الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرافض للحقيقة (قصة قصيرة)

رمسيس حنا

2014 / 10 / 10
الادب والفن


الرافض للحقيقة (قصة قصيرة)
(رمسيس حنا)

بعد أن غادر الموظفون جميعهم مقار أعمالهم و عودتهم الى بيوتاتهم ولم يبق منهم فى مقر العمل غير عامل النوبتجية الليلية، كنت وحدى كعادتى فى حجرة المكتب، أراجع بعض الأوراق الخاصة باَداء العمل لكتابة التقرير اليومى لزياراتى لبعض أقسامه... لا أتوقع حضور أى أحد الى مكتبى فى مثل هذا الوقت المتأخر من النهار إلا عامل النوبتجية الذى يأتى الىّ فيما بين الساعة السابعة و الثامنة ليسألنى ما إذا كنت أريد بعض الطعام أو ليقدم لى كوباً من الشاى أو فنجاناً من القهوة.

و على غير توقعى تماماً و أنا منهمك فى بحث الأوراق و الملفات المكدسة أمامى على المكتب وجدته جالساً على الكرسى الموجود على الجانب الأيمن أمام المكتب. لم أستطع أن أخفى دهشتى و إرتباكى و توترى و قلقى من عنصر المفاجأة أولاً، ومن مظهره غير المعتاد ثانياً ...

أشعث الشعر... عيناه محتقنتان... يكاد يختلط فيهما اللون الأبيض المائل الى الأحمرار باللون الأسود مع لمعة الدمعة الحائرة التى تأبى الأنطلاق أو الإنحدار على وجنتيه الغائرتين لتبرزان عظام الخدين تحت جلد متهرئ... زائغ البصر... منهك البدن... مُهَلهل الهندام... منكسر النفس... مُحْبَط المشاعر... مُنْهَزِم الكبرياء... مُحْتِسياً المرارة حتى الثُمالة... مُرتاب فى وجوده... متشكك فى محسوساته... مُعْدًم الثقة فى مطلقاته.

ظننت للوهلة الأولى من المفاجئة أنه من السائرين نياماً... أو أنه ليس فى كامل اليقظة... تششكت من حقيقة ما اراه امامى... و بصعوبة جمعت بعضاً من شتات أفكارى... و لكن لم أكن فى هدؤئ الكامل لأراعى قواعد حُسن الأستقبال أو الألتزم بأصول الضيافة و تقاليدها خاصة وأنه لم يعتاد الحضور لطلبى فى مقر عملى. فنطقت بلهفة المزعور بما أسعفتنى به إنطبعاتى الأولية للموقف و أنا أحاول أن أتصنع الهدوء:

- منذ متى و أنت هنا؟؟ وما الذى أتى بك؟؟ ... لعله خير؟؟ ... ثم ... كيف عرفت أننى ما زلت موجوداً بمقر عملى؟؟ هل هناك ما يستدعى العجلة للقاءنا الاَن ؟؟

عادةً نتقابل على مقهى "الفلاة" خلف محطة أسيوط للسكة الحديد ، و أحياناً نتقابل بمنزلى فى حجرة المكتبة فى ساعة متأخرة من الليل. تجمعنا سوياً نقاشاتنا و أحاديثنا فى الفلسفة و الأداب و الشعر و الفنون و التعليم... ولكننا كنا نتحاشى بقدر الإمكان الخوض فى السياسة و الدين لتباعد وجهة نظرينا رغم أننا نستمتع بمشاهدة و مراقبة سلوكيات رجال السياسية و الدين التى كان يسميها هو مواقف طقسيىة تتعلق بالمبادئ و كنت اسميها انا مناورات أكروباتية تتعلق بلعبة الكراسى...

قال و هو يحاول أن يتصنع الأبتسام و نظرة عتاب إجتاحت وجهه أعقبتها فوراً نظرة ألم فى عينيه المغرورقتين بالدموع و هو يجاهد حتى لا تغالبه مشاعره:

- أنا هنا منذ عشر دقائق... بعد أن أحضر لك عم سيد فنجان القهوة... فقد طلبت منه ألا يخبرك بقدومى و هو يصنع لك القهوة.

