الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى مركز المدينة

أسماء الرومي

2014 / 10 / 12
الادب والفن


إنه القطار الذي يقلني لسنتر المدينة وسأصعد ، لفت نظري إن العديد من الصاعدين معي من كبار السن
وفي داخل الفاركون أيضاً كانت نسبةً لابأس بها منهم ، فهذا المحني الظهر والآخر وجهه وكأته لا يرى
ما حوله . لا أدري لِمَ أمسكتُ رجلي اليمنى إذ شعرتُ وكأنها لا تعينني لأسير ، حتى إني إخترتُ أقرب
الأماكن للباب لأجلس
خرج القطار إلى محطة مكشوفة فعاد السرور لقلبي وأنا أسمع صوتَ طائرٍ جعلني أشعر وكأني عدتُ
لأرتباطي بالحياة حتى إني التفتُ لأرى هذه الشمس الجميلة التي إفتقدناها منذ أيام عديدة والتي أثقلت علينا
بالمطر ما أجملها أعادت لي شمس فجر هذا اليوم التي صحتني كانت تغلف جزءاً من أغصانِ شجرةٍ
خريفية لتبدو كذهبٍ منحوتٍ بين ظلالِ الشجرة المتمايلة مع الريح ،يا للجَمال ويا لجمالِ هذه الغاباتِ على
جانبِ طريق القطار بهذه الألوان الخضراء والأوراق التي بدأت تميل للأصفرار والأحمر منها وتلك
البحيرة المجاورة هذا اللون الأزرق الصافي الذي أحبه والبواخر التي ترسو قرب شاطئها كم هي أنيقة
بدأ الركاب يتزايدون واختلط المكان بكل الأعمار التي تضفي حياةً لما حولي وإن كان طابع الهدوء
يغلب وحتى على لعب الأطفال الجميل ، وبدأنا نقترب
الأزدحام واضح في المدينة وبعد مشيةٍ دخلنا أحد مقاهي الماكدونالد ، المكان يبدو مغلقاً بالموجودين رغم
سعنه إلتفتُ هناك مكان صغير في إحدى الزوايا وجلسنا . مجاميع من الشباب لا زالوا يتوافدون فاليوم
هو السبت وهذا مكان للقاء الكثيرين منهم في أيام العطل
هذا المقهى الذي أجلس فيه أحبه فهو واسع ومقابل للسوق القديم الذي أحب المرور فيه عند وجودي في
السنتر ، وأنا أشرب قهوتي لفتت نظري هذه الصغيرة في عربتها والتي تجلس مع عائلتها حول المائدة
القريبة تنظر إليّ ، وترمشين لي بجفنيكِ ما أجملكِ قبلةً بين عينيكِ حبيبتي . إحدى العاملات في المقهى
تدور بالبالونات الملونة على الأطفال وتقدمها هدايا لهم ويحلو للبعض أن يضربها ليتمتع
بصوتٍ يسعده
المكان المكشوف مقابل هذا المقهى لا زال يحتوي على الخيم الصغيرة التي تعرض الخضر والفواكه
والورود لكن الذي أثار التفاتي هذا النوع من الفطر بلونه الكركمي والذي طغى على كل ما معروض
هنا حتى تخيلته موسم *الخريط الذي كان يطغي في سوق البصرة الشعبي وكأنه وحده الموجود . لم
أكن أحبه فكان موعد نزوله يبعد حتى الفواكه الموجودة لكني أتذكر أمي كانت تقول حين يطبخ بالتمر
هي تحبه لا أدري أنا لا ...
هذا الفطر المعروض يذكرني بتلك الليلة التي سهرنا فيها مع حفيدي حين كانوا معنا قبل مدة إذ تناول
في المساء القليل منه مع الأكل الذي أعدته والدته ، والحساسية الشديدة التي سببها له في معدته
صرتُ أخاف النظر لهذا الكركمي الذي يملأ السوق أمامي
لا زال المكان الذي نسير فيه مزدحماً فالناس ينتشرون في المطاعم والمقاهي المكشوفة رغم إن الجو
بدأ بالبرودة . جميلٌ التمشي في الأماكن القريبة من المركز ، مررنا من شارعٍ رئيسي إذ تجمع العديد
في طابورٍ طويل ، المكان مقابل أسواق *الأنكو، على جانب الشارع تقف قطارات خاصة تنقل من
يريد إلى مدينة الألعاب وحديقة الحيوانات ولا زال بعض السواح في المدينة وغالبيتهم من اليابان
بشكلهم المميز
حين انتهينا من مسيرتنا عدنا لمحطة الأنفاق وللسلالم العديدة التي تحمل الناس للقطارات
وعلى اليسار وقدماي تجرني لأول سلم ينزل إلى النفق الذي سنركب منه إبتسمت لأن صوت حفيدي
جاء في أذني وهو يصيح ضاحكاً .. جدتي ليس هذا الذي تنزلين منه بل هو السلم الذي يليه وغيرتُ
إتجاهي لأسير للآخر الذي يوصلني
كُتبت26/9/2014
في ستوكهولم
*الخريط هو الدقيق الذي يجمع من بذور البردي الذي يتكاثر في الأهوار
*الأنكو: هذه الأسواق الواسعة بالطوابق المتعددة بكل الأشياء الجميلة .في الثمانينات حين زيارة زوجة
الرئيس السابق للعراق صدام حسين للسويد ، دخلت هذا السوق الذي أغلق لها لتختار ما تشاء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو يوثق اعتداء مغني الراب الأميركي ديدي على صديقته في فند


.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز جسديًا على صديقته في




.. حفيد طه حسين في حوار خاص يكشف أسرار جديدة في حياة عميد الأد


.. فنان إيطالي يقف دقيقة صمت خلال حفله دعما لفلسطين




.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي