الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كركوك خلف دخان الحرب

أياد السماوي

2014 / 10 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


كركوك خلف دخان الحرب
تحت هذا العنوان كتبت المسلّة افتتاحيتها ليوم أمس الخميس 9/ أكتوبر لتتحدثّ عن أنباء عن عرقلة دخول العرب إلى كركوك من قبل قوات البيشمركة الكردية , فيما يمنع إقامة أي شخص من غير سكانها إلا بعد التأكد من أنّ مكوثه ليس دائما , فيما تسيطر العناصر الكردية على مفاصل المحافظة الأمنية والإدارية على طريق تحقيق النوايا المستبطنة , وتشير الافتتاحية أيضا إلى أنّ عرب وتركمان المدينة منزعجون من تصرفات أفراد البيشمركة ويقولون انّهم يسمعونهم عبارات عنصرية ومضايقات لإجبارهم على الهجرة أو الصمت على ما يجري على أقل تقدير .
وملف كركوك والمناطق المتنازع عليها هو واحد من أخطر الملّفات التي واجهت النظام الجديد في العراق وأكثرها تعقيدا , فالأكراد من جهتهم مصرّين على تنفيذ ما جاء في المادة 140 من الدستور العراقي والخاصة بمعالجة هذا الملّف الشائك , بالرغم من انتهاء سقفها الزمني الذي حدّده الدستور والذي يعتبره البعض موتا دستوريا لهذه المادة , حيث لا زال الأكراد مصرّين على إلحاق محافظة كركوك والمناطق المتنازع عليها إلى خارطة كردستان , وخصوصا بعد التغييرات التي حدثت على الأرض بعد العاشر من حزيران واحتلال قوات البيشمركة لكامل محافظة كركوك والمناطق المتنازع عليها , في حين تطالب المكوّنات الأخرى من التركمان والعرب السنّة بعدم ضم محافظة كركوك إلى خارطة كردستان وجعلها إقليما منفصلا ومستقلا عن أي إقليم آخر , ويرون إنّ حلّ هذه القضية الشائكة وتجنيب البلد حربا مدمرة ستحرق الأخضر واليابس , يمرّ عبر هذا الحل الذي لا حلّ غيره .
والحقيقة إنّ ملف كركوك والمناطق المتنازع عليها , معني به أولا وأخيرا المكوّنات التي تتكوّن منها , وهم الأكراد والتركمان والعرب السنّة , وليس للمكوّن الشيعي ناقة أو جمل في هذا الصراع الدائر على عائدية هذه المناطق , فهي لا تقع ضمن جغرافيا التشيّع , وليس للشيعة مطامع في هذه المناطق , فهي بكل الحالات ستقع أمّا ضمن الإقليم الكردي أو ضمن الإقليم السنّي , , ولهذا فليس من مصلحة المكوّن الشيعي أن يكون مع هذا الطرف ضد ذاك الطرف , وعلى القيادات السياسية الشيعية أن تخبر الأطراف ذات العلاقة بهذا الملف عن موقفها الحيادي من هذه القضية , وقبولها بأي حل تتوّصل إليه الأطراف المعنية بهذا الملف , ونقل مسؤولية هذا الملف بالكامل لأصحابه للتفاهم والتوافق حوله , فليس من المعقول أن تكون القيادات الشيعية ملكية أكثر من الملك , وكما قلناها سابقا مرارا وتكرارا لرئيس الوزراء السابق نوري المالكي , نقولها الآن لرئيس الوزراء الحالي السيد حيدر العبادي , (( إنزع ملف كركوك من يديك واترك مصيره للأكراد والتركمان والعرب السنّة لحله , واعلن عن قبول الشيعة لاي حل تتوّصل له الأطراف المعنيّة ومن دون اي تدّخل )) , فقد آن الأوان أن يكون كل طرف أمام مسؤولياته وأعبائه لينهض بهذه الأعباء , فليس من العقل ولا من الحكمة والمنطق أن يحمل الشيعة أعباء غيرهم بعد أحداث العاشر من حزيران وما تمخّضت عنه من فضائع .
أياد السماوي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا تعلق كل المبادلات التجارية مع إسرائيل وتل أبيب تتهم أر


.. ماكرون يجدد استعداد فرنسا لإرسال قوات برية إلى أوكرانيا




.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين: جامعة -سيانس بو- تغلق ليوم الجمعة


.. وول ستريت جورنال: مصير محادثات وقف الحرب في غزة بيدي السنوار




.. ما فرص التطبيع الإسرائيلي السعودي في ظل الحرب الدائرة في غزة