الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الداعشي الارهابي في حساب تركيا أفضل من الكردي المسالم

سامان نوح

2014 / 10 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


كوباني تقاوم واصدقاء تركيا بكردستان يلفهم الصمت.. كرد تركيا ينتفضون واردوغان يتوعدهم بالحساب
ضرب الكانتونات الكردية في سوريا اهم من نسف عملية السلام التركية الكردية.

الأمم المتحدة، مسؤولون بدول اوربية، نواب وساسة من مختلف بقاع العالم، احزاب كردية وحتى حزب الشعب التركي، وجماعات ناشطة عالمية، تطالب تركيا بفتح معبر الى كوباني والسماح بوصول السلاح الى المدينة المقاومة.
لكن حكومة اردوغان – اوغلو الديمقراطية الانسانية صديقة اقليم كردستان ترفض ذلك بشدة، وتصر على غلق الحدود امام وصول اية اسلحة او مقاتلين او اغذية او حتى ادوية الى كوباني.
ببساطة تركيا تريد ان تسقط كوباني بيد حليفها تنظيم داعش وبأي ثمن، ولن تستمع لمناشدات العالم ولن تكترث بسيل الانتقادات الموجهة لها، ولن تستحي، وان لم تستحي فاصنع ما شئت.
العالم الذي يملك قوة الضغط على تركيا يتفرج على المذبحة الوشيكة في كوباني ويكتفي ببضعة غارات جوية يوميا لا تكفي لوقف تقدم التنظيم الذي يجلب يوميا مئات المقاتلين وعشرات قطع الأسلحة الثقيلة لينهي مقاومة قوات حماية الشعب الكردية التي تقاتل بالاسلحة الخفيفة ودون اي دعم لوجستي في مدينة محاصرة منذ 25 يوما.
تلك المقاومة كشفت زيف العالم الحر، وزيف التحالف الدولي ضد داعش، فها هو يتفرج عاجزا عن اقناع تركيا بفتح ممر لوصول الاسلحة الى المدينة، لأن تركيا العضو في التحالف مصلحتها تكمن في ابادة مقاتلي وحدات حماية الشعب ومن ورائهم حزب العمال الكردستاني وطبعا كل الكانتونات الكردية المعلنة في سوريا.
الكرد في تركيا يواصلون انتفاضتهم في عشرات المدن الكردية فضلا عن اسطنبول وانقرة وادنة، ومسؤولوهم يوجهون سيلا من التهم لتركيا بمساعدة داعش، وينبهون الى ان موقف حكومة اردوغان المصر على ابادة كرد كوباني يؤثر على النسيج الاجتماعي بين الشعوب في تركيا.
انضم الى القوى الكردية في اعلان استيائها احزاب تركية كحزب الشعب الجمهوري المعارض اكبر احزاب البلاد بعد حزب اردوغان الحاكم. مسؤولون بالحزب يقولون ان موقف حكومة بلادهم يجلب العار لها.
لكن اردوغان ووزير داخليته كما رئيس وزرائه احمد داود اوغلو، يتوعد المتظاهرين بحساب قاسي، وبانهاء مسيرة السلام مع الكرد المستمرة منذ سنوات. اردوغان يصر على وضع حزب العمال الكردستاني وتنظيم داعش في سلة واحدة "هما منظمتان ارهابيتان ولا فرق بينهما".
وحتى وفق تلك الرؤية الفاضحة والغارقة في الانكار والنفاق، يقول مراقبون، كان على حكومة تركيا ان تلتزم الحياد، لا ان تدعم داعش بكل المساعدات اللوجستية ويلتقط جنودها معهم الصور التذكارية فيما تمنع مرور الأسلحة الى القوات الكردية التي تحارب داعش ببسالة قل نظيرها في العالم.
تركيا ورطت جميع أصدقائها بموقفها هذا المصر على حرق كوباني، وأساءت لسمعتها واسقطت كل شعاراتها بنصرة المظلومين وتحقيق الحرية والديمقراطية وايجاد حل نهائي للقضية الكردية، فالداعشي الارهابي في حسابها أفضل من الكردي المسالم، وضرب الكانتونات الكردية في سوريا اهم من نسف عملية السلام مع الكرد.

عتب الأصدقاء مرفوض
أصدقاء تركيا في اقليم كردستان وعلى رأسهم الحزب الديمقراطي الكردستاني حائرون في امرهم محرجون امام جمهورهم، لا يعرفون ما يمكن ان يفعلوه مع صديق خذلهم حين هاجمت جيوش داعش اربيل، وخذلهم حين منع حتى فتح طريق لايصال المساعدات لكرد مدينة المقاومة كوباني التي تحولت الى رمز للصمود الكردستاني.
حزب العدالة والتنمية التركي يعرف ان الحزب الديمقراطي الكردستاني، لا يملك حتى ان يبدي عتبه على ذبح اخوتهم في كوباني، ويعرف ان عقود الشراكة النفطية الممتدة 50 عاما لن تتأثر كما ان الواردات الغذائية والكهربائية والمنزلية والميكانيكية الى السوق الكردية لن تتراجع، وستظل تلك السوق محتكرة للبضائع التركية وبلا منافس، فتركيا احتلت اقتصاديا كل جزء في كردستان منذ زمن بعيد، وصادرت قرار الكرد المستقل وحتى هدف استقلالهم الموعود حتى قبل ان يعلن.
أما حرج الأصدقاء في كردستان العراق كما فورة المشاعر القومية لكرد تركيا، فلا مكان لها في السياسة التركية، ومصلحة تركيا الأتاتوركية فوق كل صداقة وكل اعتبار انساني او قومي.

* نائب رئيس الشبكة العراقية للصحافة الاستقصائية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس الأوكراني: الغرب يخشى هزيمة روسيا


.. قوات الاحتلال تقتحم قرية دير أبو مشعل غرب رام الله بالضفة




.. استشهاد 10 أشخاص على الأقل في غارة جوية إسرائيلية على مخيم ج


.. صحيفة فرنسية: إدخال المساعدات إلى غزة عبر الميناء العائم ذر




.. انقسامات في مجلس الحرب الإسرائيلي بسبب مستقبل غزة