الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نصف الوجع

صفاء سلولي

2014 / 10 / 12
الادب والفن


بقيت متردّدة قبل أن تجيب على الهاتف الذّي أزعجها رنينه...
ردّت.
المتصّل كالعادة رجل مثقّف أو هكذا يبدو. بدأ حديثه لائما كعادته، متسائلا كعادته: لماذا لا تجيبين على رسائلي؟

أجابته كعادتها فأعلمته انّها تمقت هذا النّوع من الأسئلة وأنّها تستغرب إصراره هذا،وهي لم تكن يوما صديقته.

ارتبك قليلا وسكت برهة ليستجمع بعضه الضّائع فقال لها: كفاك غرورا...سنكون صديقين لا غير...أدعوك لشرب القهوة.

لقد كان يكرّر هذه الدّعوة كلّما أجابت على الهاتف...لأنّها في أغلب الوقت لم تجبه ولم تكترث لأمره.
ولأنّها ملّت هذا الطّلب الذّي تعوّدت قبوله ثمّ لعنته. فرجالها المثقّفون يطلبون الصّداقة، لكن في أوّل جلسة لا يتحدّثون إلا عن الإدمان الذّي يلي احتساء القهوة الأولى...إدمانهم لها كان يمثّل نصف الوجع...الوجع الذّي سيكتمل عندما تعرف أنّه لا وجود لصداقة بين رجل وامرأة

في هذه المرّة قبلت الدّعوة أملا في أن لا تحتسي مرارة نصف الوجع مجدّدا...لعلّه يريدها صديقة.

غدا ستراه بعد سنة منذ كان اللّقاء الأوّل في أمسية شعريّة، عندما أهداها ديوان شعره الذّي لم تقرأه... منذ سنة.

ذهبت إلى موعد الصّداقة أنيقة كما كانت دائما، رغم أنّها لا تلبس حذاءا بكعب عال..وجدته ينتظر قدومها.بادلته التحيّة وجلست. بدأ الحديث في رحاب اليوميّ في البداية... ثم نحا نحوا سياسيّا. كيف لا يلبس لباس السّياسيّ والجميع صار يفقه اليوم في هذا الوحل...
ثمّ ليرتقي الحديث توجه وجهة الكتب وآخر الإصدارات..همّت بالرّحيل معربة عن سعادتها بهذا اللّقاء علّه يتكرّر في مرّات لاحقة...كانت مسرعة وكأنّها تريد الهروب أو لعلّها لم تستحسن حديثه...

حينها مدّ يده وقال: إن مددت يدي هل تمسكينها؟
لم تفهم معنى قوله فسألت. فكرّر الجملة نفسها مضيفا كلمات مبعثرة: شراكة...حياة...لن أجد أحسن من امرأة مثلك...رغم بعدك أفكّر فيك...

سكتت...ونظرت إلى فنجان القهوة وتذكّرت أنّها الكلمات نفسها والمعاني نفسها والطّرق البالية نفسها...
تناست كلّ ما مرّ في ذهنها وقالت: طبعا فأنت صديقي منذ الآن...
فأفصح: لا أطلب صداقة...
-ليس لي غيرها إن شئت ستكون الصّديق الذّي أردت...

لم تنتظر جوابه وطلبت منه أن يخرجا من المقهى ليشقّا عرض شارع العاصمة الكبير والصّمت رفيقهما.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص


.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض




.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة