغم ضعف التسليح والحصار الطويل تقاوم وتكبد داعش مئات القتلى في حرب شوارع يؤكد المقاومون انها لن تكون قصيرة.
أمل ضعيف .. فهل تكون ايران المنقذ
مقاتلو كوباني يحتاجون الى اسلحة، لكن تركيا لن تسمح بمرورها، والولايات المتحدة والدول الغربية لاعتبارات تتعلق بالتوانات الاقليمية لا تريد ان تفعل ذلك... ويبدو ان الجميع مقتنعون بسقوط المدينة ويتمنون ان يحدث ذلك سريعا من اجل انهاء الاحراج الذي يعيشونه، فهل من منقذ.
ايران تقول انها مستعدة لتفعل ذلك اذا حصلت على موافقة الحكومة السورية... لكن الامر ليس سهلا فهو يحتاج الى توافق دولي صعب التحقيق ويتطلب عمليا انزالا جويا في ساحة معركة يمضي فيها الوقت سريعا.
وذلك يتوجب على الكرد الذين لا يملكون قيادة موحدة ولا استراتيجية عمل، عليهم قبلها ان يدقوا ابواب ايران ويقنعوها بارسال الأسلحة، فالأحداث كشفت بوضوح أن العدو الاول للكرد هو داعش ومن ورائها تركيا الحالمة بامبراطورية عثمانية جديدة تضم كل كردستان.
الهدف الأخير.. اعادة تشكيل الخرائط
اردوغان - اوغلو يخططان لتوسيع الحدود الافتراضية للدولة التركية لتضم كامل كردستان الجنوبية (دهوك واربيل وحتى السليمانية وولاية الموصل) من خلال التبعية الاقتصادية الكاملة وعبر اغراء الكرد هناك بصفقات اقتصادية غير متوازنة... كما ستضم تلك الامبراطورية كامل كردستان الغربية (الحسكة وعفرين وكوباني وحتى شمال حلب) من خلال القوة العسكرية وعبر مشروع الحرب البرية على داعش والمنطقة العازلة التي تعلن عنها منذ اشهر.
انه زمن تغيير الخرائط، وزمن التحولات السياسية الكبرى، تحت عباءة الثورات العربية او عباءة الحرب ضد داعش التي تحاول امريكا اقناع العالم بان حسمها يتطلب اعواما طويلة، فهل يكون الكرد اللاعب الرابح ام الضحية كما جرت العادة.
* نائب رئيس الشبكة العراقية للصحافة الاستقصائية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس الأوكراني: الغرب يخشى هزيمة روسيا


.. قوات الاحتلال تقتحم قرية دير أبو مشعل غرب رام الله بالضفة




.. استشهاد 10 أشخاص على الأقل في غارة جوية إسرائيلية على مخيم ج


.. صحيفة فرنسية: إدخال المساعدات إلى غزة عبر الميناء العائم ذر




.. انقسامات في مجلس الحرب الإسرائيلي بسبب مستقبل غزة