الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البونية وخطاب الملك

يوسف المساتي

2014 / 10 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


في خطابه أثناء افتتاح الدورة التشريعية، توجه الملك المغربي إلى البرلمانيين قائلا:"أما ممارسة الشأن السياسي، فينبغي أن تقوم بالخصوص، على القرب من المواطن، والتواصل الدائم معه، والالتزام بالقوانين والأخلاقيات".
صفق البرلمانيون بحرارة على ما يقوله الملك، وبمجرد نهاية الافتتاح حتى سارع اللبار وشباط إلى ترجمة ما قاله الملك حرفيا، واعتماد ميثاق سياسي أخلاقي أمام عدسات الكاميرات قائم على "البونية"و "العضان".
بالنظر إلى طبيعة اللبار أو شباط فلا يمكن أن نستهجن هذا الأمر، لأنه ينسجم وطبيعة تكوينهما، ولأنه يحمل عنوانا كبيرا "الزمن السياسي الرديء".
لكن يحق لنا أن نتساءل عمن المسؤول عن هذه الرداءة التي وصل اليها حال السياسة في بلادنا؟ من المسؤول عن كل هذا الكم من الفعل الذي تزكم رائحته الأنوف؟، والذي يرتكبه السياسيون دون أدنى وجل؟؟ من المسؤول عن صعود أمثال هذه الكائنات (شباط،اللبار...) إلى مناصب قيادية وتمثيلية؟؟ من الذي تغاضى عن كل ملفات الفساد الموجودة في أدراج مكاتبهم؟؟ من المستفيد من تواجد هذه العينة من السياسيين؟؟.
كانت الدولة ولازالت المستفيد الأول من كل جرى، فقد أدركت عقب سنوات الجمر والرصاص أن المواجهة المباشرة مع القوى الحية لن تجلب لها إلا المتاعب، فغيرت استراتيجيتها، وبدأت بالتضييق على كل القوى الحية والمبدئية، وتمميع الحقل السياسي بأمثال هاته الكائنات.
أصبحت السياسة رديفة للعهر، وللفساد، و"للقوادة"، ومنحت كل فرص الصعود والارتقاء والاغتناء للنخب الفاسدة، فيما تم اقصاء وتهميش الكفاءات الحقيقية، أصبح نموذج السياسي البلطجي، هو المثال وهو القدوة.
في نفس الآن تم التضيق والحصار والمنع وتشويه سمعة من لازالوا يقاومون على الهامش، ومن يصرون أن يخرقوا هذه القاعدة، ومن يصرون ألا يكونوا مجرد كومبارس في مسرحية سمجة، لن تقود إلا إلى ثورة المتفرجين، وتهديم المعبد على رؤوس ممثليه وكومبارساته والكل.
لقد قامت الدولة وعلى مدار عقود، بافراغ الحقل السياسي من معانيه، والاساءة اليه، واقصاء المعارضة الحقيقية، والاكتفاء ب"المعارضية"، وتهميش كل الكفاءات الحية، والتدهور الملموس في كل الميادين حسب ما تؤشر له كل الارقام والاحصائيات الدولية الناتج عن بؤس السياسات العمومية.
كل هذا لا يمكن إلا أن يقود إلى انفجار اجتماعي، لا يمكن لكائنات سياسية كهذه فرملتها، ولن تجدي معها كل رقيات العالم من الحسد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: ما مبرّرات تكوين ائتلاف لمناهضة التعذيب؟


.. ليبيا: ما سبب إجلاء 119 طالب لجوء إلى إيطاليا؟ • فرانس 24




.. بريطانيا: ما حقيقة احتمال ترحيل مهاجرين جزائريين إلى رواندا؟


.. تونس: ما سبب توقيف شريفة الرياحي رئيسة جمعية -تونس أرض اللجو




.. هل استخدمت الشرطة الرصاص المطاطي لفض اعتصامات الطلاب الداعمة