الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فهم المشكل , ثلثا طريق الحل

محمد التهامي بنيس

2014 / 10 / 9
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


يعيش المناضل الاتحادي حالة قلق مشروع حول مستقبل حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية . يمكن أن نطلق عليها حالة طارئة . وإن لم تكن وليدة الصدفة , بل نتاج صراع لم يحسم أثناء المؤتمر التاسع وبعده . حالة قلق عبرت عنها كتابات كثيرة حاولت أن تعالج واقع ما آلت إليه الصراعات العلنية والخفية والتي يوحد بينها التعصب للرأي والاستبداد بالموقف . فأصبح المناضل ومعه الرأي العام , أمام ظاهرة غريبة أسميها شخصيا , ظاهرة الأوراق المخلوطة . يخسر فيها المناضلون بعضهم بعضا , في ظل غياب الوعي لذى قائدي الصراع وصانعي الأزمة . كأني بهم فقدوا البوصلة , ولم يعودوا يفهمون معنى الانتماء للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية . بسبب تقصيرهم في حق الحزب , وتبادلهم التهم والأوصاف . بين من يقول بنظرية المؤامرة . ومن يقول بهيمنة طاغية , ومن يقول بأنها النهاية , وهناك من يتلطف ويقول : كيف نؤمن بساسة يخونون تضحيات الأجيال ومبادئ الحزب والوفاء للفكر التقدمي / اليساري / الاشتراكي . ويتسببون في ضياع التنظيمات وتلاشي الأفكار وارتجاف من المستقبل . وذلك لأن نتائج كل التشخيصات والكتابات , تشير إلى أن الحزب يسير في اتجاهين مختلفين , الأول يمارس الهيمنة ويستخدم النفوذ التدبيري الإداري من أجل تضييق الخناق على الاتجاه الآخر . والثاني يعتبر أن زمان الأول ومكانه , يضيق بهم , ويفضل الانفصال أو الحياة في كنف وكيان حزب فان , لينحل ويفنى بدوره كما تفنى كل الكائنات . والاتجاهان يغفلان ويتغافلان عن اتجاه الحل الوسط , الذي يعترف بالحقوق الكاملة لأعضاء الاتجاهين , وهذا يفرض كي يتحقق . أن تتحرك النخب في الاتجاهين للتواصل مع بعضهما , ولصياغة استراتيجية النضال الموحد الذي يمكن أن يجمع ويذيب جليد التنافر والانعزال , ويضمن بقاء الحزب قويا في الساحة السياسية , كضرورة لتوفير التوازن والاستقرار بالبلد
فالدعوة إلى الاندماج في حزب اشتراكي مشلول , ما هي إلا نظرة قاصرة لزواج قاصر من كهل عاجز . والدعوة إلى الانفصال أو الانفجار , هي نحر وانتحار جماعي , يحقق من داخل هذا الكيان الصلب , ما عجزت عنه العداوات والمؤامرات إبان سنوات الجمر والرصاص . كما أن الاستبداد والهيمنة بذريعة حق التدبير الشرعي , هو عصابة على العين تحجب رؤية السائر المغمض . والذي قدمه الأولى على شفا الهاوية والثانية تجره ومعه الحزب إلى الحضيض ومحو الأثر
كم قلت وآمنت بأن الأمل موجود . والمناضلة والمناضل المخلص الغيور موجود . والنخب الفاعلة المؤثرة موجودة . ولكني وأنا ألمس غياب المبادر أو المبادرة . تراني أقول : إن وجود الأمل يحتاج لوخز الضمير , ووخز الضمير يحتاج لتوفر الضمير , وتوفر الضمير يحتاج للثقة في النفس , والثقة بالنفس يخلقها ويقويها ويصقلها التواصل , والتواصل يؤدي للحوار , والحوار يؤدي لإذابة الجليد , وإذابة الجليد تعيد الثقة , وبالثقة يتقوى الضمير الجمعي الاتحادي , وبتقوية الضمير الاتحادي يتحقق الأمل وتنبعث الوحدة , ويزداد نشاط التواصل مع الشعب , مع الجماهير , مع القواعد التنظيمية والموازية , ومع الذراع النقابي القوي , ومع النخبة والمثقفين . وكل هذا فقط يوفر المناخ السليم والأجواء المساعدة على التفكير , والاستعداد , وصياغة الأهداف الإجرائية لكل استراتيجية , وكل محطة من المحطات القادمة , ويعطينا الاطمئنان على بقاء الحزب حيا , قويا , فاعلا , مؤثرا . ومع ذلك , فهذا غير كاف , ما دام نخب الحزب ومثقفوه والمخلصون لمبادئه . غير عابئين بخطورة ما يقع , فلم يتحرك أحد في اتجاه الإصلاح , ولم يبذل أي جهد . فقط نسب إلى الأخ الأشعري ما يعتبر نقدا مثل ( من يحب الاتحاد الاشتراكي يجب أن يقول : الاتحاد الموجود الآن , لا طعم له ولا رائحة ... والاتحاد الذي يفكر في تأسيسه البعض , إذا كان لاعتبارات انتخابية , فإنه سيولد ميتا ) ولم نسمع أحدا ينعي جهود الإصلاح ويقول باستحالة التصحيح . ويحضرني اقتباس من قولة لبرناردشو : مثل هذا الحزب كمثل لحيتي ورأسي . غزارة في الإنتاج وسوء في التدبير . ما دام هناك من يخطط ليخلق له المشاكل ويتركه يعيش في قلق دائم . وفي مثل هذا الاستحضار يكمن مربط الفرس . أي فهم المشكل القائم كأزمة , فإن فهمه يشكل ثلثي طرق الحل . لكن فهم المشكل وتوضيحه وصياغته , مسؤولية كل طرف وكل اتجاه ,ومن نخب الحزب ودوي الفعالية الجيدة المتوفرة ضمن المناضلات والمناضلين ,لإزالة الأضرار بأقصى ما يمكن , وتجنب تعطيل أو عرقلة أنشطة العمل الأخرى التي تثبت وجود الحزب على قيد الحياة . وقد عبر كثير من الإخوة على حسن الاستعداد للإنقاذ والإصلاح . والذي لم يبد استعدادا , ينتظر المبادرة الجادة والنية والعزم الصادق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أسلحة الناتو أصبحت خردة-.. معرض روسي لـ-غنائم- حرب أوكرانيا


.. تهجير الفلسطينيين.. حلم إسرائيلي لا يتوقف وهاجس فلسطيني وعرب




.. زيارة بلينكن لإسرائيل تفشل في تغيير موقف نتنياهو حيال رفح |


.. مصدر فلسطيني يكشف.. ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق ل




.. الحوثيون يوجهون رسالة للسعودية بشأن -التباطؤ- في مسار التفاو