الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحركة الكوردية ومحاولات التأطير...!

سلمان بارودو

2005 / 8 / 22
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


نسمع بين الحين والآخر عن عقد اجتماعات لفصائل الحركة الكوردية في سوريا وذلك من اجل التوصل وإيجاد صيغة موحدة تهدف إلى تأطير نضالات الحركة الكوردية في سوريا ، لبناء مرجعية كوردية تعتبر كمؤسسة شرعية يتم فيها توحيد الخطاب الكوردي وضمان لاستقلالية القرار السياسي واستجابة عملية لرغبة الجماهير وتطلعاتها نحو التماسك والتلاحم على طريق النضال من اجل رفع الغبن اللاحق عن كاهل الشعب الكوردي وتحقيق أمانيه وأهدافه القومية والديمقراطية .
ولكن وللأسف الشديد بعد الانتهاء من هذه الاجتماعات نسمع إلى عدم التوصل إلى الهدف الذي عقد من اجله ؟
بالرغم من أن هذه الفصائل وجدت من اجل الدفاع عن مصالح شعوبها وقضاياها الوطنية والقومية!
يقول في هذا الصدد الكاتب الكوردي والناشط في لجان إحياء المجتمع المدني في سوريا مشعل التمو : (( على الرغم من أن الأحزاب نشأت تلبية عن حاجات وطنية أو قومية ، ولكنها وصلت إلى حالة من التجمد لدرجة أن علوم التاريخ والعلوم الإنسانية كافة تقف حائرة غير قادرة على تفسير أو تأويل ما آل إليه حال هذه الأحزاب بخطابها الثابت وممارساتها العصية على التغيير بالضد من كل ما يستجد من وقائع وعلوم ومتغيرات سياسية ، بمعنى هناك حتى تاريخه من يرتكز ويراهن على منظومة قيم متخلفة للعلاقات الاجتماعية ، ويتستر وراء منظومة أفكار سياسية وسلوكيات قبلية تهدف إلى إعادة التاريخ إلى الوراء )) .
وإن السؤال الذي يطرح نفسه ويراود الذهن في هذه المرحلة الحساسة وفي ظل الأحداث والتطورات الدولية والأقليمية إلى متى ستظل فصائل الحركة الكوردية في سوريا غير قادرة على تحمل مسؤولياتها بشكل جدي وبروح مسؤولية عالية والدفاع عن حرية شعبها وترك خلافاتها جانبا والتي لا تجد نفعا في حال إثارتها في مثل هذه المحطات المهمة بدلا من وضع الحلول المناسبة والناجعة ومعالجة أمورها المستعصية وإعادة النظر في برامجها وممارساتها العملية وأساليبها النضالية لأن الوضع الراهن التي تنتظر الجميع إن كان أفرادا أو جماعات عليهم السعي الجاد والدؤوب نحو صوب الفعل السياسي الواعي والحراك الجماهيري المطلوب والحوار الديمقراطي الواجب ، خدمة للصالح العام وضمانة لمستقبل أفضل وأكثر تقدما وديمقراطية . حيث إن الحركة الكورية لديها القدرة للتصدي لمشاكلها والعقبات التي تعترض طريقها إذا توفرت النوايا الجدية والصادقة لحلها وهي ليست مستعصية ، وعليها أن تعالجها دون إبطاء ، وخاصة في ظل هذه التطورات والأحداث الجارية في عالمنا اليوم والذي أشبه بقرية كونية إعلامية صغيرة يقرب كل بعيد إنه زمن الألفية الثالثة من التاريخ والدخول بعصر الديمقراطية والعولمة وحقوق الإنسان حيث أن الكثير من القضايا المعقدة تأخذ سبيلها إلى الحل ، وعلى الحركة الكوردية أن تأخذ مكانها الطبيعي في هذه المعادلة كرقم صعب لا يمكن تجاهلها وتجاوزها في جميع الحسابات ذات الشأن السوري العام لتكون حركة ضابطة وفاعلة ومنظمة لمجتمعها حيث إن لكل مجتمع مهما كان في طور البداوة والتخلف الحضاري ، نوعا من التنظيم . فتراه يخضع لرقابة قواعد وضوابط اجتماعية وقانونية ودينية ، تنظم روابط الأفراد وسلوكهم الاجتماعي ، فتحد من حريتهم المطلقة ، وتكبح من جماح رغباتهم الواسعة . بغية ضمان بقائهم واستقرارهم وعيشهم بسلام وطمأنينة . ولولا هذا ، لكان المجتمع في حالة من الفوضى ، تصبح الحياة شاقة لا تطاق ، إن لم تكن مستحيلة .
وبالرغم من هذا وذاك فإن الحركة السياسية الكوردية في سوريا لازالت تعتمد الواقعية السياسية في طروحاتها ومطالبها ، وتتمسك بالثوابت الوطنية السورية وتربط حل القضية الكوردية بالحل الديمقراطي العام في البلد . وأخيرا وليس آخرا أستطيع أن أقول لا يوجد شيء اسمه مستحيل لدى الإنسان في ظل هذه الظروف والمستجدات العالمية المتلاحقة والمتلاطمة كأمواج البحر، إنه زمن العولمة وحقوق الإنسان .
فالإنسان يمتاز بحماسة شديدة للبحث عن الحقيقة والسعي الدائب وراءها وذلك عبر الحوار والتواصل والتفاهم ... ويشعر بلهفة إلى أن يرى ويسمع ويعرف الجديد من الأشياء ، ومعرفة أسرار الخلق وعجائبه ، من أجل الظفر في حياة سعيدة ، ويستنبض منه شعورا بالرغبة في الحرية والاستقلال
إن المصلحة الوطنية والقومية تتطلبان السعي الجاد والدؤوب بعيدا عن الانفعالات وردود الفعل ، إلى مستوى الجدل الموضوعي للوصول إلى الإطار المنشود ، وليس الجدل من أجل تحطيم الآخر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زيلينسكي يحذر من خطورة الوضع على جبهة القتال في منطقة خاركيف


.. لماذا يهدد صعود اليمين مستقبل أوروبا؟




.. بيوت منهوبة وافتقار للخدمات.. عائلات تعود لمنازلها في أم درم


.. زلزال قوي يضرب غواتيمالا




.. ترقب في إسرائيل لقرار محكمة العدل الدولية في قضية -الإبادة ا