الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجتمعيتنا المقاومة خلاصنا الاكيد...

كامل الدلفي

2014 / 10 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


نعم .. يمكن ان يكون العراق قويا ...ذلك ليس بمستبعد وليس بمستحيل...
ان نقطة الوهن الاولى في الحالة العراقية هي عدم تمكنه من بناء دولة فقد انهى مشروع بناء الدولة واستعاض عنه بالعسكر او الفرد او الطائفة او العشيرة او الحزب واخيرا اتى على ما تبقى من ارث مؤسساتي بالهدم والالغاء ..فتناثر العراق الى مجزوءات وشظايا ، اباريق مهشمة ، فاصبح منخفضا تبزل فيه السيول،وقد فقد عناصر قوته، فالدولة القائمة هي ليست دولة بل خيال وصورة ذهنية رابطة لاننا لا نريد ان نصدق اختفائها واضمحلالها وتلاشيها.. الان عشيرة مسلحة تسليحا جيدا تتمكن من قطع مساحة عراقية عن بقية الوطن..اما ظل الدولة القائم ،يمكن ان يناور بالكذب والهزيمة ..تظليل الراي العام بشكل فنتازي .وسائل التعتيم والتغميق ..الالوان الباستيل ترسم بنكهة انهزامية ترويضية ..الجروح تحت الترويض ...الكرامة تحت الترويض ..الشرف ...السيادة...الانسنة ..لها نصيب من الترويض ...الجبن ..البرود ..اصفرار الضمير ..البو الوطني محشو بغبار الرذيلة وتبن الهزائم ..الضمائر الصدأة لاتتألم لضياع شبر او متر اوكيلومتر او ناحية او قضاء او محافظة او عاصمة او وطن ..هذه النسخة القيء من وجودنا لا تعتد بجواهرها كما انها لاتعد مفقوداتها ..وكيف نتلمس وجها غير هذا ..كيف نكون اسوياء لا يتنمر علينا مأبون لوطي في جسده وفكره ووطنه سواء هكسوسي او تتري اوبدوي اوسلجوقي اومسلم او مجوسي او خليجي كيف نتعلم الف باء وجودنا المعاصر ، اي الوجود الملموس ضمن اشتراطات شروق الشمس ومغيبها في القرن الحادي والعشرين بعيدا عن وجودنا التاريخي الزائف . .يجب ان نمزق الوجود القناع الذي البسناه على ذاتنا ..داعش شر امريكي مستطير ياكل شرفنا وهويتنا ومبررات بقائنا ووجودنا والتحالف الدولي يهزأ منا ويزرع فينا الجبن وينخر عظام قضيتنا فأمسينا من دون قضية نستند اليها وندفع بها شر الحلف الدنس الذي رسمته دوائر السيد الدولي "اميركا" ...
نعم يمكن ان يكون العراق قويا ..وذلك بالقوة المجتمعية ..لان الحكومة جثت متهاوية على ركبتيها ..بقي الشعب ..فليتحرر من خوفه ومن عدم حضوره الراهن ..ليوقف ادمان الغياب والتغييب ..لنكن شعبا معاصرا يدافع عن ارض وعن هوية ..نستحضر تجارب الشعوب الحية التي رمت الهزائم وراء ظهرها وعضت على نواجذها ويممت بالمقاومة شطر النصر ...لنتخلى عن انتمائتنا المزيفة الكاذبة الى احزاب ومؤسسات الحكومة فهي جزء من اللعبة المضادة..لنصنع مؤسسات الشعب ..ونعلن المقاومة الوطنية الخالصة المتحررة من تعاليم الطوائف والقيء التاريخي ..المقامة الوطنية الحقة التي تستعيد بهاء صورتنا العراقية المغيبة..لندقق بحبنا للوطن ..لندقق بقيمة السيادة ..لندقق بقداسة الكرامة الوطنية ..لندقق بتجارب وطنية ناجحة مخاصمة للمشروع الامريكي غير خاضعة له ..مفارقة بقوة اليقين ..التجربة الآبوجية لحزب العمال الكوردستاني ..انضجت فكرا واخلاقا وتقاربات ذهنية قل نظيرها في منطقة الشرق الاوسط ..بذور أنسوية عملاقة في حب الارض والوطن والديمقراطية ..حين ننسى ونتخلى عن ابليسنا الداخلي في السيطرة والتملك والتسلط ،لقد فسدنا وافسدنا بما يكفي لحرق الارض ونسأل كيف هزمنا؟ اغمضنا العيون عن العيوب بما يكفي لهزيمة الاسكندر ونابليون وتراجان وسرجون..مشينا بغباء وتغابينا معصوبي الادمغة حتى شارفنا على حافة الخروج من التاريخ ..لنكفر السوءة التي اتت بمقتلنا .ان سوءتنا هي مخاصمتنا مع الحاضر هي هوسنا بالماضي ..مهووسون بالدين والمال والجنس والقتل ...التخلي عن فضائلنا الوهمية طريقنا للخلاص ..مجتمعيتنا المقاومة خلاصنا الاكيد...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -ميراج 2000- لأوكرانيا.. هل يغرد ماكرون خارج السرب؟ | المسائ


.. الفرنسيون يصوتون لاختيار نوابهم في البرلمان الأوروبي من بين




.. إيران: موافقة مجلس صيانة الدستور على أهلية 6 مرشحين للانتخاب


.. جندي إسرائيلي يحطم -صحونا- من منزل فلسطيني في #غزة #سوشال_سك




.. الجيش الإسرائيلي يعلن سقوط صواريخ من لبنان على الجولان والج