الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليست حربنا

يوسف عكروش

2014 / 10 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


ليســـــت حربنـــــــــــــــــــــــــــــــــا
بــــــــــــــل حــــرب علينـــــــــــــــــا
حــــــــرب على الشعـــــــــــــــــــوب
=====================

الحرب الحقيقية هي تلك التي تدور في ساحات الدول الرأسمالية بزعامة الولايات المتحدة الأميركية المأزومة حدّ الانهيار، وجوهر هذه الحرب اقتصادي اجتماعي حيث تتفاقم أزمة رأس المال وانعكاساتها الاجتماعية على شرائح وطبقات اجتماعية واسعة تناضل بكل الوسائل من تظاهرات واعتصام وإضرابات وغيرها لوقف تدهور أوضاعها المعيشية التي وصلت إلى ما تحت الحضيض في العديد من هذه الدول، ناهيك عن أزمة الرأسمال نفسه وما يعانيه من ركود وتراجع وكساد وانهيارات وخسائر ناجمة عن طبيعة الرأسمال نفسه وجشعه ووحشيته.
فدول ""البزنس"" لصاحبتها "جبخانة" السلاح و "البساطير" الأميركية المتحدة تمرّ بأزمة تهدد بانهيارات شاملة، وتتعاظم الأزمة الاقتصادية في مراكز الرأسمال ويتمركز ويتعمق الاستغلال وتتناقص المكتسبات وترتفع نسب البطالة ويصل ببعض دولها التهديد بالإفلاس ( اليونان مثال) علماً بأن الدولة الزعيم وصاحبة أكبر اقتصاد على المستوى العالمي وهي الولايات المتحدة الأميركية لا زالــت تقـــف على قدميها بفعـــل سرقة شعوب العالم بواسطة القـــوة العسكريــــة والعـــدوان والإرهـــاب الذي تمارسه على الشعوب حيث أن هذه الدولة هي أكبر مديــــــن في العالم وتجاوزت مديونيتها كل الحدود الحمراء والصفراء وألوان الطيف Federal Debt is about -$-17,868,295,719,000 FY 2014, the federal government in its Today’s budget estimated that the deficit will be -$-649 billion, Gross national income 2013, of United States 16,967,740 Million US-$-)
وهذا الرقم لا يشمل ديون الولايات والمؤسسات شبه الرسمية والديون المحلي
تبحث الرأسمالية عن حلول لأزماتها وتنازع لتفادي الانهيار ودائماً الحلّ بتصدير هذه الأزمات إلى الخارج وجعل شعوب العالم تدفع الثمن لضخ الدم في عروق مؤسساتها المتهرئة والمتعفنة. وترى أن هناك مزارع يجب أن يعاد ترتيبها .. هدمها من أجل إعادة "بنائها" بما يتناسب ومصالحها وبالتالي تسويق بضائعها الكاسدة وتحريك آلتها العسكرية. لذلك فهي تخلق الأزمات والنزاعات لتسارع لقطف ثمارها وإعادة الاستعمار والهيمنة واستغلال وسرقة الشعوب بأشكال شتى وتحت مختلف الذرائع.
لم يعد سراً القول أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر وتنظيم القاعد ولاحقاً "داعش" وأخواتها، ممن صنعتها أو تمّ شرائها جاهزة، كانت صناعة أميركية بامتياز، وليس سراّ أيضاً أن الدوائر الاستعمارية فوجئت بثورة البوعزيزي ولكنها سرعان ما أعادت ترتيب أوراقها وركبت ثورات وانتفاضات الشعوب العربية على القهر والظلم والاستبداد ومن أجل الخبز والكرامة، وقد نجحت في حرفها عن مساراتها وأوصلت جماعاتها وعملائها إلى السلطة وأفرغت هذه الثورات من مضامينها وأغرقت منطقتنا العربية ببحر لا بل محيطات الدم مستغلة كل ما يمكن استغلاله من طائفية ومذهبية وعرقية وغيرها.
إن الحرب الحالية وبعد سرقة الثورات العربية في منطقتنا - سوريا والعراق تحديداً- ليست إلا حرباً أميركية أوروبية مغلفة بأغلفة دينية ومذهبية وطائفية لا أكثر فمثل هذه الحرب هي جزء من تصدير أزمة الرأسمال العالمي الاقتصادية:
1- استهلاك مخزون السلاح الذي بات ملحاً للتجمع الصناعي الحربي تجديده، وتدوير الماكينة الصناعية العسكرية إذ أن كلفة هذه الحرب ستتجاوز مئات المليارات والتي ستضخ الدم في عروق التجمع الصناعي الحربي بمليارات المليارات الدولارات (تبلغ تكلفة صاروخ توما هوك مليــــــــون دولار أميركي)؛
2- إعاقة ومحاولة منع تطور شعوب المنطقة وإبقائها تحت الهيمنة من خلال الإبقاء على أو زرع أنظمة وعصابات عميلة تتكفل بحماية وشرعنة سرقة شعوب المنطقة تقوم على حكم المافيا والعصابات التي تدار عن بعد (الريموت كونترول) وإلهائها بصراعات ثانوية تحت شعارات مختلفة وإشغالها عن تناقضها الرئيس مع الدول الاستعمارية ورأس حربتها في أرضنا العربية الصراع مع العدو الصهيوني؛
3- الإبقاء على نهب خيرات المنطقة- أكبر احتياطي نفطي- تحت حجج حمايتها ومساعدتها والإبقاء على المنطقة سوق استهلاكية
4- تسويق وتصدير منتجاتها بمئات المليارات من الدولارت تحت حجج إعادة الأعمار الذي "نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً" ومثال ذلك العراق ولاحقاً ولا أحد يعلم متى، بعد أن لا يبقى في سوريا وغيرها حجر فوق حجر.
وبعد، فلا يهم ما الثمن أهو دم طفل سوري أم عراقي أو جندي أردني.. المهم حلّ أزمتها؟
إذن فهي ليست حربنا وليس لنا منها إلا أن نكون وقودها كعرب وكأردنيين بخاصة!؟

.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الصديق العزيز يوسف عكروش
فؤاد النمري ( 2014 / 10 / 11 - 18:09 )
قبل أيام كتب رفيقنا الدكتور علي الأسدي مقالة مثل مقالتك وفي نفس السياق والعبارات
ولما لا يترك الرفيق حساباً للتعليق أرسلت إليه رسالة ألكترونية فرد غاضباً ولا أعرف لماذا !!
قلت له لئن كان علي أن أختار بين خطابك أو خطاب غنغرش من قادة حزب الشاي المتطرف في أميركا الذي يتهم باراك أوباما بأنه شيوعي بلشفيك فأنا ساختار دون تردد خطاب غنغرش
ولا عجب فالشيوعيون الأمريكان صوتوا لأوباما في الفترتين

ثم أنت نفسك تنقض خطابك فتدعي أن أميركا دولة رأسمالية متوحشة ثم تقول أنها مدينة ب 18 ترليون دولار
هذا يعارض ذاك يا يوسف
هذا من أولى البدهيات
تحياتي

اخر الافلام

.. رحلة مؤثرة تتهافت عليها شركات صناعة السيارات العالمية | عالم


.. عريس جزائري يثير الجدل على مواقع التواصل بعد إهداء زوجته -نج




.. أفوا هيرش لشبكتنا: -مستاءة- مما قاله نتنياهو عن احتجاجات الج


.. مصدر لسكاي نيوز عربية: قبول اتفاق غزة -بات وشيكا-




.. قصف إسرائيلي استهدف ساحة بلدة ميس الجبل وبلدة عيترون جنوبي ل