الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رجال بناء و رجال بلاء

منتظر العمري

2014 / 10 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


التاريخ هو السجل الذي يحتوي كل شاردةُ و واردة ، كل المجموعات البشرية تمتلك تاريخ حتى حديثة التكوين منها فأنها تمتلك تاريخ الأمس .
والتاريخ يكتب صفحاته رجال ، فأما أن تكون هذه الصفحات في سجل التاريخ صفحات سوداء او تكون بيضاء ، وبطبيعة البشر دائما ما تترسخ في أذهانهم الصفحات السوداء نتيجة الألم الذي يصاحب هذه الكتابة . وما بين السواد والبياض ، خرج لنا هناك أشخاص لهم بصمات الى يومنا الحاضر تدل عليهم ويتذكرهم ابناء جلدتهم ويقيمون لهم شتى انواع الاستذكار عرفاناً بدورهم لأنهم كانوا رجال بناء في أمتهم ، والمجموعة البشرية التي ينتمون لها ودائماً ما يطلق عليهم عبارات تعبر عن الدور الكبير الذي لعبوه كالمصلحين ، المؤسسين ، المحررين وغيره من التسميات . و ما بين السواد والبياض خرج لنا ايضاً افراد سجلهم التاريخ لأنهم كان لهم دوراً سلبياً في مجتمعهم وصناع بلاء للأبناء جلدتهم ، ودائماً ما يحتفلون ويستذكرونه ، يحتفلون بمناسبة اسقاطه والخلاص منه ، ويستذكرونه حتى يكون عبره للجميع ، ان لا يسمحوا لشخص ما ان ينحى منحاه . وكذلك ان يذكروا من يقوم بدوره في الحاضر ان لا يسير مسيرته لان مصير من سبقه الى الان شاخص في الاذهان .
وعلى مر الزمان ونتيجة لتراكمات الماضي انقسمت المجتمعات الى قسمين منها من استفاد من ماضيه (تاريخه) بكل ما فيه من سلبيات وايجابيات ليصنع مستقبله ، والأخر لم يستفد منه ولم يستطيع التغلب على اخطاءه في الماضي وبقى اسير المشاكل ذاتها وتتكرر فيه مشاهد المأساة من جيل الى اخر . أغلب التجمعات البشرية الشرقية هي مازالت لم تحفظ الدرس ولم تتمكن من التغلب على مشاكلها التاريخية وتنطلق ، مما بقيت تنتج رجال بلاء دائماً ما يجدون الارضية الملائمة لنمو بلائهم وطغيانهم ، بل وان هذه الارضية تمدهم بكل الامكانات ليطفوا اكثر فأكثر مما اخرج لنا طغاة (دكتاتوريات المنطقة العربية) في زمن قل فيه الطغاة والثورات . بل انتقل العالم الى تأسيس المؤسس . ويجاد المحددات التي تقطع الطريق على ظهور رجال البلاء وفتح الطريق امام رجال البناء . علينا كمجتمعات عربية عانت ومازالت تعاني ان تؤسس الارضية المناسبة التي تكون على اساس الاتعاظ من الماضي المرير . هذه الارضية هي التي يُعتمد عليها في المستقبل في ايجاد رجال يعتمد عليهم يتركون صراعات الماضي ومشاكله ويستقبلون المستقبل ليصنعوا لهم تاريخ يفتخرون به .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موقف التنظيمات المسلحة الموالية لإيران من التصعيد في رفح| ال


.. إسرائيل - حماس: هل ما زالت الهدنة ممكنة في غزة؟




.. احتفال في قصر الإليزيه بمناسبة مرور 60 عاما على العلاقات الف


.. بانتظار الحلم الأوروبي.. المهاجرون يعيشون -الكوابيس- في تونس




.. حقنة تخلصكم من ألم الظهر نهائيا | #برنامج_التشخيص