قلت له مستدركاً و حتى أتخلص من عنصر المفاجأة.
- حرام عليك يا أخى لقد أنسيتنى واجب الضيافة... ماذا تريد أن تشرب؟

أخذ نفساً عميقاً و أخرج علبة سجائره... قدم لى سيجارة... تناولتها منه دون تردد أو تفكير فى قواعد الضيافة... ثم أشعل لى سيجارتى و سيجارته و قال:
- لقد سبقك عم سيد وقام بواجب الضيافة معى حتى لا يعوزنى لضيافتك. و هذا ما جعلنى أتحيك من علبة سجائرى.

نظرت اليه من خلال سحابة دخان سيجارتينا التى تتكون من تلاقى نفسينا. و عندما تتبدد سحابة الدخان يتجلى امامى و جهه الهادئ و يعود بعض الصفاء فى عينيه وسط الأحتقان و الحمرة التى تعكرهما... و أرى بعضاً من الشموخ و الكبرياء وراء مظهره البائس و أنكسار ذاته... و أتلمس بعض النضارة فى بشرة وجهه ذات الجلد المتهرئ... ويلوح لى معنى التواضع و الأتضاع و البساطة فى ملبسه المهندم... و يخالجنى بعضاً من بريق الأمل وسط الأحباط و الهزيمة التى تكتنفه... وتتضح قوة تحمل و مثابرة فى بدنه المنهك... و تتكشف عن وجهه إبتسامة خفيفة وسط حمأة المرارة التى توحله.

قال و هو يسحب نفساً عميقاً من سيجارته:
- أطمئن ... كل شيئ على ما يرام... لقد أتيت لك تواً بعد أن رأيتها.

لم أسأله من هى التى رأءها... أردته فقط أن يسترسل فى حديثه... و لذلك تخيرت من الأسئلة ما يستثيره لمواصلة قصته.

قلت متسائلاً:
- متى؟؟ و أين؟؟ و كيف؟؟

قال:
- اليوم و انا عائد من العمل... كنت أسير فى شارع السد المواجه لبيت أبيها و المتعامد على شارع العنخ الذى يوصلنى الى شارع هيباشيا فى تقسيم الدير البحرى حيث توجد شقتى فى العمارة رقم 53 شقة رقم 8 الدور العاشر.

إرتسمت على وجهى إبتسامة عريضة تطورت الى ضحكة عالية و أنا أطفئ سيجارتى فى المنفضة التى أمامى.

و قلت:
- ما بك يا رجل؟ ... كأنك تلميذ يُسَّمع لمدرسه نصاً مقرراً فى مادة الجغرافيا... أو هل تظن أننى غريب فى أسيوط لا أعرف شيئاً عن شوارعها؟؟... أو ...

ثم أمتنعت فجأة عن الأسترسال فى الكلام حتى لا أتسبب له فى شيئ من الحرج. و لكنه فوراً التقط الحرف أو صوت الحرف الأخير من كلامى.

و قال:
- و حتى أثبت لك أننى فى كامل الوعى و الثقة فى رجاحة عقلى؟؟؟... و أننى صادق وعلى حق فيما أقوله لك عنها منذ عقدين ونيف من الزمان؟؟؟... أليس كذلك؟؟؟... أليس هذا ما تريد أن تقوله الاَن وأمتنعت عن قوله حتى لاتحبطنى؟؟؟...

إبتسمت إبتسامة تحمل فى ثناياها بعض من التَّهرُّبُ و التملص مما نسبه لى من تفكير و مظنة تتعلق به.

فقلت له:
- أننى فقط أريدك أن تقتصد و تقصر فى التفاصيل التى أعرفها و تدخل فى بيت القصيد مباشرةً لأنك أثرت فضولى...

قال:
- كانت تطل من نافذة حجرتها فى الدور الثالث. رأيت شعرها الأسود الفاحم متوج على رأسها كأنه أكليل مجد و فخار تحوطه هالة من الكبرياء و العظمة تراها فيمن ترفَّع عن كل إحتياج للبشر كأنها تتحدى به سلطان الزمكان. و جبهة عريضة تلمع قليلاً عاكسة ضؤ النهار الذى يداعبها فى خجل و إستحياء بالغين حتى لا يكشف عما يوجد فى عقلها من أسرار...ولكنك تستطيع ان تقرأ منها حكمة الحكماء و تختبر فهم الفهماء... و ترى الزجج فى حاجبيها متمثلاً فى دقتهما كأنهما خطين قلم مرسومين يمتدان الى مؤخرتى عينيها. وشدنى حور عينيها بما يحويان من تضاد فى شدة سوادهما مع شده بياضهما. و فى أنفها شمم بإستواء قصبتها كالسيف مع توسيط حجمها و ارتفاع قليل في مقدمتها... و فى خديها خمره الورد... و نقاء الماء... و بياض اللبن... و فى شفتيها لُمى و رقة وحمرة ربانية ببروزهما المتساوى كأنهما ينطقان بفعل الكينونة الاَمر فى الوجود "كن فى الحياة" فكنت... و أطرقت حين إستوت فوق جودى روحى... ثم رفعت وجهى ... فرأيتها تبتسم لى ... نعم ... إبتسمت لى...

كانت كلماته كريشة فنان يرسم الواقع ليس كا هو بل كما يراه هو. كأنه يريد أن يحول المجردات الى محسوسات بصرية و سمععية و حسية... مع كل كلمة يقولها كأنه يتشمم عطرها، يزوق قبلاتها، يلمس خديها و يضم جسدها بين زراعيه... عيناه تنظران الى وجهها و هما يتمليان و يتلمسان كل التفاصيل الدقيقة فى مُحيّاها... كأنه يتتبع حاجبيها لكى يقوده خطيهما الى شجرة الخلد فيخلد تحت ظل أهدابها يراقب تفاحة النار... يميل برأسه كانه يسمع همس القبلات الفضية من شفتيها تسرى فى جسده فتأخذه النشوى الى عالم ما واء الطبيعة كأنه أسير أفروديت أو متعبد بين يدى فينوس أو تابع لإيزيس.

توقف فجأة و هو يتحسس جيب قميصه كأنه يريد أن يرينى شيئاً ألقت به إليه كرسالة منها أو صورة لها ليثبت بالدليل المادى صحة ما يقوله... ثم هب واقفاً يتحسس الجيب الخلفى فى بنطاله فأخرج حافظة نقوده و كأنه يبحث عن شيئ اَخر... و قبل أن يفتحها أدركت أنه يبحث عن علبة سجائره... فتناولت علبة سجائرى و قدمت له سيجارة و أشعلتها له ثم أشعلت سيجارتى... و بحركة اوتوماتيكية بطيئة و ضع حافظة نقوده على المكتب و أخذ موضعه على الكرسى على الجانب الأيسر امام المكتب كأنه ثمل أو مخدر أو منوم مغناطيسياً.

أحسست بالدوار كأن سُحب دخان التبغ تحولت الى أريج مخدر... فقمت من مكانى و فتحت نوافذ الحجرة على مصاريعها. نظرت عبر النافذة فوقع بصرى على البوابة الرئيسية لمقر عملى تعلوها يافطة أسم مقر العمل وعلى جانبيها مصبحان لإضاءتها من الخارج ... اما على يمين البوابة من الداخل توجد حجرة النوبتجية. ناديت عم سيد العامل النوبتجى تلك الليلة. فخرج من الحجرة.

قلت له:
- من فضلك يا عم سيد إعمل لنا كوب من القهوة و كوب من الشاى.
فرد عم سيد:
- بكل سرور. هل تريدهما فى حجرة المكتب أم فى حجرة النوبتجية عندى هنا؟
قلت له:
- فى حجرة المكتب يا عم سيد.

و عدت فجلست على الكرسي على يمين المكتب قبالته. رأيته مُلقياً براسه على مسند الكرسى الخلفى مغمض العينين و مقطب الجبين و مقرناً ما بين حاجبيه.
سالته:
- هل أنت نائم؟؟؟

فتح عينيه و إعتدل فى جلسته ثم قال:
- لا ... اننى أعيد شريط الفديو لما حدث بعد ذلك.

قلت له:
- ماذا حدث؟ هل تحدثت اليها و انت تحت نافذتها كما كان يفعل روميو مع جولييت؟

أمتعض قليلاً من كلامى، فكشر عن أنيابه... ثم عادت ملامح وجهه الى طبيعتها... ففك ما بين حاجبيه و انبسطت أساريره ... فقال و إبتسامة غامضة تعلو شفتيه:
- أتسخر منى حضرتك؟؟... أم غير مصدق لما أقول؟؟... أم مللت من تكرار الأمر؟؟... أم تضجر من إصغائك لى؟؟... أم انت تخشى أن تصدق ما أقول؟؟...

فقلت له:
- هل هناك أى غضاضة أو سخرية فى سؤالى؟
- لا تغرق نفسك فى حساسية مفرطة... ولا تعيش دور ضحية المجتمع الرأسمالى الذى لا يرحم...
- نحن أصدقاء منذ زمن طويل و لا توجد اى حساسية حتى فى سخريتنا من بعض سلوكياتنا...
- أريدك أن تكمل ما حدث... أريد أن أعرف... أريد أن أعرفك... أقصد أريد أن أعرف الموضوع برمته...

قال:
- لم أنتظر أو افكر أن العب دور روميو ... و لا توقعت منها أن تلعب دور جولييت لأن لا أحداً منا يجيد فن التمثيل.
- اخترقت باب المنزل و هرولت ادراج السلم حتى وجدت نفسى أمام باب الشقة التى يقطنها و الدها. كان الباب مفتوحاً قليلاً و وجه والدها يبرز من بين الباب و القائمة و كانه ينتظرنى. تجنب النظر فى وجهى مباشرة كأننا على موعد...
- و أصطحبنى عبر الصالة الى حجرة الجلوس دونما كلمة ترحيب...
- و هناك كان يجلس أخوها و زوج اختها الصغرى و كاهن القرية.
- أطمئنت نفسى الى وجود الكاهن لأننى كنت أثق فيه جداً و كنت أعتقد أنه سوف يكون ميزان العدل الفيصل فى الأمر.
- عندما دخلت الحجرة أحسست بريح النفور و عدم الرغبة فى وجودى بتجاهل تام... فلم يرفع احد وجهه ليرد علىّ تحيتى التى نطقتها بصوت خفيض خوفاً من أصطدام الشحنة السالبة الموجودة بالحجرة بالشحنة الموجبة الاَتية عليها فيحدث البرق و الرعد.
- و من ثم فاتنى أن أنحنى و أقبل يد الكاهن القابضة على صليبه و الممدودة عند مستوى أدنى من ركبتيه كأنه قابض على قضيب طقس ملكى صادق...
- قلت لهم دون مقدمات أننى أريد أن أرى زوجتى و أم أطفالى. ...
- تبادلوا النظرات فى صمت فيما بينهم كأنهم صُدموا بما يسمعون... ثم خطفوا الىّ أبصارهم جميعاً...
- و لكنهم جميعاً أيضاَ وكعادتهم فى مرات عديدة سابقة يدعون أنها لا تريد رؤيتى و لا تريد العودة الى البيت... أو ينكرون وجودها تماماً.
- قال أخوها: هى لا تريدك و لا تريد أن تعود اليك... ماذا تريد أنت؟
- و قال زوج اختها الصغرى: الا تستحى من نفسك يا بنى اَدم؟... لقد خذلتنا جميعاً... لماذا كل هذه العجرفة؟؟... حتى أنك لا تلقى التحية علينا... و وصل بك الأمر أنه بدافع كبرياءك حتى لم تقبل الصليب الذى قدمه اليك أبونا القمص بيده... لن تعود اليك...
- لم ينبث أبوها ببنت شفة... كان صامتاً طوال وقت المقابلة... فتدخل الكاهن لكى يُقيم اليقين حكماً ويُسكت جميع الألسنة ويلجم جميع الأفواه فقال بثقة تامة: دعوه يراها و ليتقابلا. ثم وجه خطابه لى: قد تصدمك الحقيقة يا استاذ... فلا تلومن إلا نفسك.
- نهضنا جميعاً و تحركنا من حجرة الجلوس و عبرنا الصالة فأوقفنا الكاهن عند باب الشقة من الداخل... بينما تقدم أخوها الى الردهة التى تؤدى الى سلم الدور الثالث خارج باب الشقة وصفق ثلاثاً بيديه كأنه يطلب نادل المقهى ثم عاد لينضم الينا.
- فظهرت هي واقفة فى الردهة امام باب الشقة من الخارج. و نحن جميعاً نقف داخل باب الشقة فى الصالة...
- تقهقر الجميع خطوة الى الخلف بينما قبض الكاهن على كتفى من الخلف حتى لا أتراجع أو أتقدم نحوها... بل فقط يريدنى أن أكون فى مواجهتها مباشرة وجهاً لوجه...
- كانت ثابتة كأنها مُسَّمرة فى مكانها... رأيت لمعة عينيها... نظرت الىّ بكل إتساعهما و قد إنطفأ بريقهما... لم تنفرج أساريرها عن الأبتسامة الحلوة التى أعتدت أن أراها كلما تقابلت عينانا... لم أر التحدى... و لم المح الأنكسار الجميل... و لم أشعر بنفاذ نظرتها التى كانت تخترق روحى كسهم طائش... لم تنبث بكلمة واحدة... كانت صادمة الملامح... جامدة المشاعر و العواطف... و أشاحت بوجهها بعيداً و هى تتراجع و تتوارى كأنها صدمت لمشاهدتى... و بهدوء شديد إستدارت لتصعد أدراج السلم من حيث أتت و هى تلقى بنظرة أستعلائية فيها شموخ و كبرياء و عليها علامات أستفهام غابت عنها الحقيقة... فوقفت مشدوهاً فاغر الفم كاننى طفل أتلصص على حادثة التجلى فوق الجبل...
- ثم أفقت على يد الكاهن تديرنى لأكون فى مواجهتهم جميعاً. ثم قال:
- ألم أقل لك يا إبنى أن الحقيقة صادمة؟؟... ألم أقل لك أن الأيمان هو التسليم بأمور لا تُرى؟... فالطلاق فى مثل هذه الحالات هو الحِل الأمثل...
- لم يصدمنى موقف زوجتى بقدر ما صدمنى موقف الكاهن فقلت له:
- أنت الذى تتحدث عن وجوب الطلاق يا أبونا؟؟...
- فقال الكاهن بهدؤ شديد: الطلاق يا أبنى حقها هى فقط لأن أخوتك هنا يقولون أنهم ضبطوك انت فى واقعة زنا. و قد تم الطلاق فلا تأت الى هنا مرة أخرى...

كانت الساعة تشير الى الحادية عشر و النصف. نهضت من على الكرسى و توجهت الى نوافذ حجرة المكتب... و أنا أغلقها... طلبت من عم سيد أن يوقف لنا تاكسياً. فقد قررت أن أصطحب صديقى الى بيتى ليكمل قصته فى حجرة المكتبة. أغلقت باب حجرة المكتب و نزلنا أدراجنا الى البوابة الرئيسية. كان عم سيد يتحدث الى سائق التاكسى. قلت لعم سيد:
- تصبح على خير يا عم سيد. خلى بالك من نفسك.

فتحت الباب و دخلت أنا و صديقى السيارة و أخذنا مكاننا فى المقعد الخلفى وراء السائق الذى سألنى:
- على فين العزم يا هندسة؟ ...

فقلت له:
- الى البيت يا أسطى... 53 شارع هيباشيا تقسيم الدير البحرى...
(رمسيس حنا)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد أربع سنوات.. عودة مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي بمشاركة 7


.. بدء التجهيز للدورة الـ 17 من مهرجان المسرح المصرى (دورة سميح




.. عرض يضم الفنون الأدائية في قطر من الرقص بالسيف إلى المسرح ال


.. #كريم_عبدالعزيز فظيع في التمثيل.. #دينا_الشربيني: نفسي أمثل




.. بعد فوز فيلمها بمهرجان مالمو المخرجة شيرين مجدي دياب صعوبة ع